يبدأ تشكل القلب خلال الحياة الجنينية ابتداء من الشهرالرابع وحتى الشهر السابع ويتطور خلالها من جوف الى اربعة اجواف تفرق بينها الحجب والصمامات واي توقف او تأخر في مراحل التكون الجنيني، والذي قد ينجم عادة عن اسباب عديدة دوائية او مرضية او وراثية ينتج عنه مرض خلقي يولد مع الطفل.
ما هذه الامراض؟ ومامدى خطورتها وما انذارها؟ هذه الاسئلة طرحناها في حوارنا مع استشاري القلب الدكتور/ محمد العسال الذي اجاب عنها مشكورا. ماذا يعني طبيا (تشوهات القلب الخلقية)؟
ـ تشوهات القلب الخلقية malformation of the heart cougeuita اعراض تحصل نتيجة تكوين غير سوى للقلب، وهو بعد في طور التكون، اي خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل تكتشف هذه التشوهات بعد الولادة او في سن الطفولة او تمر بمرحلة سبات طويلة ولاتظهر اعراضها ولاتشتد وطأتها الا بعد سن الطفولة واحيانا الشباب. ما اهم الاسباب التي تؤدي الى تشوه القلب الخلقي؟
ـ هناك اسباب متعددة اهمها:
ـ الاسباب الوراثية: اصابة الحامل بالامراض الفيروسية خصوصا الحصبة الالمانية او التهاب في الغدة النكفية (ابو كعب)، اذا لم تصب بها اثناء طفولتها.
ـ النقص في الترويه بالاوكسجين في بداية الحمل او خلاله.
ـ تعرض المرأة الحامل للاشعة السينية او مواد مشعة طياره. اكثار الحامل من تعاطي العقاقير والادوية خصوصا المهدئة للاعصاب او للآلام او غيرها من دون استشارة الطبيب.
الانجاب المتأخر بعد سن الاربعين. ما اهم الاعراض التي تنبه الاهل بوجود تشوه في القلب لدى الطفل؟
ـ من اهم تلك الاعراض: زلة تنفسية تظهر عادة عند الرضاعة وتؤدي الى توقف الوليد عن الرضاعة، بحيث تجد الام نفسها عاجزة عن تغذيته بشكل طبيعي.. زلة تنفسية وتعب سريع عند قيام الطفل بأي جهد يذكر.
يميل جلد الطفل الى الزرقة وخاصة في الشفاه ومخاطية الفم وتحت الاظفار.
تشنج الطفل وفقدانه الوعي احيانا. اصابة الطفل بالتهابات في القصبات او الرئة بشكل متكرر. اصفرار لون الطفل.
هذه الاعراض مهمة جدا وتستوجب اهتماما خاصا من الاهل واستشارة طبيب اخصائي في الامر ليصار الى تشخيص دقيق وعلاج للمرض بافضل السبل قبل تفاقمه، وقد يصعب اكتشاف التشوهات الخلقية القلبية اذا لم ترافق باعراض واضحة ومحددة ولذا ينصح الاهل باجراء الفحوص الدورية لاولادهم، نظرا لاهميتها في كشف هذه الاصابات القلبية ولو عن طريق الصدفة. ما اشكال التشوهات القلبية؟
ـ تنقسم الامراض القلبية الخلقية الى نوعين اساسيين تبعا للناحيتين التشريحية والوظيفية (الفيزيولوجية):
ـ تشوهات في القلب تؤدي الى اتصال بين اجوافه ولاتترافق مع زرقة.
ـ تشوهات في القلب لاتؤدي الى اتصال بين اجوافه وتترافق مع زرقة.
ونبدأ بتناول النوع الاول فان من اهم تشوهات القلب الخلقية ذات الاتصال بين القلبين وبدون زرقة:
العيب الحاجزي الاذيني:
وينتج عن عدم الانفلاق الكامل للجدار بين الاذنين والذي يتطور خلال المرحلة الجنينية فتبقى فتحه تربط بين الجوفين الاذينين ويتسرب قسم من الدم عبر هذه الفتحة من الاذين الايسر الى الاذين الايمن وذلك لكون الضغط في ايسر القلب اعلى منه في ايمن القلب، فتزيد تبعا لذلك كمية الدم في البطين الايمن ومن ثم في الشريان الرئوي فالرئتين مما يؤدي الى تضخم في الوعائية الرئوية. ومن المضاعفات التي تلي ذلك تمدد في الاذينين وعلى الاخص في الاذينين الايمن وضخامة في البطين الايمن وتوسع شديد في الشريان الرئوي الكبير وتفرعاته، لاستضافة المزيد من الدم الاضافي الذي يتسرب من القلب الايسر. اما اعراض هذا المرض فقلما تظهر في الصغر، بل تبرز لاحقا بشكل اضطرابات قلبية من قصور في القلب، او اضطراب في النظم او الايقاع اواضطرابات رئوية كالارتفاع في ضغط الرئة. كيف يتم تشخيص هذا المرض سريريا؟
ـ يسهل تشخيص هذا المرض حيث يسمع الى الجانب الايسر من عظم القفص والى الاعلى، نفخة انقباضية، يليها انقسام ثابت في الصوت الثاني للقلب، ويصحبها احيانا نفخة اخرى انبساطية ناتجة عن ارتفاع في جريان الدم عبر الصمام المثلث الشرف. ويؤكد التخطيط الكهربائي للقلب التشخيص. وقد يعتمد على صورة الصدر الشعاعية التي تظهر بوضوح التضخم في البطين الايمن والاحتقان في الشريان الرئوي والزيادة الجلية في تروية الرئتين. او قد يلجأ الى التخطيط الصوتي للقلب الذي يبرز اتساعا في حجم البطين الايمن. وتبقى الطريقة الاهم في التشخيص النهائي للمرض، الا وهي قسطرة القلب وتلوينه ويتم التحقق بواسطتها من الاتساع في البطين الايمن والاحتقان والتوسع في الشريان الرئوي وتسرب الدم من الأذين الايسر الى الاذين الايمن عبر فتحة بينهما وارتفاع نسبة تشبع الدم بالاوكسجين في الاذين الايمن حيث تتجاوز خمسة بالمئة من معدلها السوي.
العيب الحاجزي البطيني
ينشأ عن عدم الانفلات الكامل للجدار بين البطينين خلال التطور الجنيني فتبقى فتحة تربط بين الجوفين البطينين خلال التطور الجنيني فتبقى فتحة تربط بين الجوفين البطينين يتسرب خلالها قسم من الدم من البطين الايسر الى البطين الايمن وذلك لكون الضغط في ايسر القلب اعلى منه في ايمن القلب، فيزيد تبعا لذلك حجم الدم من البطين الايسر الى البطين الايمن وذلك لكون الضغط في ايسر القلب اعلى منه في ايمن القلب، فيزيد تبعا لذلك حجم الدم المتدفق الى البطين الايمن ومنه الى الشريان الرئوي فالرئتين مما يؤدي الى زيادة في ترويتهما.. ومن المضاعفات التي تلي ذلك التضخم في البطين الايمن والتوسع في الشريان الرئوي فالرئتين، مما يؤدي الى زيادة الارتفاع في ضغط الرئة ومن ثم التضخم في البطين الايسر وقصور القلب ولحجم الفتحة بين البطينين وموقعهما في الحاجز الفاصل، سواء اكان ذلك في قسمه العلوي او في قسمه السفلي العضلي، تأثير واضح على الاعراض التي تنجم عن هذا المرض. فاذا ما صغرت الفتحة مثلا تقل كمية الدم المتسرب من البطين الايسر الى البطين الايمن فتخف حينذاك الاعراض، اذا ما كبرت الفتحة كبرت الاعراض المرضية تبعا لذلك وكثرت فيسرع النظم وتتعدد الالتهابات الرئوية وتتضاعف الالتهابات في القصبات الرئوية ويشتد الضيق والقصور في القلب وغير ذلك.
تعتمد في تشخيص هذا التشوه الخلقي الطرق نفسها التي اعتمدت في مرض الفتحة بين الاذينين، فقد يظهر الفحص السريري عند التنصت الى القلب نفخة انقباضية الى اليسار من الفص وفي منتصف الصدر، تترافق احيانا مع نفخة انبساطية تدل بوضوح على القصور في صمام الابهر، كما قد يسمع في بعض الاحيان صوت ثالث وصوت رابع للقلب ويؤكد التخطيط الكهربائي لقلب الشخص. اما الصورة الشعاعية للصدر فهي تبرز مدى ضخامة البطين الايمن والبطين الايسر ومدى التوسع في حجم الشريان الابهر والزيادة في تروية الرئتين وتخطيط الصدى يمكن ان يظهر حجم الفتحة بين البطينين بمنتهى الدقة والازدياد الواضح في الضغط الشرياني. وطريقة القسطرة هي الامثل في التشخيص وتحدد بالتالي طريقة العلاج الجراحي المناسب.
مرض القناة الشريانية السالكة
القناة الشريانية السالكة هي فتحة بين الشريان الابهر الرئوي، تكون مع تكون الجنين وتسمح للدم النقي في رئة الام والمشبع بالاوكسجين، بالانتقال مباشرة الى الشريان الابهر من الشريان الرئوي من دون المرور برئة الجنين التي تكون قاصرة عن القيام بوظيفتها وهذا ما يحصل عقب الولادة مباشرة اوبعدها باسبوعين كحد اقصى تغلق هذه القناة الشريانية تلقائيا، وان لم تفصل تصبح مرضا او تشويها خلقيا يسمى مرض القناة الشريانية السالكة.
في هذه الحالة المرضية يتسرب الدم من الشريان الابهر ذي الضغط العالي، وعبر هذه القناة المفتوحة الى الشريان الرئوية ذي الضغط المنخفض مما يؤدي الى الشريان الرئوي ذي الضغط المنخفض مما يؤدي الى ارتفاع في ضغط هذا الشريان الرئوي ذي الضغط المنخفض مما يؤدي الى ارتفاع في ضغط هذا الشريان وبالتالي الى تضخم في البطين الايمن وقصور في القلب. ومن اهم امراض هذا المرض الخلقي ضيق التنفس والسعال وتسرع في النبض ووعي او شعور بضربات القلب والتهابات متتابعة في القصبات الرئوية.
يعتمد في تشخيص المرض على الوسائل التي اتبعت في الامراض القلبية السابقة من الفحص السريري حيث يسمع عند التنصت الى القلب نفخة انقباضية انبساطية تسمى نفخ الآليات الى اليسار من القص وفي القسم الاعلى من الصدر الى التخطيط الكهربائي للقلب الذي يظهر تضخما في البطين الايمن نتيجة الارتفاع في ضغط الرئة الذي يزيد من خطورة هذه الحالة المرضية والصورة الشعاعية للصدر التي تظهر ضخامة في البطين الايمن ايضا وتوسعا في الشريان الرئوي وازديادا في تروية الرئتين، اما تخطيط صدى القلب فيظهر اتساعا في الاذينين الايسر وارتفاعا في ضغط الرئة في القناة الشريانية. وتظل الطريقة المثلى للتشخيص النهائي للمرض بالقسطرة والتصوير للقلب والاوعية وبها يتحدد بوضوح حجم القناة الشريانية وموقعها وعلى اساسها يخطط بالتالي لعملية جراحية تعيد القلب الى حالته السوية السليمة.
تشوهات مع اتصال بين جزئي القلب ومع زرقة:
تشكل هذه التشوهات ومن دون ادنى شك ادق الامراض القلبية الخلقية واصعبها نظرا لخطورتها وتأثيراتها السلبية ومضاعفاتها الكثيرة وتتميز هذه الامراض عن غيرها بانقلاب في مجرى الدم من ايمن القلب الى ايسر القلب او تضيق وقصور في احد صماماته، فينتج عن ذلك زرقة مركزية واضحة المعالم في اماكن محددة من الجسم كالشفاه وباطن الفم واطراف الاصابع وتحت الاظفار.