أخبار متعلقة
عبر مقاولون عن عدم تفاؤلهم بخروج نتائج وتوصيات ايجابية من لقائهم الذي يتم صباح اليوم بشركة ارامكو السعودية بمقر غرفة تجارة وصناعة المنطقة الشرقية.
وقالوا ان الاجتماعات الثلاثة الماضية لم تحظ بأي فاعلية من قبل الشركة التي كانت في كل لقاء تقطع لنا وعودا ولا تفي بها.
واضافوا ان الشركة بدأت منذ سنوات في تدمير سوق المقاولات بعد ان اصبحت تنظر لمصالحها على حساب مصالح المقاولين الذين بدأوا يترددون في التعامل مع الشركة بسبب انظمتها القديمة التي لم تبدل حتى الآن.
هدم السوق
في البداية يقول راشد عبدالله السويكت عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية نائب رئيس لجنة المقاولين ان اهم المشاكل التي يعانيها المقاولون في المنطقة مع شركة ارامكو هي محاولة الشركة ضرب سوق المقاولات وهذا ما ادى الى خروج بعض المستثمرين من السوق بعد ان تسببت لهم انظمة الشركة التي تطبق منذ عشرات السنين في خسائر كبيرة لهم.
واشار السويكت الى ان الشركة لا تتعمد تكبيد المقاولين هذه الخسائر لكنها تعمل حسب انظمة قديمة وضعتها الشركة منذ عشرات السنين لتحمي نفسها من استغلال المستثمرين آنذاك عندما كان سوق المقاولات محدودا جدا ورغم اشتداد المنافسة الآن وتعدد الشركات وكثرتها ما زالت ارامكو تعمل بتلك الشروط.
ويضيف السويكت ان موظفي الشركة الآن اصبحوا يتعمدون تكبيد المقاولين خسائر مالية واصبحوا يفتخرون بذلك بعد ان كانت الشركة تقف الى جانب المقاولين في السابق وتحاول الاخذ بأيديهم وهذه السياسة جعلت الكثير من المقاولين يترددون في التعامل معها.
واكد السويكت ان ارامكو صنعت المقاولين في السابق واصبح في المنطقة الشرقية رجال اعمال ومقاولون معروفون على المستوى الاقليمي بسبب ارامكو وهي الآن تعمل الى تدمير الكثير من المقاولين كما صنعتهم في السابق، معتقدة ان التعامل مع الشركات الاجنبية اجدى من التعامل مع الشركات الوطنية وهذه العقدة ظهرت في ارامكو منذ عدة سنوات فقط ولم تكن هذه سياستها في البداية.
وتوقع السويكت عدم خروج اجتماع اليوم بأي نتائج تذكر وسيكون لمجرد ذر الرماد في العيون فهو الاجتماع الرابع الذي يتم بين المقاولين والشركة وفي كل مرة نسمع وعودا لكنها لا تطبق لان العلة في النظام الذي تتبعه الشركة مع المقاولين المحليين وهذا النظام لن تقبل الشركة بتغييره.
لقاء التواصل
ويؤكد خليفة الضبيب رئيس لجنة المقاولين بغرفة المنطقة الشرقية ان اجتماع ارامكو مع المقاولين يتم للمرة الثانية في الغرفة وهو الرابع من نوعه وهي خطوة نقدرها للمسؤولين في الشركة حيث عقد الاجتماعان السابقان في مقر الشركة وعن طريق مكاتب ارامكو واعتقد ان اجتماعات ارامكو مع المقاولين خطوة هامة نحو التواصل والالتقاء يتم خلالها مناقشة جميع الامور المتعلقة بعلاقات ارامكو مع المقاولين سواء علاقات التوريدات او الانشاءات او العلاقات الاخرى.
ويضيف الضبيب ان ارامكو السعودية هي صاحبة فكرة اللقاء والتواصل مع رجال الاعمال وهي خطوة رائدة تثبت ان الشركة تفضل دائما التعامل والتعاون مع المقاولين المحليين ومناقشة ما تعترضهم من مشاكل وتساهم في حلها.
ولذلك فان المقاولين يجدون في تحقيق اعلى معدلات الاداء في اعمالهم مع ارامكو السعودية وتعترف الشركة لهم بذلك بمنحهم جوائز تقدير ودروع لتعبر بها عن التقدير لما بذلوه من جهود.
عقدة الاجنبي
ويرى عادل عبدالعزيز السحيمي رئيس مجلس ادارة شركة جلوبال السحيمي ان المقاولين الذين يتعاملون مع ارامكو اصبحوا مستائين جدا من النظرة الدونية التي تنظر بها الشركة اليهم فهي ترى انهم ما زالوا مبتدئين وبحاجة الى وصي يوجههم ويأمرهم وينهاهم وهذا الوصي هو المقاول الاجنبي الذي يدخل لتنفيذ مشاريع للشركة بمليارات الريالات ويخرج تاركا للمقاول المحلي ما نسبته 8 الى 9 بالمائة فقط من قيمة تلك المشاريع.
ويضيف السحيمي ان شركة ارامكو للأسف بدأت تنظر لمصلحتها الخاصة فقط حتى وان جاءت تلك النظرة على حساب المقاولين المحليين الذين يتكبدون خسائر بين الحين والآخر لعدم اكتراث الشركة بهم عكس ما كان يحدث في الماضي البعيد.
واشار الى ان اجتماع اليوم لن يخرج بجديد ولن يختلف عن بقية الاجتماعات السابقة التي كان كل منها يخرج بتوصيات تبعث الامل في انفس المستثمرين الا انهم يفاجأون بعدم وجود اي تطبيق لتلك التوصيات التي سرعان ما يتم نسيانها بمجرد انتهاء اللقاء.
المصارحة والمكاشفة
من جانبه يشير مطلق نبأ القحطاني رئيس لجنة فرع غرفة المنطقة الشرقية بالجبيل الى ان اللقاء هو الرابع من نوعه وهو تواصل ضروري ومهم مع المقاولين الذين تعودوا من الشركة اعلى مستويات الجودة في التعامل حيث تقيم المشاريع بالقيم الحقيقية لها وليس بأرخص الاسعار كالجهات الاخرى.
ويضيف القحطاني ان لقاء ارامكو السعودية مع المقاولين دائما ما يتميز بالمصارحة والمكاشفة وهي دائما تكون في صالح العمل فتقوم الشركة بايصال نقاط القوة والضعف في علاقاتها مع المقاولين كما ان المقاولين يبدون ملاحظاتهم.
ويشير القحطاني ايضا الى ان لقاء هذا العام يتميز بكونه نظم على هيئة حلقات مناقشة بين ارامكو السعودية واداراتها المختلفة التي تتعامل مع المقاولين من جهة وشركات المقاولات من جهة اخرى ولان مشاريع ارامكو السعودية تتميز بكبر الحجم وهي في حقل النفط والغاز التي اعلنت الشركة ان هناك فرصا كبيرة للمقاولين السعوديين للعمل في مشاريع ارامكو الجديدة والحقول التي اكتشفت حديثا وتطالب ارامكو المقاولين بأعلى مستويات الجودة والمواصفات العالمية واصول السلامة للاشتراك معها في العمل اما بشكل فردي او ضمن مجموعة مقاولين.
ويؤكد القحطاني ان فكرة الاجتماع ممتازة حيث تتيح الفرصة لممثلي الشركة والمقاولين لتبادل الافكار والاقتراحات ونحن كمقاولين استفدنا كثيرا من ارامكو السعودية هذه الشركة العملاقة ونعتز بعلاقاتنا معها لانها شركة عملاقة تقدر الجودة دائما وتفضلها على السعر وهو ما يجعل المقاولين مرتاحين للتعامل مع الشركة.
ويضيف القحطاني ايضا ان شركة ارامكو السعودية وفي مبادرة طيبة قامت مؤخرا بالمساهمة في تدريب اليد العاملة السعودية على مختلف الاعمال الجديدة التي تقوم بها الشركة, وذلك بالتنسيق مع لجنة المقاولين بالغرفة ومجلس القوى العاملة وذلك للمساهمة في المشاريع المستقبلية للشركة والمساهمة ايضا في توطين الوظائف.
دعم المقاولين
ويشير عبدالله محمد ابابطين الى ان اللقاء مع مسئولي ارامكو له طابع خاص وتوجه يبني عليه عدة اهداف وقد عودتنا الشركة من خلال نشاطها ورغبتها الصادقة في دعم المقاول السعودي وتهيئة الفرص الجادة والمثمرة سواء في اداء العمل او التدريب والتأهيل ولان ارامكو السعودية ليست مجرد شركة تقوم على اساس الربح والخسارة انما تسعى من اجل التطوير وتهيئة المقاول السعودي وهذا ملاحظ في كثير من الاعمال التي عادة ما تقوم بها الشركة من تقويم وتأهيل وتطوير وهذا هدف وطني نسعى اليه جميعا.
والذي نطلبه ونأمله من ارامكو السعودية توسيع قاعدة التعامل بحيث ان اعمالها تعطي الفرصة للمقاولين على مختلف المستويات كذلك ان تكثف الشركة من اللقاءات والتعريف بأعمالها وان تسمح بالعمل الجماعي لاكثر من المقاول في اداء مهمة معينة.
ولان لنا موضوعا قد كتب وارسل الى جريدة (اليوم) فلن اتطرق اليه مرة اخرى فقد اعطيت فيه بعضا من المؤشرات والملاحظات المأمول من الشركة دراستها. اما المقاول فمطلوب منه التفاعل مع معطيات واتجاهات شركة ارامكو والاتفاق في اداء العمل وان يعتبر العمل تجربة ودراسة امام شركة مؤهلة تهدف الى تطويره وتنمية قدراته ولي ملاحظة على عنوان اللقاء: لان الرؤية المستقبلية قد حسمت ووضعت ضمن خطط الشركة.
ولكن لو ان العنوان اصبح : هل حققت ارامكو السعودية تطلعات المقاول السعودي؟
خليفة الضبيب
عبدالله أبا بطين