DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أسبوع القمم (1-2)

أسبوع القمم (1-2)

أسبوع القمم (1-2)
أسبوع القمم (1-2)
أخبار متعلقة
 
شهد الاسبوع المنصرم قمتين هدفتا الى تحريك الوضع (الجامد جدا) في قضية الشرق الاوسط, ومن خلالهما انطلقت مجموعة من التصريحات التي اعادت الى الاذهان (احلام السلام الوردية) التي سبق وان تغنى بها الكثيرون في كل الحقب التي اعقبت ما قبلهما من مؤتمرات فهل كان لتلك الاحلام ما يبررها؟, وهل كان لهذين المؤتمرين معطيات تختلف عما سبقهما؟ .. لاشك في ان القاسم المشترك بين هذين المؤتمرين هو انهما عقدا برعاية امريكية, وبعد سنوات من تجاهل وممانعة حكومة الرئيس بوش لعب دور نشط ومباشر في القضية الفلسطينية, بل انها زادت على ذلك بان اعطت الضوء الاخضر مرات عدة لحكومة شارون للمضي قدما في استخدام آلته العسكرية لقمع الانتفاضة الفلسطينية هذا على الرغم من (حالات القشعريرة) التي كانت تنتاب الرئيس بوش وهو يسبغ على شارون صفات (رجل السلام). .. كما ان المؤتمرين قد عقدا في ظل غياب ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني المنتخب بعد الاصرار الامريكي على (عدم التعامل معه) والاستعانة بالتالي برئيس وزرائه محمود عباس (ابو مازن) هذا على الرغم من ان الاخير قد صرح اكثر من مرة بان عرفات هو (الحاضر الغائب), وان الموقف الفلسطيني يتبلور من خلال التنسيق, والتوجيه المباشر منه. ... اضافة الى ما سبق فان المؤتمرين عقدا في ظل وضع اشارت فيه استطلاعات الرأي العام الاقليمي الى ان سمعة الولايات المتحدة قد بلغت ادنى المستويات بعد ان ساهمت سياسات واستراتيجيات (المحافظين الجدد) الذين يحيطون بالرئيس بوش في هذه النتيجة المؤسفة. .. ومرة اخرى نتساءل عن الجديد في هذين المؤتمرين؟ وهل استطاعت نسمات البحر الاحمر المليئة بالرطوبة خلال هذه الايام التي هجم فيها علينا الصيف مبكرا ان تجعل الرئيس بوش يغير كثيرا من قناعاته؟ .. بداية لابد من اعادة التأكيد هنا بانه من الواضح جدا ان الرئيس بوش كان مترددا في المخاطرة في السابق برصيده السياسي في عملية السلام بالشرق الاوسط, وبفعل الاحداث الدولية المتسارعة, وبالذات بعد انتهاء العمليات العسكرية في العراق وما تمخض عنها من انهيار نظام صدام حسين, وما تلاه من صعوبات واجهت, ولاتزال تواجه الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا سواء من خلال عمليات المقاومة المتفرقة هنا وهناك, والتعثر الواضح في اقامة حكومة وحدة وطنية عراقية, وجد الرئيس بوش واركان حكومته في وضع (لابد مما ليس منه بد). .. ففي يوم الثلاثاء الماضي وفي منتجع شرم الشيخ الذي دعا اليه الرئيس المصري حسني مبارك بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني, والبحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة, وولي العهد السعودي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز, ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) اكد الرئيس بوش ما سبق وان دعا اليه من ضرورة اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل وترتبط معها بعلاقات سلام مؤكدا ان المرجعية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط هي مقررات مؤتمر مدريد وقرارات الامم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام اضافة الى مبادرة ولي العهد السعودي التي اقرتها قمة بيروت العربية, وصدرت من خلال ما سمي (باعلان بيروت) في مارس 2002م. وفي خطوة تعتبر بكل المعايير غير مسبوقة دعا الرئيس بوش حكومة اسرائيل خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة شرم الشيخ الى ضرورة اعادة النظر في قضية المستوطنات اليهودية ليتمكن الفلسطينيون من اقامة دولتهم على أرض لا تقطع اوصالها تلك المستعمرات مجددا ثقته, وعزمه في احراز تقدم نحو تطبيق خارطة الطريق التي تحظى بدعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. .. وبعد قمة شرم الشيخ بيوم واحد جاءت (قمة البحر الاحمر) في مدينة العقبة الاردنية التي جمعت الرئيس بوش مع رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس, والاسرائيلي ارييل شارون بحضور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني التي وصفها الرئيس بوش بانها جاءت على مستوى التطلعات المنتظرة منها مؤكدا انه انجز ما كان يأمل بانجازه بعد ان تم التجاوب مع التطلعات. ومرة اخرى عاد الرئيس بوش ليؤكد التزامه بأمن اسرائيل كدولة يهودية, وبدولة فلسطينية تطبيقا لما ورد في خطة خارطة الطريق متمنيا من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ان يتخذا خطوات ملموسة فورية باتجاه تحقيق رؤية الدولتين. ولتأكيد حرصه على اعطاء جهوده الصبغة العملية فقد طلب الرئيس بوش من وزير خارجيته الجنرال كولن باول, ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس بان يضعا على رأس اولوية اجندتهما موضوع تنفيذ خارطة الطريق لتسوية القضية الفلسطينية, وفي نفس الوقت, ولتأكيد ذات الحرص عين الرئيس بوش مسئولا كبيرا في وزارة الخارجية الامريكية وهو جسون وولف ليقود فريق مراقبة امريكيا يرصد الخطوات الاسرائيلية والفلسطينية لتنفيذ خارطة الطريق. .. لقد اقلعت طائرة الرئيس بوش من مطار العقبة ميممة شطر الدوحة وهو يشعر بالارتياح لما تحقق في قمتها تاركا رفيقيه في القمة رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس, والاسرائيلي ارييل شارون ينتظران اياما قادمة صعبة بعد سلسلة الوعود والاماني التي اطلقها كل منهما. فما اهم هذه العقبات التي واجهت الطرفين عقب اختتام ما سمي (بقمة البحر الاحمر في العقبة؟) وما التأثيرات المحتملة لها على صعيد المستقبل المنظور؟ هذا ما سيكون موضوع اللقاء القادم بإذن الله. فإلى ذلك الحين. دمتم. وعلى الحب نلتقي.