أخبار متعلقة
يقال (الفعل أوقع من القول) و(لاخير في رجل لاتدعم افعاله اقواله) وضيفنا اليوم من الاشخاص القلائل الذين يتحدثون قليلا ويفعلون كثيرا!!
.. رجل عملي طموح بدأ بمؤسسة صغيرة للحاسب تطورت لتصبح الان من اكبر الشركات المتخصصة في الحاسبات والبرامج والمعلومات والوسائط الالكترونية في منطقة الشرق الاوسط، رأس فرع جمعية الحاسبات السعودية بالمنطقة الشرقية ليحقق نسبة عالية في الأداء ليتطور هذا المفهوم وتصل المنطقة الشرقية الى اكبر مستخدم للحاسب الآلي وشبكة الانترنت بالمملكة والخليج.
وخلال رئاسته فرع جمعية الحاسبات السعودية للمنطقة الشرقية والتي بدأت قبل اكثر من 10 سنوات ومازالت ساهم ضيفنا في تنظيم عشرات المؤتمرات والندوات واللقاءات الهامة التي كانت تدور موضوعاتها حول استخدام الحاسب الآلي ونظم المعلومات ومعوقات ادخال الحاسب في الشركات والآثار المترتبة على ذلك.
ضيفنا الاستاذ احمد الشدوي رئيس مجموعة الفلك والخليج المتحدة رئيس جمعية الحاسبات السعودية ـ فرع المنطقة الشرقية ـ عضو مشروع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، ركز في حوارنا معه على مشروع تقنية المعلومات ـ المشروع الرائد الذي يحظى بدعم كبير وشخصي من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وسيكون الحوار مقسما على حلقتين نقدم فيما يلي الحلقة الاولى:
يتحدث الشدوي في البداية عن مشروع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات فيقول ان الخطة جاءت تنفيذا للامر السامي رقم 7/ب/ 16838 وتاريخ 10/12/1421هـ، والقاضي بوضع خطة وطنية لتطوير تقنية المعلومات في المملكة وعمل آليات لتنفيذها ومتابعتها من قبل جمعية الحاسبات السعودية وقد تم اعداد هذه الوثيقة التي تمثل دليل العمل لمشروع الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، ويتضمن هذا الدليل: نبدة عن الاهداف العامة للمشروع ومراحله المختلفة، وتفاصيل تنفيذ المراحل الاربع الاولى منه.
ويشير الشدوي الى انه سوف يصدر دليل عمل خاصا للمراحل الاخرى في وقت لاحق من المشروع، ويعتبر هذا الدليل المرجع الرئيسي للجان وفرق عمل المشروع، واللجنة التنفيذية للمشروع هي المخولة بتفسير ماورد في هذا الدليل.
ويشير الشدوي الى ان المشروع يتكون من ست مراحل رئيسية، ويجب ان تتم بتناسق وتتابع معين، والمدة المتوقعة لتنفيذ هذه المراحل الست هي 50 اسبوع عمل وتعتبر بداية المرحلة الاولى من المشروع ـ باذن الله ـ في تاريخ 14/5/1424هـ الموافق 9/7/2003م.
محو أمية الحاسب
@ ما اهداف الخطة العامة؟
ـ تختلف اهداف الخطط الوطنية لتقنية المعلومات من دولة الى اخرى، حسب تقدم هذه الدول وبيئاتها الاجتماعية، ومميزاتها الاستراتيجية، ومدى تطلعاتها، وتم تحديد الاهداف العامة للخطة الوطنية لتقنية المعلومات في المملكة من خلال الاطلاع على واقع تقنية المعلومات، والاستفادة من الخبرات العلمية والاكاديمية والعملية الوطنية في هذا المجال، والاطلاع على تجارب عدة دول في هذا المضمار.
وتتلخص اهم الاهداف العامة للخطة الوطنية لتقنية المعلومات في المملكة في التالي:
ـ اعداد الكوادر الوطنية في مجال تقنية المعلومات والاعتماد عليها.
ـ تهيئة البيئة المناسبة لاستخدام التقنية في التعليم، ودعم المشاريع الوطنية في هذا المجال مثل مشروع الامير عبدالله ( "وطني" للحاسب الآلي).
ـ محو امية الحاسب، ونشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع.
ـ استثمار تقنيات (التعليم عن بعد) والتدريب للكوادر الوطنية.
ـ تبني وتشجيع تقنيات النشر الالكتروني.
ـ المحافظة على الثقافة العربية والاسلامية، وتهيئتها ونقلها الى العالم الالكتروني في الجوانب الدينية واللغوية والبحثية.
ـ ايجاد وتنمية صناعة تقنية المعلومات، والمشاركة الايجابية في تنمية اقتصاد الدولة.
ـ دعم الاقتصاد الوطني بالاعتماد على التجارة الالكترونية.
ـ اعداد المواصفات والمعايير والمقاييس الخاصة بمجال المعلوماتية.
ـ اعداد الاحكام الخاصة بمجال المعلوماتية.
ـ الاستغلال الافضل للخبرات، وذلك عن طريق توفير المعلومات، والمعارف ونقل التقنية الحديثة وتوطينها.
ـ زيادة الاعتماد على تقنية المعلومات في القطاعين العام والخاص، من خلال تبني التقنيات الحديثة وحوسبة الانظمة المختلفة.
ـ وضع الأسس والأطر اللازمة لتقنيات الحكومة الالكترونية، بحيث تعتمد القطاعات الحكومية المختلفة على تقنية المعلومات في الاتصال فيما بينها، وكذلك في الاتصال مع المواطنين المستفيدين من هذه القطاعات.
ـ توفير الاسس والانظمة المطلوبة لنظم المعلومات الصحية الوطنية.
ـ توفير المعلومات بسهولة وسرعة عالية لمتخذي القرارات.
ـ استثمار تقنيات المعلومات في تعزيز الامن الوطني.
ـ المحافظة على المعلومات والبيانات الوطنية من الاختلاس والضياع.
ـ الارتقاء بمستوى البنى التحتية لتحقيق الاهداف السابقة بفعالية كبيرة.
وسوف تتم اعادة صياغة الاهداف في مرحلة وضع الخطة بحيث تكون فنية على مؤشرات مناسبة لكل هدف، ويتم تحديد قيم هذه المؤشرات في الفترة الحالية من المشروع من خلال دراسات الوضع الراهن المحلي، ومن ثم تحديد القيم المستقبلية لها، والتي تطمح الى الوصول اليها.
امن المعلومات
@ محاور الخطة وآلية تنفيذها؟
ـ ترتكز الخطة علىاربعة محاور رئيسية هي الثقافة والتعليم، والتجارة والاقتصاد، والاتصالات وامن المعلومات، والادارة والخدمات. وقد تم تحديد محاور فرعية لكل محور رئيسي من هذه المحاور، حيث تندرج تحت محور الثقافة والتعليم محاور فرعية مثل اعداد الكوادر الوطنية في مجال تقنية المعلومات والاعتماد عليها وتقنيات المعلومات في التعليم ومحو الامية في الحاسب الآلي، والثقافة العربية والاسلامية في العالم الرقمي.
وتندرج تحت محور التجارة والاقتصاد محاور فرعية مثل صناعة تقنية المعلومات، والتجارة الالكترونية، وتقنيات المعلومات في العمل من بعد، ونقل تقنية المعلومات وتوطينها.
ويندرج تحت محور الاتصالات وامن المعلومات محاور فرعية مثل الاتصالات والانترنت، وامن المعلومات، واحكام في المعلوماتية.
اما محور الادارة والخدمات فتندرج تحته محاور فرعية مثل الحكومة الالكترونية، ومواصفات في المعلوماتية متفق عليها، وتقنيات المعلومات في القطاعين العسكري والامني، وتقنيات المعلومات في القطاعين العام والخاص، وتقنيات المعلومات في القطاع الصحي.
اتهام ليس في محله
@ في رأيكم ما سبب عزوف القطاع الخاص بشكل واسع عن توظيف السعوديين؟؟
ـ اعتقد ان المشكلة الرئيسية في هذا العزوف لكن في موضوع التأهيل والخبرة غير الكافيين وغير المناسبين في الكثير من الاحيان وكذلك في المنافسة الشديدة التي تواجه رجال الاعمال وعدم ملاءمة مخرجات التعليم والتدريب للقطاع الخاص، وهو ما يضطر القطاع الخاص الى استقدام العمالة الفنية والمهنية المدربة من الخارج، فيصطدم بأنظمة مكاتب العمل، التي تظن ان القطاع الخاص يكون هو المشكلة دائما وهذا غير صحيح.
18 شركة معلومات للاستشارة
@ هل لنا ان نعرف اهم الانجازات التي قام بها فريق عمل صناعة تقنية المعلومات؟؟
ـ في الحقيقة يندرج فريق عمل صناعة تقنية المعلومات تحت محور التجارة والاقتصاد وهو احد المحاور الرئيسية في الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، والتي تحدثنا عنها، وقد اجتمع فريق عمل صناعة تقنية المعلومات اكثر من 20 اجتماعا ثم من خلالها تم انجاز العديد من الانجازات كان من بينها: اعداد نطاق محور صناعة تقنية المعلومات وعناصره، والمؤشرات التي سوف تقاس وتستخدم في دراسات محور صناعة تقنية المعلومات، واعداد مسودة الخطة التنفيذية لفريق عمل صناعة تقنية المعلومات، واعداد الاصدار الاولى للخطة العاجلة في مجال صناعة تقنية المعلومات، واللقاء الاول للمختصين وذوي العلاقة بصناعة تقنية المعلومات، ثم اعداد الاصدارات الثاني والثالث والرابع للخطة العاجلة، ومناقشة ودراسة تجارب الدول في مجال صناعة تقنية المعلومات، واعداد الاصدار الاول للتقنيات الحديثة في مجال صناعة تقنية المعلومات، واعداد مسودة لاستبانة ستوزع على شركات تقنية المعلومات وذات علاقة بمجال صناعة تقنية المعلومات للاستفادة منها في اعمال الفريق، بالاضافة الى الاخبار المبدئي لستة بلدان لدراسة تجاربها في مجال صناعة تقنية المعلومات وهي الهند، وماليزيا واستراليا، وسنغافورة، والاردن، وكندا، ودراسة تجارب الدول التي تم اختيارها من قبل لجنة محور التجارة والاقتصاد وهو المحور الرئيسي، وزيارة جمهورية ايرلندا لدراسة تجربتها الفريدة في مجال صناعة تقنية المعلومات، ومناقشة دراسات تجارب الدول التي تم اعدادها من قبل فريق عمل صناعة تقنية المعلومات.
ونؤكد هنا انه قد تم ترشيح 18 شركة في مجال تقنية المعلومات والحاسب الآلي لتوزيع الاستبيان عليها للاستفادة من آرائهم وخبراتهم في مجال صناعة تقنية المعلومات، كما تم الانتهاء من اعداد الدراسات المبدئية لتجارب دول متقدمة في مجال المعلوماتية هي ايرلندا والاردن وكندا والهند وجنوب افريقيا.
زيارات عمل ناجحة
@ ضمن زيارات فريق عمل الخطة الوطنية لتقنية المعلومات، فقد تمت زيارة ايرلندا والسويد وبلدان اخرى، هل تقيمون زيارتكم لايرلندا والفوائد التي استفدتم منها؟
ـ تتميز ايرلندا بخصائص اساسية جعلتها تتميز عن غيرها من دول العالم ومنها انتشار معرفة اللغة الانجليزية، حيث جعل ذلك من السهل على الشركات الامريكية الاستثمار في ايرلندا، كما ان نسبة النمو السكاني مرتفعة عن غيرها من دول اوروبا وزيادة نسبة الشباب في المجموع السكاني، وتتميز كذلك بصغر المساحة، وهو الامر الذي جعل هناك تركيزا كبيرا على التصدير الا ان الاستثمار الكبير من قبل الحكومة في التعليم والتدريب وتوفير الخريجين التقنيين، وتدني نسبة الضرائب على الشركات الاجنبية (10%) وتوافر عدد صناديق الاقراض المخصصة لتنمية صناعة تقنية المعلومات كان لها الدور الاكبر في التطوير الكبير الذي تشهده هذه البلاد من الناحية المعلوماتية، يضاف الى ذلك ارتباط ايرلندا بالاتحاد الاوروبي مما اتاح لها الاستفادة من المشاريع التي طورت البنية الاساسية لايرلندا بالاضافة الى توافر الاسواق لمنتجاتها.
ويضيف الشدوي: يوجد في ايرلندا 1200 شركة صناعية برمجيات عالمية، وتعتبر من اكبر الدول المصدرة للبرامج في العالم، وتتقدم في ذلك على الولايات المتحدة، وقد بدأ التفكير في تطوير الصناعة مبكرا في ايرلندا، عن طريق برنامج التوسع الاقتصادي program Foreconomic Expansion الذي وضع في 1958م، ثم اعقب ذلك عدد من المبادرات والخطط الاقتصادية وفي الوقت الحاضر هناك عدد من الخطط الوطنية التي لها علاقة بتهيئة البيئة الملائمة لدعم خطة تقنية المعلومات.
مجتمع معلوماتي
وتتلخص الاهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية لتقنية المعلومات في السعي لاقامة مجتمع معلوماتي لايرلندا في دعم مهارات المواطنين، وفتح وايجاد فرص عمل ووظائف جديدة، ورفع مستوى معيشة المواطن ورفاهيته، ومشاركة المواطن بفعالية في الحكومة.
وهناك عدد من التوجهات المستقبلية لدى الحكومة الايرلندية هي: الزام الدوائر الحكومية بتنفيذ التزاماتها حسب جدول زمني معين، والتركيز على التميز في صناعة المعلوماتية، والتركيز على البحث والتطوير، والسعي نحو تطبيق الحكومة الالكترونية في عام 2005م.
تجربة رائدة في ايرلندا
@ هل واجهت ايرلندا مصاعب او عوائق في تنفيذ خطتها الوطنية؟؟
ـ نعم لابد لكل عمل من مصاعب ومعوقات وقد كانت هناك مصاعب تم الكشف عنها من بينها: بطء التحول من الوعي العام بالتقنيات الجديدة الى الاستخدام الفعلي لها، كما ان انتشار استخدام الانترنت في ايرلندا لايزال متأخرا عن الاستخدام في الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية.
وكذلك فان التكلفة الكلية للاتصالات لاتزال مرتفعة، وخطوط السعة الحالية للاتصالات غير متوافرة في جميع مناطق ايرلندا، بالاضافة الى ان مادة تقنية الاتصالات والمعلومات لم تدرج بعد في المناهج الدراسية، ولاتزال هناك فجوة في المهارات المطلوبة لسوق المعلوماتية وتتشابه ايرلندا، مع المملكة في سعة المساحة، والكثافة السكانية المنخفضة، وتركز السكان في المدن الرئيسية، بالاضافة الى الطبيعة الجغرافية المتنوعة، اما اوجه الاختلاف فهي كثيرة، ومنها الاهتمام المبكر في ايرلندا بنوعية المتخرجين من الجامعات والمعاهد الفنية (يوجد 7 جامعات و13 كلية تقنية) وكذلك الاهتمام بالصناعة المعلوماتية، وتمثل الصادرات المعلوماتية موردا اضافيا لايرلندا، وبالعكس من ذلك المملكة، التي لاتزال تعتمد بدرجة رئيسية على النفط.
نجاح في التأهيل
@ وماذا عن التجربة السويدية.. وهل استفدتم منها في خطتنا الوطنية؟؟
ـ تحسبا لحاجة القطاع الاهلي في السويد المستقبلية من عمالة مؤهلة في قطاع الحاسب الآلي وحتى يستمر الاقتصاد السويدي في النمو تقدم كل من اتحاد الصناعات السويدية واتحاد تقنية المعلومات وشركة صناعة تيليكوم الى الحكومة السويدية بالمساعدة في تدريب 10 آلاف شخص من بين 400 الف شخص عاطل عن العمل وقد منحت الحكومة السويدية القطاع الخاص من خلال مجلس ادارة واعضاء وزارة الصناعة والتجارة ومكتب المراقبة الوطني، وعين لها محاسب قانوني وحددوا مهامها في التدريب والتأهيل في دعم الحاسب الشخصي ودعم (إن تي) والبرمجة ودعم التطبيق ودعم المستخدم، وهي متطلبات تسد الحاجة في مجال الحاسب الآلي فيما بين المستخدم ومهندسي الحاسب الآلي تقدر لها فترة 25 اسبوعا لتنفيذها.
واتبعت الشركة في تنفيذها المشروع تعيين مديري مشاريع ووصل عددهم الى اكثر من 50 ووزعوا على المناطق المختلفة في السويد وحدد لهم خمسة اسس لتحقيق الهدف المطلوب.
اختبار للتعاون
@ وما هذه الأسس؟
ـ نعم.. في مقدمة هذه الاسس ان يتم التدريب وفقا للمهارات التي يحتاجها القطاع الخاص فقط، وان تكون هناك مواصفات واضحة لما هو مطلوب ان يفعله المدرب لكي ينجح، واختيار المدربين المؤهلين للالتحاق بهذا البرنامج، وتفعيل عملية التوافق الوظيفي بين صاحب العمل والموظف عن طريق الاحساس بالمسؤولية وتقبل الجديد، ومثال ذلك: يذهب مدير المشروع الى مدينة مثل الخبر ويتصل بالشركات التي تحتاج الى موظفين ويصيغ احتياجاتهم الفعلية بمواصفات تطرح كمناقصة تنافس عليها معاهد وشركات التدريب ويستمر مدير المشروع بعد ترسيته على من سيفوز بين المعاهد بالبحث عمن يحتاجون للعمل واختيار من هو اقرب جاهزية للوظائف المطلوبة واتمام عملية التعاقد بين المتدرب من قبل صاحب العمل ورضا المتدرب عن الوظيفة، وهذا هو مقياس كل مدير مشروع لمهمته، وقد كانت هناك بعض الصعوبات في هذا الاطار الا ان تنفيذ المشروع عن طريق شركة غير ربحية مكنها من المرونة في تكييف تعاملها مع هذه الصعوبات، وتم تدريب وتوظيف 10 آلاف شخص من بين 12 الفا، وزاد عدد الشركات المستفيدة من هذا البرنامج من 300 الى 3000 شركة وعدد الدورات التدريبية من 12 الى 112، واصبحت هذه التجربة نموذجا يقتدى به، واصبحت هناك تجربة عملية لدى الشركة ومديري المشاريع ونموذج يحتذى به في تنفيذ احتياجات تدريبية في مواضيع اخرى مماثلة.
واعتقد ان مشروع الشركة السويدية يمكن رؤيته كاختيار لاهمية التعاون الوثيق بين الحكومة وقطاع الاعمال، وكانت استجابة الحكومة لطلبات وقطاع الاعمال، وكانت استجابة الحكومة لطلبات القطاع الاهلي لدعم برنامج التدريب بمنحهم الثقة والموارد المالية لتطبيقه وادراك الحكومة بمصالح قطاع الاعمال واعطائهم الأولوية عند تحديد مضمون البرنامج وتنفيذ المشروع انما يعكس التوجيه الصحيح لازدهار ونمو الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية على حد سواء، ولقد ربح الجانبان لكن الرابح الاكبر هو المشاركون في البرنامج والشركات التي وظفتهم..
ليست جديدة علينا
ـ أما بالنسبة للمقارنة بين المملكة والسويد فانه لاتوجد اختلافات كبيرة بين البلدين، والتجربة السويدية ليست جديدة علينا في المملكة، فقد سبقتها ارامكو السعودية في هذا المضمار من فترة تزيد على 50 عاما اذ تمكنت ارامكو من توظيف صبية في سن مبكرة جدا وقامت بتدريبهم حسب حاجة العمل الذين يعملون فيه مع الاستفادة منهم بقدر امكانياتهم فاذا وجدوا في الشخص المقدرة على التقدم والتطور فسحوا له المجال، وكما هو معروف فان معالي وزير البترول والثروة المعدنية الذي كان رئيسا لشركة ارامكو السعودية كان احد هؤلاء الصبية، والعدد كان كبيرا جدا. كذلك فان تجربة الخطوط السعودية الناجحة في هذا المجال، واذكر انا شخصيا ان مدير التدريب في الخطوط السعودية السابق شرح لنا كيف بدأت الشركة في تدريب وتعليم السعوديين وكيفية التعامل مع الجمهور واخلاقيات المهنة وايضا قاموا بتوظيف شباب في سن مبكرة واتموا هذه المهنة بنجاح، كما لاننسى تجربة البنوك وشركات سابك والكهرباء والاتصالات وغيرها في هذا المضمار، وان هذا الموضوع ليس جديدا علينا وقد قمنا بتنفيذه بجدارة لسنوات طويلة مضت. انما السؤال كيف استطعنا ان نوطن هذه الوظائف وبقي القطاع الخاص على اعتماده على العمالة الاجنبية ولايستطيع استخدام عمالة سعودية؟ والجواب ببساطة: ليس لدى القطاع الخاص الدعم والامكانيات التي وفرت للخطوط السعودية او ارامكو او البنوك او الاتصالات او الكهرباء او لسابك.
ونحن نستفيد من خبرات مختلف الدول التي سبقتنا في مجال ثورة الاتصالات والمعلوماتية.
خطة طموحة
@ ما توقعاتكم لمستقبل الخطة الوطنية لتقنية المعلومات؟
ـ لاشك في ان هناك تطورا كبيرا في اعداد المستخدمين بالمملكة، كما ان المنطقة الشرقية تقع في مقدمة المناطق بالمملكة من ناحية المستخدمين وذلك بسبب وجود صناعة البترول ومشتقاته ووجود شركات عالمية ضخمة مثل ارامكو السعودية وسابك ـ وكذلك فان القطاع الخاص يدعم بقوة استخدام الحاسب الآلي والمعلوماتية، وفي مقدمة كل ذلك الدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية وسمو نائبه لاستخدام الحاسب الآلي فنظم المعلومات ودعمه نشاط التجارة الالكترونية... وقد اتجه رجال الاعمال والشركات بالمنطقة الشرقية الى تكثيف تجارتهم عن طريق الانترنت وذلك للحاق بأحدث أنظمة واساليب التجارة العالمية، وذلك لان الشركات العالمية اتجهت بكامل اجهزتها الى التجارة عن طريق الانترنت وأي شركة لاتكيف وضعها بحسب الاوضاع العالمية في التجارة تخسر الكثير، مضيفا.. ولقد وجهت ارامكو السعودية الكثير من تجار المنطقة الى التوجه السريع في تطبيق التقنية المعلوماتية وتضييق الهوة بين اوضاع الشركات المحلية في التجارة الالكترونية والشركات في الدول المتقدمة والدول ذات النمو السريع، وقد عقدت الشركة لقاء استضافت فيه 300 رجل اعمال في 28/12/2002م من مختلف القطاعات والاعمال، والتي تتعامل معهم الشركة وذلك بهدف تطوير اعمالهم وأدائهم بما يتناسب ومستوى التعامل التجاري الذي تقوم به، وبذلك فان كل شركة تقدم بضاعتها عن طريق موقع خاص على شبكة الانترنت وعبر كتالوج خاص بها اوضمن القطاع الذي تنتمي اليه مع شركات اخرى.
في الشرقية اكبر عدد للحواسب
@ ما الذي يميز المنطقة الشرقية عن غيرها من مناطق العالم؟
ـ كما قلنا فان وجود ارامكو السعودية ثم سابك كان لهما الدور الكبير في ادخال الحاسب الآلي مبكرا في المنطقة الشرقية، وقد فرض ذلك نقلة نوعية في المستوى الاقتصادي والتقني للشركات والمؤسسات التي تعمل في المنطقة والتي كان لشركة ارامكو دور كبير في انشاء الكثير منها، واسلوب التجارة عن طريق الانترنت اسلوب سريع وحضاري، كما انه غير مكلف، يضاف الى ذلك ان في المنطقة اكبر عدد لاجهزة الكمبيوتر.
حرية الاقتصاد ضمانة للمملكة
@ هل ترى ان المملكة مؤهلة لمواجهة استحقاقات نظام العولمة؟؟
ـ في الحقيقة.. انا ارى اننا في المملكة مؤهلون لمواجهة متطلبات واستحقاقات ما يسمى بـ(العولمة) لسبب رئيسي ووجيه وهو ان نظامنا الاقتصادي منذ البداية كان نظاما حرا ومفتوحا كما ان العرض والطلب هما اللذان يحددان السعر وهناك حرية في التجارة وحرية في دخول المنتجات والسلع، وان كانت هناك حماية للسلع الوطنية، وهذا متبع في معظم دول العالم ومنها الدول المتقدمة، واعتقد ان بلادنا ستستفيد كثيرا من الانفتاح على اقتصادات دول العالم، كما ان شركاتنا ستثبت من خلال النظام الاقتصادي العالمي المفتوح قوة المنتجات الوطنية والقدرة التي تتمتع بها على المنافسة، بالرغم من ان هذه المنتجات لم تأخذ دورها بشكل كبير ولم يتهئ لها من التشجيع ما تهيء للمنتجات في الدول المتقدمة.
واشير هنا الى ضرورة تسهيل الاجراءات المتعلقة بالتصدير والعمل على ازالة كافة المعوقات عن طريق الملحقيات التجارية للمملكة في مختلف بلدان العالم، حيث ان عندنا قصور في تحويل الصادرات وبشكل كبير، وهذا بالطبع يتناقض مع رغبة الدولة في زيادة الصادرات وتنويع مصادر الدخل.
كما انني اؤكد على ضرورة تشجيع شركات خاصة لتحويل الصادرات وازالة كافة المعوقات من امامها وحمايتها من المخاطر.
واضرب هنا مثلا على اليابان التي كان لشركات التحويل فيها دور مهم في التطور الهائل للاقتصاد الياباني وزيادة القدرة التصديرية للشركات اليابانية التي يعتمد الاقتصاد الياباني عليها بشكل رئيسي.. ومثال الشركات اليابانية المتخصصة بالتحويل شركتا ميتسوي وماربوني واللتين تبينان الشركات الصغيرة وتقومان على تسويق منتجاتها بتكاليف منخفضة جدا.
" البقية في الحلقة القادمة"
العمالة السعودية.. كوادر وطنية اثبتت كفاءتها.
ثورة في الحاسب الآلي استطاعت المملكة ان تواكبها