وضعت ماليزيا امس أكثر من مائة بحار رهن الحجر الصحي على متن سفينة تابعة للبحرية وذلك بعد وفاة أحد زملائهم متأثرا بأعراض تشبه أعراض مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس).
وذكرت صحيفة نيوستريتس تايمز أن التعليمات صدرت للبحارة بعدم مغادرة سفينتهم الراسية في قاعدة لوموت البحرية الواقعة على بعد 150 كيلومترا شمال شرق كوالالمبور، لحين إجراء اختبارات طبية للتأكد مما إذا كان البحار قد توفي متأثرا بسارس.
وذكرت الصحيفة أن البحار توفي يوم الجمعة في أحد مستشفيات لوموت بعد عودته من إجازة. ولم يعرف على الفور ما إذا كان البحار قد زار أماكن في الخارج يتفشى بها سارس. ولم ترد تقارير عن انتقال عدوى سارس محليا في ماليزيا التي أبلغت عن خمس حالات محتملة بسارس توفي منها اثنان.وتم رفع ثلاث حالات كانت قد شخصت سابقا بأنها سارس من القائمة خلال عطلة نهاية الاسبوع بعد أن قرر مسئولو الصحة أن الفيروس القاتل غير ذي صلة.
وكان جميع المرضى الخمسة بسارس في ماليزيا قد أصيبوا بالعدوى أثناء زيارا ت إلى الصين أو هونج كونج.وأعربت ماليزيا عن شعورها بالرضا لنجاحها في منع انتشار الفيروس محليا.
يذكر أن أكثر من 8000 شخص أصيبوا بهذا الفيروس في مختلف أنحاء العالم. تايوان ترفض مساعدات صينية
من جانبها أعلنت السلطات الصحية التايوانية امس عن 12 حالة وفاة و22 إصابة منذ يوم السبت بفيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي (السارس) ليرتفع بذلك عدد الوفيات إلى 72 حالة وعدد حالات الاصابة إلى 570 حالة.
وقالت وزارة الصحة إن زيادة عدد حالات الاصابة يرجع إلى إعادة تصنيف حالات مبلغ عنها مسبقا وأن الرقم الفعلي للحالات المبلغ عنها هو ثلاث حالات فقط.
وأعلن الدكتور لي مينج ليانج قائد قوة حكومية لمكافحة السارس أن الوباء القاتل تحت السيطرة وحث مواطني تايوان على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية.
وقال لم أقصد أن أقول إن الامور على ما يرام مضيفا أن على الناس أن يتجنبوا الاماكن المغلقة المزدحمة وأن يكشفوا على درجات حرارتهم يوميا وأن يرتدوا الاقنعة إذا لزم الامر. ووقعت السلطات الصحية غرامة مالية قدرها 300 ألف دولار تايواني (571ر8 دولار أمريكي) على أسرة مكونة من أربعة أفراد يدفعها كل فرد منهم لمغادرتهم الحجر الصحي بمنزلهم قبل يوم من رفعه. وبررت الزوجة خروجها بقولها إنه نتيجة لثبوت عدم إصابة زوجها بالسارس فقد ظنت أن أمر الحجر ألغي تلقائيا ولهذا أخذت ابنها الذي كان يعاني من آلام في أسنانه لزيارة طبيب الاسنان.
وعلى صعيد اخر رفضت تايوان عرضا من الصين بإرسال إمدادات طبية لمساعدة الجزيرة في مكافحة السارس قائلة أن القضية الاهم هي أن توقف بكين محاولاتها لمنع تايوان من الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية.
وقالت مؤسسة ستريتس اكستشينج فاونديشن الحكومية لدينا ما يكفي من الامدادات ونقترح أن تعطوا (الصينيين) الامدادات الطبية التي ترغبون في عرضها علينا إلى موظفيكم الطبيين ومرضاكم لاستعمالهم الشخصي.
وجاء هذا التعليق في خطاب أرسلته المؤسسة إلى جمعية العلاقات عبر المضائق التايوانية في الصين.وعرضت المؤسسة إرسال إمدادات طبية لمساعدة الصين في مقاومة السارس قائلة أن تفشي المرض في الصين أسوأ وأن من الافضل لبكين أن تبذل ما في وسعها للسيطرة على الوباء القاتل وتهدئة المخاوف العالمية منه.
وقالت المنظمة إنه إذا كانت بكين حريصة على صحة المواطنين التايوانيين بشكل جدي فإنها ستوقف محاولاتها لعرقلة انضمام تايوان إلى منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية.
وتأسست المؤسسة والجمعية في أوائل التسعينيات لتمثيل دولتيهما من أجل التعاملات المتبادلة في ظل عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين.
وعرضت الجمعية التبرع بنحو 200 ألف رداء واق و100 ألف قناع من طراز ن-95 فضلا عن خمس سيارات إسعاف. كما عرضت إرسال فريق من الخبراء لتعزيز مكافحة تايوان للسارس.
وعلى الرغم من أن الحكومة التايوانية لم تندمل جراحها بعد جراء رفض طلبها لاعادة الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية للمرة السابعة بسبب معارضة الصين إلا انها رأت هذا العرض بادرة سياسية. وطردت تايوان من منظمة الصحة العالمية في عام 1972 وبعدها بعام أدخلت الامم المتحدة بكين كعضو وأخرجت تايبيه.
ومنذ عام 1997 تسعى تايوان إلى الرجوع إلى المنظمة إلا أن محاولاتها باءت بالفشل خلال المؤتمر السنوي للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية وهي الهيئة الادارية لمنظمة الصحة العالمية بسبب معارضة بكين.
وتنظر بكين إلى تايوان على أنها إقليم منشق لابد أن يعود لها في يوم من الايام وحذرت الدول الاخرى بالاضافة إلى المنظمات الدولية من التعامل مع تايوان على أنها كيان مستقل.