اكتشف باحثون عن طريق "محاكي طيران" خاص بالفراشات كيف أن إحدى فصائل هذه الحشرة تستخدم ساعة بيولوجية لتحديد اتجاهها أثناء الطيران.. واستخدم العلماء المحاكي لدراسة الفراشات الملكية التي تقوم كل خريف برحلة يصل طولها إلى 700ر3 كيلومتر من شمال شرق الولايات المتحدة إلى وسط المكسيك.. وكانت دراسات سابقة أشارت إلى ان هذه الحشرات تحدد موقعها بالنسبة لاتجاه الشمس. ولكن الخبراء لم يستطيعوا فهم كيف تغير الفراشات اتجاهها كل يوم مع تغير اتجاه الشمس في السماء. وأكدت الدراسة الجديدة صحة ما كانوا يشكون فيه وهو أنها تستخدم "ساعة داخلية" تعمل في إطار بوصلتها الشمسية، ووضع العلماء في كلية طب جامعة ماساشوسيتس بمدينة ورسيستر مجموعة من الفراشات الملكية داخل "محاكي طيران" معد خصيصا لهذا الغرض لدراسة تأثير ضوء النهار ودورات الاظلام عليها. وتستجيب الساعات البيولوجية التي توجد في كثير من الحيوانات لتأثير الضوء الذي يسقط على خلايا ضوئية ويؤثر على وظائفها السلوكية والبيولوجية.
وعرض العلماء الفراشات في البداية إلى ضوء شمس صناعي من الساعة السابعة صباحا إلى السابعة مساء بما يتماثل مع دورة الضوء الطبيعية في فصل الخريف. وبعد إطلاق سراحها، اتجهت الفراشات نحو الجنوب الغربي أي نحو المكسيك. أما الفراشات التي تعرضت لدورة ضوئية سابقة من الساعة الواحدة صباحا إلى الواحدة مساء، فقد اتجهت نحو الجنوب الشرقي. وعندما تتعرض الفراشات للضوء بشكل متواصل فإنها تطير مباشرة نحو الشمس لانها فيما يفترض تفقد إحساسها بالوقت.. وتعرض هذه النتائج التي نشرت في دورية "ساينس" العلمية أول دليل مباشر على الدور الرئيسي الذي تلعبه الساعة البيولوجية في تحديد الحيوان لاتجاهه.
وقال بروفيسور ستيفن ريبرت الذي قاد البحث "لقد أظهرنا الحاجة لوجود الساعة البيولوجية بالنسبة لهجرة الفراشات الملكية، وعندما يضطرب عمل الساعة، لا تستطيع الفراشات تحديد اتجاهها إلى المكسيك.. وبدون تحديد الاتجاه بشكل صحيح، لن تحدث الهجرة صوب الجنوب وسوف يفنى جيل من الفراشات". ويهاجر جيل من كل أربعة أو خمسة أجيال تقريبا من الفراشات الملكية إلى المكسيك مما يظهر أن الرغبة في الهجرة هي فطرية وليست مكتسبة.