أعلن الرئيس الموريتاني معاوية ولد طايع بعد ظهر امس، إحباط محاولة الانقلاب التي شنها ضباط في الجيش الوطني واستغرقت عملياتها بين منتصف ليل الجمعة السبت وحتى نهار أمس.وقال في كلمة مقتضبة بالعربية بثتها الاذاعة اولا ثم التلفزيون إن الضباط المتمردين استولوا على وحدة مدرعات وأن السيطرة على الوضع استغرقت بعض الوقت لانه كان من الضروري تدمير الوحدة دبابة بعد دبابة، حتى آخر واحدة.واضاف إن نتائج هذه العملية تثبت قدرة قواتنا المسلحة على مواجهة اصعب الظروف في خدمة الأمة.ونزل سكان بالآلاف الى شوارع نواكشوط للاحتفال باحباط المحاولة الانقلابية وهم يهتفون "النصر النصر، يحيا معاوية"، مما ادى الى ازدحام كبير في حركة السير، لا سيما في جوار مقر الحزب الجمهوري الديموقراطي والاجتماعي برئاسة ولد طايع.
وكان الرئيس الموريتاني قد لجأ الى مكان آمن منذ صباح السبت ولم يظهر إلا ظهر أمس بعد أن توقف اطلاق النار الذي أثار القلق والذعر بين السكان، حيث دارت المعارك بالمدفعية والأسلحة الرشاشة والثقيلة، خاصة بعد وصول تعزيزات من عناصر المدفعية وفوج المظليين من شمال وشرق وجنوب البلاد الى القوات الموالية للرئيس. ووصلت هذه التعزيزات خصوصا من مدينة اطار في شمال البلاد التي يتحدر منها ولد طايع.
وقد أعلنت السلطات الموريتانية أمس أن العقيد صالح ولد حنانة الذي اقيل من الجيش العام الماضي هو الذي قاد محاولة الانقلاب.
ومثلها مثل السفارة الفرنسية، نفت السفارة الامريكية ان يكون الرئيس معاوية قد لجأ اليها، بعد الاعلان عن تواجده في مكان آمن.
وأكدت مصادر مقربة من السلطة أن الرئيس تولى بنفسه قيادة العمليات ضد الانقلابيين.
واختلطت ابواق السيارات بالزغاريد وقرع الطبول وصيحات الفرح في حين رفعت الحشود صورا للرئيس. واستمر الاحتفال حوالي ساعتين ونصف الساعة، في حين عاد عدد من الوزراء الى مكاتبهم لاستئناف عملهم.
وشوهد مدير مكتب الرئيس يتوجه في سيارة الى القصر الرئاسي الذي أصيب بأضرار بليغة، فيما جال وزير الاتصال على مقار وسائل الاعلام الرسمية من اذاعة وتلفزيون ووكالة انباء للتأكيد على عودة الامور الى طبيعتها، بحسب ما افاد صحافيون.
وتعرض عدد من المنشآت الرسمية ومن بينها الاذاعة الموريتانية للنهب في ظل الفوضى التي خيمت الاحد، وقد يكون من الصعب استئناف مختلف الخدمات بسرعة.
ولم تتوافر اي حصيلة للضحايا، غير ان مستشفيات العاصمة استقبلت اعدادا من الجرحى بين مدنيين وعسكريين، كما أن مصدرا رسميا أعلن أمس أن رئيس هيئة اركان الجيش الوطني الموريتاني محمد الامين ولد نديان قتل الاحد في نواكشوط خلال محاولة الانقلاب، كما أكد أن كل أعضاء الحكومة سالمون.
وكانت قد سرت شائعات عن مقتل رئيس هيئة الاركان لكن لم يؤكد ذلك رسميا.
واستولى ولد طايع (62 عاما) على السلطة اثر انقلاب في 1984 ثم انتخب في 1992 واعيد انتخابه في 1997. واعلن حزبه في مايو الماضي ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من نوفمبر المقبل.