أكد رئيس الوزراء الفلسطينى محمود عباس (ابو مازن) مجددا التزامه باستمرار الحوار مع المعارضة الفلسطينية من أجل الوصول الى تفاهم على أساس ما جاء فى بيان الحكومة الفلسطينية الذى صادق عليه المجلس التشريعى مع الاصرار على أن الاقتتال الداخلى هو خط أحمر واضح.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) امس عن ابو مازن تأكيده خلال لقائه بقادة حماس أن جميع الفصائل السياسية لها الحرية بالتعبير ديمقراطيا عن آرائها السياسية فى القانون والتعددية السياسية وليس الامنية. مشددا على أنه توجد سلطة واحدة تحكم من خلال سيادة القانون بكافة جوانبه وأدواته.
من جانبه اكد اسماعيل ابو شنب احد قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس فى قطاع غزة ان نقاط التلاقى بين الحركة وبين الحكومة الفلسطينية كثيرة خاصة عند الحديث عن الاوضاع الداخلية، وقال ان نقاط الخلاف بين الجانبين تكمن فى منهج الحكومة الفلسطينية القائم على التفاوض مع الاسرائيليين، مؤكدا أن هذا الخيار ثبت فشله وفق شواهد كثيرة ابتداء من اوسلو الى غيرها من المفاوضات الاخرى.
وشدد على ان الظرف الراهن فرض على الشعب الفلسطينى خيار المقاومة والصمود فى مواجهة العدوان الاسرائيلى . منتقدا الصمت الدولى ازاء ما يحل بالشعب الفلسطينى من انتهاكات على ايدى قوات الاحتلال.
وأكد أهمية اللقاء الذى عقد بين (ابو مازن) و(ممثلين عن حركة حماس فى غزة) مساء امس الاول. موضحا أن الحكومة الفلسطينية تحاول ان ترتب برامجها لاصلاح الوضع الداخلى. مشيرا الى انه تم خلال اللقاء مناقشة مسألة تهدئة الساحة الفلسطينية تمهيدا لطرح خطة خارطة الطريق، وأوضح ان الطرفين اتفقا على مواصلة الحوار من اجل مزيد من الفهم والتشاور وتعزيز وجهات النظر الخاصة بحق الشعب الفلسطينى فى المقاومة. وقالت مصادر فى حركة المقاومة الاسلامية حماس بعد عقد أول اجتماع لقادتها مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمود عباس فى غزة بالامس أنه لم يطلب منهم وقف عملياتهم الفدائية ومقاومة الاحتلال وأكد الاجتماع على تعزيز الوحدة الوطنية ورفض الاقتتال الداخلى وعدم السماح بحدوثه كما يخطط له من قبل اسرائيل. كما نفت مصادر السلطة الفلسطينية بالاضافة حركة حماس أن يكونا اتفقا أو ناقشا أى هدنة فى المرحلة الراهنة ووصف الطرفان اللقاء بأنه كان مثمرا وبناء واتفق فيه على تكثيف اللقاءات خلال الفترة القادمة. وأكد د. زياد أبو عمرو أن اللقاء بين رئيس الحكومة وقيادة حركة حماس كان جديا للغاية ومركزا حول الوضع الفلسطينى الداخلى حيث وضع قيادة حماس فى صورة آخر التطورات السياسية فيما يتعلق بالوضع الداخلى واصلاح الوضع الداخلى، ونفى أن يكون تم البحث فى أى هدنة خلال هذا الاجتماع . موضحا أنه جرى بحث جميع القضايا العالقة فى الساحة الفلسطينية ووصف اللقاء بأنه مثمر وكان هناك اتفاق أن هذا الحوار سيتواصل الى اتفاقات فلسطينية فى الوقت القريب بما فيه مصلحة الشعب الفلسطينى. فيما ذكر د. محمود الزهار عضو قيادة حماس بعد الاجتماع ان أبو مازن لم يطالبهم بالالتزام بأى هدنة وانما طلب دراسة الواقع وبناء عليه ايجاد الوسائل للاجابة لمتطلبات الوضع الفلسطينى، وأضاف أنه من خلال التزام اسرائيل بالهدوء يمكن دراسة الوضع . موضحا انه تم الاتفاق على عقد اجتماع آخر مع أبو مازن خلال الايام القليلة القادمة لمناقشة عدد من الاسئلة العالقة. وشدد على أن موقف حماس حاليا هو الدفاع عن الشعب الفلسطينى وانهاء الاحتلال. مبينا أن رسالة حماس واضحة ونحن لا نعتبر أنفسنا منهزمين ولكن نضع كل الاعتبارات المحيطة بنا وهو تلميح يعتبره المراقبون موقفا اكثر مرونة من حركة حماس . وأكد الزهار على أن حماس لا يمكن أن تعطى أى موقف مجانا ، وقال نحن شعب يحتاج الى ضرورات حمايته وحماية أرضه ومقدساته ونضع كل الموازين فى حساباتنا ولدينا تحليل للواقع الذي نحن فيه. مشيرا الى أنه لم ينضج بعد الحديث عن أى تفاصيل مما جرى فى اللقاء . و أضاف: اذا أوقف الإسرائيليون قتل المدنيين الفلسطينيين سنوقف قتل ما يسمى بالمدنيين عندهم فهم مجتمع عسكرى واذا انسحب الاحتلال سيكون هناك هدوء فى المنطقة .