عند قرب كل اجازة سنوية تقوم مكاتب العمل بالمملكة بتوظيف الطلاب خلال فترة الاجازة الصيفية لدى شركات ومؤسسات القطاع الخاص وتقوم الغرف التجارية بجهود ملموسة في هذا المجال من حيث التعاون مع الجامعات في هذا الشأن وتلك بادرة قامت بها غرفة الشرقية مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن منذ سنوات غير ان الامر من جانب آخر لايقتصر على تدريب الطلاب خلال الاجازة الصيفية بل يجب ان ينظر اليه من ناحية شمولية. ونرى انه يمكن للجهات ذات العلاقة مثل الامانة العامة لمجلس القوى العاملة وصندوق الموارد البشرية صياغة خطة وطنية لتوظيف الشباب العاطلين عن العمل تبنى على اسس واقعية وبموجب بحوث تنطلق من اسباب عزوف الشباب عن العمل او الدراسة ويمكن زيارة الاسواق والمقاهي التي يكثر فيها تواجد هذه الفئة من الشباب واستجلاء آرائهم مباشرة للوصول الى اسباب العزوف وتوفير الوظائف والمهن التي يمكن ان يمارسوها طبقا لقدراتهم ومؤهلاتهم ومواهبهم. ان الشباب العاطلين عن العمل فئة تشكل عبئا كبيرا على المجتمع بالنظر الى الخسارة المهدرة في الجهود التي يمكن ان تبذل منهم في الانتاج.
واصبحت هذه الفئة ظاهرة واضحة لايمكن اغفالها او تركها لما ينتج عنها من سلبيات داخل اسرهم والآثار الاخرى على المجتمع من تزايد وجود شباب عاطل عن العمل دون عذر او مبرر الا الرغبة في عدم تحمل المسئولية والاعتماد على الغير في توفير احتياجاته ناسيا ان العمل قوام الحياة. ومن المستغرب تزايد هذه الفئة وذلك بتسرب طلاب المدارس والجامعات والعزوف عن تكملة دراستهم او الانخراط في الاعمال على اختلافها. وانه اذا قمنا بالمقارنة بين هذه الفئة ونماذج من الاجيال السابقة والتي عملت في الشركات وعلى رأسها الشركات والمصانع التي بدأت مع بداية الحركة الاقتصادية دون مؤهل في وظائف فنية ومهنية واستطاعت ان تتعلم وتتدرب على رأس العمل ومنهم من خرج مقاولا ومنهم من استطاع بعون الله ان يربي اجيالا من المتعلمين اكملوا مسيرة العمل من بعد آبائهم في وظائف مختلفة فمن المؤكد سنجد الفرق شاسعا! واعتقد انه على الجهات المتصلة بشئون تدريب وتوظيف الشباب السعودي ان تنظر لهذه الفئة بنظرة خاصة وفاحصة واقناعهم باهمية العمل للشباب وتغير تصوراتهم ومفاهيمهم عن بعض الاعمال المهنية والحرفية وانها اعمال اساسية لايمكن للمجتمع ان يستمر بدونها.