لم استغرب مطلقا ذلك الانبهار او الاعجاب الذي قابلت به النخب الاقتصادية والاجتماعية الالمانية من اعضاء الملتقى الصناعي الاقتصادي الالماني العربي السادس الذي استضافته العاصمة الالمانية برلين،الحديث الذي ارتجله عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس الوفد السعودي الى المانيا والذي تناول فيه التعريف بالمجتمع السعودي ثقافيا واجتماعيا وحضاريا.. مما بدا لي انها جوانب تبدو غير واضحة او غائبة لدى تلك النخب التي يفترض انها اكثر معرفة مع شعوب العالم المختلفة.. وذلك الغياب احالني والحضور من الوفد السعودي في هذا الملتقى الذي انعقد تحت رعاية معالي وزير الاقتصاد والعمل الالماني بحضور كل من وزير المياه الاردني ورئيس الغرفة العربية الالمانية ونخبة من المسؤولين ورجال الاعمال العرب والالمان،الى ضرورة التواصل مع الشعوب الاخرى ليس فقط عن طريق القنوات الدبلوماسية على اهمية الدور الذي تقوم به،وانما عن طريق الوفود التجارية والثقافية وغيرها مما يمكن ان يتاح لها نقل تجاربنا الى الآخرين دون ضغط برتوكولي او رسمي له ضوابطه الصارمة.
لقد انصرف الجريسي في حديثه الذي جاء صادرا من القلب وعن قناعة تامة،الى بيان مكانة المملكة الدينية وانها بلد الحرمين الشريفين وارض النبوة الخالدة التي تحض على السلام والتآخي وتنبذ الكره والارهاب.. وقال ان مزايا عديدة يتحلى بها المواطن السعودي تعود رأسا الى دين الاسلام الذي ضمن حق الاقامة والاجارة الآمنة لغير المسلمين من اهل الكتاب والذمة بكل الامان والاستقرار وصان لهم حقوقهم ومكتسباتهم جميعا رجالا ونساء،وان المملكة التي تحتكم في دستورها الى الاسلام تتمتع باستقرار ورفاه اقتصادي واجتماعي وامني عصمها ومواطنيها من التطرف والغلو ومحاربة الآمنين لديها والمستأمنين في ديارها.
وشرح للحضور ان ما وقع من احداث ارهابية متفرقة لا تنبع مطلقا من الاسلام المسالم وان مرتكبيها ليسو ابدا من الاسلام في شيء.. بل هم فتية غرر بهم وشحنوا بجرعات فيها من الغلو والشطط والتكفير ما فيها.. بيد ان مجتمعنا المتواد والمتراحم.. سرعان ما تجاوز هذه الفئة الضالة المارقة.. وعاد يمارس حياته الهادئة التي ينتج ويبدع فيها ويتواصل مع الآخرين داخل المملكة وخارجها بكل يسر وسهولة ومحبة.
وابان ان المملكة تتمتع باقتصاد قوي ومؤثر وان الجميع فيها مواطنين وغير مواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وان المستثمرين الاجانب يحظون برعاية خاصة وبحماية قانونية متميزة كان لها اثرها في حلول المملكة كاول دولة عربية جاذبة للاستثمارات الاجنبية وعلى مدى عامين متتاليين وان المرأة السعودية تتمتع بمكانة متميزة ربما لا تتوافر لها في كثير من الدول الاخرى حيث ان 52% من طلبة المدارس من البنات وان 57% من طلبة الجامعات والمعاهد العليا من البنات،وان المرأة من واقع تقدمها العلمي تتبوأ وظائف قيادية في السلك الحكومي والخاص حيث تشغل النساء 35% من وظائف الدولة وانهن يمتلكن نحو 75% من المدخرات المالية في البنوك ولهن الخيار في استثمار مدخراتهن في مجالات العمل التي تناسبهن. لقد وقع هذا الحديث موقعا طيبا لدى الاصدقاء الالمان الذين شد بعضهم على يدي الجريسي وبين انه تعرف على الكثير من المجتمع السعودي من خلال هذا الحديث ومن احاديث الوفد السعودي الزائر. ان مثل هذه اللقاءات ستنجح من دون شك في ايصال وجهة نظرنا وفي ايضاح حقيقة ما تعيشه المملكة من تقدم اقتصادي وتطور اجتماعي وثقافي عملت جهات مخربة واقلام غير بريئة على تشويهه وتخريبه.
انني ادعو مخلصا الجميع للعمل على استثمار كل سانحة للتعريف بمجتمعنا وبثقافتنا خصوصا للشعوب الاوروبية والامريكية.. ففي ذلك الخير الكثير لبلادنا ولمواطنينا.
* رئيس اللجنة الطبية في غرفة الرياض وعضو مجلس ادارة
