أصدرت لجنة تنسيق العمل الاسلامي المشترك في مجال الدعوة المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي بيانا امس عن التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينتى الرياض والدار البيضاء المغربية خلال الايام الماضية حيث قامت مجموعة ارهابية دفعها الانحراف والجهل بحقيقة الاسلام الى ارتكاب جرائم قتل الناس وترويع الآمنين وهدم المبانى السكنية وخروج على النظام وطاعة ولي الامر وذلك من خلال عمليات ارهابية استخدم فيها الجناة سيارات مفخخة بقصد قتل أكبر عدد ممكن من الناس الآمنين من سكان المبانى التي استهدفوها.
واستنكرت اللجنة التي تمثل المنظمات الاسلامية الرسمية والشعبية في العالم هذه الجرائم اشد استنكار واعلنت ان هذا العمل الارهابى الذى راح ضحيته عشرات من الابرياء عمل اجرامى لايقبل به مسلم على وجه الارض.
وأكدت اللجنة ان الارهاب دخيل على المجتمعات الاسلامية وهو عمل غريب ومقحم على مجتمعاتها وان غرابته أشد لدى شعب المملكة العربية السعودية الشعب المحب للخير والبر والمرحمة وهو عمل مقيت عند اهلها الذين عاشوا ماضيا وحاضرا مع ولاة أمر حريصين على العمل بدين الله و تطبيق شرعه والدعوة اليه وعلماء ثقات عرفوا بالاستقامة ومحاربة الغلو والبغى وانواع العدوان.
وأوضحت ان قتل المسلم للمسلم أمر محرم في الشريعة الاسلامية حرمة قطعية جزاؤه غضب الله سبحانه وتعالى ولعنته وعظيم عذابه يوم القيامة (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، كما ان قتل المعصومين من غير المسلمين أمر محرم ايضا (ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة).
وأكدت اللجنة ان وقائع الجريمة التي برزت في الحوادث المذكورة وما اجتمع لها من عناصر هى من المحرمات القطعية في دين الله ومما يدخل الفساد في الارض حيث تضمنت القتل والترويع والاذى وهدم المنشآت والخروج على طاعة ولي الامر وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجزاء الرادع لهذا العمل باعتباره محاربة لله ورسوله (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم).
وبينت اللجنة ان أنواع القتل والترويع والاذى وارعاب الناس وارهابهم ليس من الجهاد في شيء وانما هو من جرائم الارهاب المحرم الذى يتضمن ازهاق الارواح واراقة دماء الناس الآمنة سواء كانوا مسلمين ام غير مسلمين وتأكيدا لحرمة اراقة الدماء وازهاق الارواح البشرية . وحذرت اللجنة من ان جرائم الارهاب النكراء التي حدثت في الرياض والدار البيضاء قد تقع في اى بلد اسلامى او غير اسلامى فالارهاب لا وطن له وهو لاينتسب الى دين ولا جنسية لكن مشاركة بعض المنتسبين الى الاسلام فيه قد سببت اساءة بالغة الى الاسلام والى الامة المسلمة حيث اتخذ اصحاب الحملات على الاسلام من اعمال هؤلاء ذريعة لاتهام الاسلام والتطاول عليه وسب المسلمين واتهامهم بما ليس فيهم .
ودعت اللجنة مؤسسات الاعلام والثقافة في المجتمعات الاسلامية الى ان تتعاون في معالجة انواع الغلو والتطرف ومحاربة الارهاب والتعاون مع المنظمات الاسلامية الرسمية والشعبية في معالجة هذه الآفة الخطيرة والوقوف في وجه ظاهرة الارهاب ومواجهة مخططات مرتكبيه والقضاء على اهدافهم وتخليص الامة والعالم من شرورهم في اطار نظرة واعية تميز بين الارهاب وحق الشعوب المعتدى عليها في المقاومة وواجب السعى لاقرار مبادئ العدل والسلام في العلاقات الانسانية.
وأكدت اللجنة ان المملكة العربية السعودية بلد الاسلام الاول والدولة التي تطبق شرع الله وتحتكم الى كتاب الله وسنة رسوله لن ينال منها ومن امنها واستقرارها هذا العمل الارهابى الارعن الذى يصب في مصلحة اعداء الله واعداء المسلمين وان كل المسلمين في شتى انحاء العالم ينظرون الى المملكة نظرة متميزة لمكانتها الدينية ويستنكرون اى عمل يسىء اليها والى امنها واستقرارها كما انهم على ثقة من ان الجهات الامنية ستصل الى الايدى المجرمة ومن وراءها وانها ستتعامل مع هذا البلاء بحزم مشيرة الى ان شعب المملكة المسلم يقف مع دولته وولاة امره في مكافحة هذه الفتن وتؤازره وتشاركه الموقف نفسه جميع الشعوب والاقليات والمنظمات الاسلامية في كافة انحاء العالم.