منذ اقرار نظام المربع الذهبي قبل ثلاثة عشر عاما ليكون مسك الختام لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الا ان آراء المهتمين بالرياضة السعودية تباينت حوله لا من حيث المبدأ وانما من حيث طريقة التنفيذ وذلك لكونه اضفى مزيدا من الاثارة والمتعة للمسابقة سواء في ادوارها التمهيدية التي يبحث خلالها كل فريق عن موقع له داخل المربع او في ادوارها النهائية التي تعد بطولة مستقلة لكونها تضم الصفوة من الفرق التي لم تصل اليه الا بعد جهد وكفاح طوال 22 مباراة خاضها كل فريق في الدور التمهيدي.
فالرياضيون بمختلف شرائحهم وطبقاتهم يؤيدون اقامة المربع الذهبي شريطة ان يكون بطولة مستقلة بذاتها اي منفصلة عن بطولة الدوري بحيث تعود مسابقة الدوري الممتاز لنظامها السابق الذي يخول الدرع لصاحب الرصيد الاعلى في عدد النقاط, وهذا النظام هو المتعارف عليه والسائد في جميع انحاء العالم لكونه لا توجد بطولة تبدأ بجمع النقاط وتنتهي بخروج المغلوب.
اما بالنسبة للمربع الذهبي فيغير مسماه لبطولة النخبة او بطولة السوبر على كأس خادم الحرمين الشريفين ويتأهل لهذه البطولة الفرق الاربعة الاوائل على ان تلعب دوري من دورين او تلعب بنظام خروج المغلوب على ان يكون الدور نصف النهائي ذهابا وايابا.
ويرى الخبراء الرياضيون ان هذا الاقتراح لو طبق فانه سيرفع من مستوى المباريات ويزيد من سخونتها لكون كل فريق سينافس على بطولة الدوري بقوة ومن ثم ينافس على احراز بطولة النخبة, ولاشك ان هذا النظام لو عمل به فانه سيكون منصفا لجميع الفرق على عكس النظام المعمول به حاليا رغم التعديلات التي اجريت عليه اعتبارا من الموسم المنصرم.
اما البعض الآخر وهم القلة فيرون بقاء الوضع على ما هو عليه الآن على ان تجرى بعض التعديلات الطفيفة عليه بحيث تتأهل خمسة فرق على ان يكون متصدر المرحلة التمهيدية طرفا في النهائي كميزة يختص بها عن بقية الفرق الاخرى اما الثاني فيواجه الخامس ذهابا وايابا ويلاقي الثالث والرابع ذهابا وايابا ومن ثم يلتقي الفائزان ذهابا وايابا ويتأهل الفائز بمجموع المباراتين لمواجهة فريق الصدارة في المباراة الختامية.
ولو عدنا لنظام المربع الذهبي السابق لوجدنا ان هناك اجحافا بحق الفريق المتصدر اذ ليس من المعقول ان يتصدر فريق ما البطولة منذ بداية الاسبوع الاول وحتى الاسبوع الاخير ومن ثم يخرج خالي الوفاض بسبب مباراة ربما لم يوفق فيها اللاعبون وبالتالي ضياع مجهود موسم كامل, ومن تلك الفرق التي تضررت الاهلي والهلال والاتحاد حيث احتل الاول الصدارة مرتين واحتلها الثاني اربع مرات واحتلها الثالث مرة واحدة ومع ذلك لم تحقق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين التي ذهبت لفريق كان ثالثا او رابعا في الدور التمهيدي ومن ذلك النصر الذي حقق البطولة مرتين رغم غيابه عن مركزي الصدارة والوصافة.
ورغم التعديلات التي طرأت في الموسم المنصرم على المربع والتي كان ابرزها تأهل المتصدر للمباراة النهائية ومنحه مكافأة مالية الى جانب مشاركته في بطولة مجلس التعاون الخليجي الا ان الوضع لم يتغير كثيرا لكون المتصدر قد يخسر المباراة الختامية وكأنه لم يفعل شيئا.
ومن هذا المنطلق فان الجميع يؤمن بوجود المربع الذهبي على ان يكون بطولة مستقلة بذاتها ومنفصلة عن بطولة الدوري الذي يجب ان يحسم بالنقاط ولكن هل يجد هذا الاقتراح النور في الموسم المقبل ام تسير الامور بوضعها الحالي.