عزيزي رئيس التحرير
في عدد السبت الماضي قرأت ماكتبته في هذه الصفحة الاخت بهية بوسبيت بعنوان (عن الابداع النسائي في الاحساء: بهية تعاتب الفزيع وتلوم عبدالعظيم)..
وكان واضحا من العنوان ان الاخت بهية غاضبة من حكم الاستاذ خليل الفزيع على عدم وجود ابداع نسائي لتشير خلال ذلك الى ماطرحه الاستاذ محمد النعيم كرد على كلام الفزيع من ان الابداع النسائي في الاحساء موجود وفي عافية.
واضح ايضا من خلال سطور الاخت بهية انها راحت تشكو تجاهل الاستاذ الفزيع لوجودها كمبدعة في الاحساء وهو ـ كما اشارت بين السطور ـ على معرفة وثيقة بها من خلال عملهما معا في جريدة (اليوم) قبل اكثر من 15 عاما.
وما اريد التعقيب به على كلام الاخت بهية هو الموافقة المبدئية على حكم الاستاذ خليل بأن الاحساء خالية من الابداع النسائي على الصعيدين الفكري والادبي.. اذ ما معنى كلمة ابداع؟
اذا اجابت الاخت بهية على هذا السؤال اجابة واقعية واعطت كلمة الابداع ماتستحقه من مستوى فان بلادنا بطولها وعرضها ليس فيها مبدعات الا مايعد على اصابع اليد الواحدة. وان شئتم مرونة اكثر قلنا لايتجاوز اصابع اليدين..
ان الابداع لايعني ان يقوم شخص بتأليف كتاب او كتابة موضوعات لعدد من الصحف والمجلات.. بل حتى ماهو دون الابداع اعني المستوى الفكري الذي يؤهل الشخص للطرح الواعي والدقيق.. حتى هذا ليس موجودا الا بعدد محدود جدا بين الاقلام النسائية في بلادنا..
ان مايجعل العديد من الاخوات يعتقدن بمكانتهن الادبية او الفكرية هو تركيز الحديث عليهن باعتبارهن قلة قليلة جدا واستعراض نتاجهن الفكري بشيء من التشجيع الذي لايمنح عادة لمن في مستواهن من الرجال.. ومن هنا يترسخ الاعتقاد لديهن بالتفوق..
اذا كان الحكم بعدم وجود مبدعات في الاحساء او غيرها من المناطق ليس صحيحا.. فأين نتاجهن الذي يخرس الالسنة ويرغمها على الاعتراف بوجود ابداع نسائي حقيقي على صعيد الادب والفكر؟
لماذا غفلت الاخت بهية عن هذه الحقيقة وهي تقدم نفسها كمثقفة يشملها عقد المبدعات..
ان ردها الغاضب يعني هذا تحديدا ولا يغير شيئا قولها انني لم اكتب يوما توقيعا باسم الاديبة..
حتى هذه العبارة لم تحسن الأخت بهية للاسف صياغتها وكان ينبغي ان تقول انني لم اوقع يوما باسم الاديبة اما اذا كانت الاخت صادقة في هذا التواضع وانها لاتسعى الا الى نشر الحرف الصالح المفيد وليس لنيل الالقاب كما قالت فينبغي ان تكتفي بهذه المهمة الجليلة وتضع نفسها في مستوى الساعي الى قول شيء مفيد لامستوى الابداع الذي غضبت بسبب انكار احدهم وجوده بين الاقلام النسائية في الواحة.
نصيحتي لكل الاخوات ان يكن قادرات على التمييز بين عبارات التشجيع سواء المكتوبة او الشفهية وما تستدعيه من اعجاب وثناء على اقلامهن وبين الواقع الفكري والابداعي الذي هو ابعد بمراحل من مستواهن ومستوى الكثير من حملة الاقلام (الرجال) برغم السمعة والانتشار..
عبدالله الناصر