يستحق المدرب العربي احمد العجلاني ان يكون افضل مدرب في الدوري السعودي، سواء اختلفنا معه فنيا في بداية الموسم او اتفقنا معه بعد ذلك، فهو المدرب الذي ترك بصمات واضحة على الفريق وهو الذي صقل مواهب بعض النجوم من امثال سعيد الودعاني او (هنري) كما يحلو للبعض تسميته وقدم اسماء لامعة كالحارس البطل هاني العويض وسلمان العميري وزكريا الهداف وغيرهم. وهو الانسان الذي كاد يقع ضحية بعض النفوس الضعيفة التي اوقعته في مأزق المواجهة مع الاعلام دون ان يريد وقبل ان يستوعب الدرس ويعرف ان الاختلاف في الرأي يجب الا يفسد للود قضية خاصة ان هذا الاختلاف فنيا وليس شخصيا او مزاجيا.
والذي تعامل مع هذا المدرب يدرك ان هناك جوانب انسانية وروحا صافية وتربية مثالية جعلته يحتفظ بعلاقات صحيحة مع الكثيرين وفرض احترامه على الجميع فلم يخطئ في حق حكم رغم ما تعرض له فريقه من ظلم تحكيمي ولم يدخل في مواجهات مع احد داخل ناديه او خارجه وظل يركز كل طاقاته لخدمة فريقه وتحقيق اهدافه. واذا كان القدساويون يتذكرون ما قدمه لهم عندما صعد بفريقهم للدوري الممتاز وحقق لهم كأس الامير فيصل بن فهد قبل ذلك فانهم بلاشك سيذكرون هذا الفريق الرائع وهذه النتائج المبهرة وهذه الاسماء اللامعة وهذا الخلق الرفيع. وقد كنت استعد لكتابة هذه الزاوية مركزا على خطوطها الرئيسية لان تكون وسيلة تقريب بين العجلاني واحمد الزامل عند اجتماعهم هذه الليلة لمناقشة تجديد العقد عندما دخل علي زميلي عيسى الجوكم ليخبرني بأن الكابتن العجلاني خص (الميدان) باتصال اوضح فيه انه يعتذر عن التجديد لظروف اوضحها في تصريحه الذي ننشره (آسفين) هذا اليوم.
مما جعلني اغير معالم الزاوية لاكتب عنه مودعا رغم حماسي لتجديد العقد معه ورغم ان هذا القرار قاس وغير متوقع الا انه اولا واخيرا حق من حقوق السيد العجلاني الذي يعتقد انه لن يقدم للقادسية اكثر مما قدم وهو اعتراف شجاع لايضعف من امكاناته بقدر ما يزيد ثقة الجميع فيه وفي صراحته ووضوحه. ويكفي انه قرر قبل ان يفاوض وفي هذا اكثر المعاني ثقافة وحضارة واحترام. والعجلاني يعرف ان القادسية لن تتوقف عندما يرحل والقدساويون يعرفون ان الطريق لن يغلق في وجه هذا المدرب القدير ان ترك الفريق فهذه سنة الحياة والامور ستسير لكنني كانت دائما اعتقد ان الطرفين ينجحان معا لان الارض كنت مناسبة لمثل هذا الغرس ومازلت وانا اكتب هذه الزاوية آمل في استمرار العجلاني موسما آخر ليكمل مسيرته مع هؤلاء النجوم الذين رفعوا رأسه وترجموا نجاحاته وقدراته فان استمر العجلاني فسيكون خبرا سعيدا وان رحل فسيكون لنا صديق وسنكون له اوفياء.
ولكم تحياتي