الشروط التي تلوح بها اسرائيل للقبول بخريطة الطريق كالغاء حق عودة الفلسطينيين من الشتات الى اراضي السلطة، وتأجيل اعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وما قد يطرأ في ذهن شارون من شروط اخرى لن تكون في صالح اتمام العملية السلمية في المنطقة، بل ستؤدي الى عرقلتها. فرغم استعداد شارون ـ الشكلي ـ كما يبدو للموافقة على الاجراءات التي حددتها (خريطة الطريق) الا ان ابداء مخاوفه من انفاذ بنود الخريطة يطرح رغبة اسرائيل في الاجهاز عليها كما اجهزت على بقية المبادرات والمشروعات السلمية السابقة، وليس بمستبعد ان يحاول شارون ادخال (تعديلات) على الخريطة لافشال المشروع برمته رغم ان واشنطن لاترى ان تغيير نصوص الخريطة مفيد، حيث ان الخريطة تعد افضل وثيقة لقيام دولتين مستقلتين تعيشان في سلام جنبا الى جنب، وهي الرؤية التي طرحها الرئيس الامريكي قبل طرح بنود الخريطة، فليس ثمة ما يدعو لطرح شروط اسرائيلية قد تعرقل التوصل الى حلول منطقية للازمة القائمة مثل إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتأجيل البحث في مشروع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والاجدى ان توافق اسرائيل على مشروع خريطة الطريق دون شروط مسبقة، فشرط تأجيل قيام الدولة الفلسطينية يعني فيما يعنيه افراغ مشروع خريطة الطريق من محتوياتها ومضامينها باستثناء المسألة الامنية وحماية امن اسرائيل، ولن تلقى القمة الثلاثية المرتقبة التي سوف تجمع بوش وشارون وابومازن قبولا فلسطينيا في حال اصدار الحكومة الاسرائيلية موافقة مشروطة على خريطة الطريق، فأية تعديلات او تغييرات على خطة السلام الدولية مدار البحث لا يمكن ان تفسر الا انها وسيلة لنسف الخطة برمتها.