لم يكن أي من التلاميذ يدرك ان العجوز التي كانت في صغرهم تبيع النخي عند باب المدرسة كانت جدة حنظل.
اليوم وقد أصبح حنظل تاجرا كبيرا لا يسعنا إلا ان نستعرض سريعا قصة جدته التي بدأت تلك البداية المتواضعة وأصبحت اليوم دون ان يدري أحد احدى أكبر نساء الأعمال في الامارات.
رغم ان أرباح النخي كانت متواضعة إلا ان العجوز احسنت اعادة استثمارها فقد أعادت استثمار أرباحها وبنت شبكة متكاملة من بائعات النخي عند باب كل مدرسة من مدارس الدولة مكونة بذلك أول شبكة توزيع متكاملة في البلاد. ثم تفرعت يدّوه فاستخرجت عدة رخص تاكسي وكفلت عدة خياطين بل حتى فتحت شركة مقاولات صغيرة رغم انها سرعان ما أغلقتها، فالمقاولات لم تكن بالقط مجالها.
ولكن نجاحها الأكبر كان في النقلة النوعية نحو العقار. فقد اشترت يدّوه أول عقار في صورة منزل قديم صغير رممته وباعته بفائدة. كما انها كانت تبحث بين صديقاتها الارامل عمن لديها بيت او إرث عقاري للبيع، والتقطت هذه العقارات بثمن بخس، وأعادت بيع بعضها وطورت البعض الآخر.
أخيرا كان عام 98 عام الحسم في ثروة جدة حنظل، تلك السنة كانت العجوز مستثمرة بقوة في أسواق الاسهم، ولكنها كانت مقتنعة بأن الأسعار غير واقعية وان الفقاعة الاستثمارية هذه على وشك الانفجار. لذلك سيلت يدوه كل ما تملكه من أسهم بأسعار عالية رغم احتجاجات حفيدها، بل دبست حنظل نفسه في بعض الأسهم التي صعب عليها بيعها للآخرين.
رغم هذا النجاح الباهر تعيش المرأة حياة مريحة ولكنها متواضعة تليق بوقارها.
رغم انها تعد الخوارط هذه الأيام لمركز تجاري ضخم سمته أبراج وأسواق يدوخ إلا انها لاتزال تتوق لتلك الأيام الخوالي حيث كانت بداياتها المتواضعة، حينما كانت تتلذذ بالآنات الأربع التي تتسلمها من التلاميذ لقاء مخروط تصنعه من جرائد الأمس محشو بحبات النخي.