أخبار متعلقة
بعيدا عن لذة الحياة وترفها، والبحث عن لقمة العيش والحياة المستقرة والهرب من مطاردة الجوع والعطش أصبح هاجساً لا يفارق (ن. س)، فهي امرأة مطلقة من رجلين، تعيش مع زوجها الثالث و14 من أبنائها، تحت سقف منزل صغير قديم ومتهالك.. أهلكهم الزمان ومرمرهم في رحلة البحث عن العيش.
تقول الأم، وهي تتأوه وتعبر بزفرات وقد بدت متأثرة: أصبح هاجس الجوع والعطش يطارد من في البيت بأكمله، حتى الصغار منهم، فكم مرت علينا أيام كثيرة لم أجد إلا الرز الأبيض أو التمر، لأطعم به أبنائي، ودائماً ما يذهب الصغار إلى المدرسة جياعا، ودون نقود.. وتضيف: ما عندي ما أعطيهم إياه .
وأضافت قائلة ولسانها يتلعثم من البكاء: منزلنا له سنتان لا نستطيع تسديد إيجاره، ولا أحد يعولنا، فزوجي المسكين معاق في قدمه، لا يستطيع العمل وجلب المال، ونحن نعيش هذه الأيام لا نملك نقطة ماء، بسبب عدم توافر مال لدينا لنسدد فاتورة الماء، فنحن نجلب الماء يومياً من المسجد القريب من منزلنا، ونقوم بتعبئة جوالين الماء لنشرب ونغتسل منها، وأغلب أثاث البيت من مكيف وثلاجة وفرش من فاعلي خير، فجزاهم الله عنا كل خير.
أما عن دور الجمعيات الخيرية فتقول: هي دائماً سباقة إلى عمل الخير، فقد أعطونا مرراً. لكن ما يجلبونه لنا لا يفي بحاجتنا، فنحن أكثر من 15 نفساً نعيش في البيت، والجمعية تأتي بالأرزاق على فترات متباعدة (كل 5 شهور تقريباً)، والبيت صغير ومستأجر، ولا أحد يعولنا، ويجلب لنا المال والأبناء عددهم كبير، وهم بحاجة ماسة لمتطلبات الحياة، التي لابد منها من لوازم، دراسة وملبس. فكم تداخلني الهواجس الثقيلة، التي تؤرق نفسي، وتتعب تفكيري على مصير أبنائي، في ظل أمواج الحياة المتقلبة، التي لا ترحم أبدا.. كيف سيواجهون حياة البؤس والشقاء؟
القناني التي يجلبون الماء بها