استكملت مدينة سانت بطرسبورغ او كما يسميها الروس عاصمة الشمال استعداداتها وارتدت اجمل حللها لاستقبال زعماء العالم احتفالا بالذكرى الثلاثمائة لتشييدها وسط اجراءات امنية غير مسبوقة.
ومن المقرر ان يشارك 54 من زعماء الدول الاجنبية فى هذه الاحتفالات التى ستستمر حتى نهاية مايو الجارى والتى تسعى القيادة الروسية لتحويلها الى الحدث الابرز على الصعيد السياسى والثقافى خلال العام الجارى.
فعلى هامش الفعاليات الاحتفالية تستضيف مدينة سانت بطرسبورغ قمة روسية امريكية وموتمر الاتحاد الاوروبى وروسيا وكذلك قمة روساء دول الرابطة المستقلة ناهيك عن المباحثات الثنائية التى ستجريها القيادة الروسية مع الرئيس الصينى ورئيس الوزراء البريطانى والهندى واليابانى وغيرهم.
واوضح وزير الخارجية الروسى ايغور ايفانوف فى حديث نشرته مجلة /الدبلوماسى/ فى عددها الاخير ان الاحتفالات بذكرى تشييد مدينة سانت بطرسبورغ مدعوة لاظهار وحدة الشعوب الاوروبية وابراز الوجه الحضارى لروسيا التى ساهمت فى اغناء الحضارة الانسانية.
ووجهت القيادة الروسية الدعوة الى السكرتير العام للامم المتحدة والمدير العام لمنظمة اليونسكو وزعماء دول الاتحاد الاوروبى والسبعة الصناعية والكثير من رجال الفكر والادب للمشاركة فى الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة التاريخية.
وذكرت مصادر دبلوماسية روسية ان موتمر الاتحاد الاوروبى وروسيا الذى سيعقد على هامش الاحتفالات والذى يشارك فى اعماله كذلك عشر من الدول المرشحة للانضمام الى المنظمة الاوروبية سيناقش سبل تعزيز الوحدة الاوروبية وتطوير الحوار الثنائى وبلورة نهج لمواجهة التحديات والاخطار المعاصرة اضافة الى مسائل عملية مثل العمل بنظام السفر بدون تاشيرات بين روسيا والدول الاوروبية ومجابهة مخاطر المخدرات القادمة من افغانستان وسبل تعزيز الامن الاقليمي.
وتشهد مدينة سانت بطرسبورغ اضافة الى الفعاليات السياسية نشاطات اقتصادية هامة ابرزها الموتمر السابع لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادى والدورة السادسة للجمعية العمومية لما يعرف بمنتدى الشمال اضافة الى اجتماعات لرجال الاعمال من فرنسا وفنلندا والسويد.
يذكر ان البنك الاوروبى للاعمار والتنمية قرر منح مدينة سانت بطرسبورغ 350 مليون يورو لتمويل مشاريع اعمارية فى المدينة وخصص نظيره البنك الدولى مبلغ 31 مليون دولار لهذه الاغراض.
ووضعت بعض الدول الاوروبية برامجا خاصة للمشاركة فى هذه الاحتفالات عبر تنظيم فعاليات ثقافية وفكرية تتضمن اقامة معارض للصور واللوحات الفنية وعروض للسينما والمسرح.
واخذت فرنسا مثلا على عاتقها تمويل افتتاح مركز الحضارة الاوروبية فى المكتبة الوطنية فى المدينة وساهمت فى ترميم النصب والتماثيل التاريخية
وتساهم ايطاليا التى سيشارك رئيس وزرائها سيلفيو برلسكونى فى الاحتفالات بعروض متميزة لمسرح ميلان الشهير وحفل فنى لمغنى الاوبرا الشهير لوتشيانو بافاروتى. وستقدم كافة الدول المشاركة فى الاحتفالات هدايا تذكارية للمدينة التى تحملت الكثير من الاعباء المادية والادبية استعدادا لتنظيم هذه الاحتفالات المميزة.
وتعتبر مدينة سانت بطرسبورغ التى يعرفها العالم باسم /لينينغراد/ مهدا للحضارة الروسية حيث اتخذ منها القياصرة عاصمة للامبراطورية الروسية وحولوها الى نافذة على اوروبا.
وارتبط اسم سانت بطرسبورغ فى اذهان الناس بمعرض الارميتاج الذى يضم آلافا من افضل اللوحات الفنية العالمية وقرية القياصرة التى تبهر عيون السياح الاجانب ومسرح المارين الذى ينافس مسرح البولشوي فى تقديم افضل الاعمال المسرحية وخاصة الباليه اضافة الى مدفع افرورا الذى اعلن للعالم قاطبة نبأ انتصار الثورة العمالية فى عام 1917.
واتخذت السلطات الامنية الروسية تدابير غير مسبوقة لضمان الامن والهدوء خلال الفعاليات الاحتفالية وذكرت مصادر امنية ان 20 الف رجل يشاركون فى السيطرة على الوضع الامنى فى المدينة.
وكانت الحكومة الروسية قد اقرت برنامجا خاصا للاحتفالات بهذه الذكرى واعادة ترميم المبانى والاثار التاريخية فى المدينة العريقة بما فى ذلك اعادة تجميع /غرفة الكهرب/ التى تضاف الى عجائب الدنيا السبعة والتى تعرضت للسرقة والنهب ابان الحرب العالمية الثانية.
واتخذت السلطات المحلية من برنامج الاحتفالات المهيب مبررا للقيام بأعمال ترميم واصلاح واسعة النطاق فى المدينة التى لحق بها الكثير من الدمار والاهمال والبؤس ابان عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين.