قال الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق لـ(اليوم) لا أستبعد ان يوقع اتفاق ينهي الأزمة السودانية خلال ايام . واشار الى ان هناك عرضا باقامة عاصمة جديدة للسودان غير الخرطوم .
واكد ان صدق النية بين الاطراف السودانية سيقرب من الحل النهائي ، مرحبا في ذلك بالموقف الإيجابي من طرف الحكومة حول اجتماع القاهرة الاخير.
وقال خالد الذي عمل سابقا وزيرا للخارجية ومستشارا للرئيس السوداني السابق جعفر نميري خلال حواره مع (اليوم) ان اللقاء الأخير الذي شمل الأطراف الثلاثة للقضية السودانية مثل إضافة كبرى لعملية السلام لانه اولاً حاول ان يدخل طرفا رئيسيا في مفاوضات مشاكوس مع طرفين آخرين مهمين على الساحة السودانية ليسا معزولين لما يدور هناك. وحول احتمالات ان يتحقق ما تم الاتفاق علية مؤخراً قال الدكتور خالد ان هذا الأمر يتطلب تنازلاً من كل الاطراف حتى يتم التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.الى نص الحوار..
@ (اليوم): كيف تقيمون اللقاء الأخير الذي تم بين أطراف المعارضة السودانية مؤخرا في القاهرة ؟
ـ اللقاء يمثل اضافة كبرى لعملية السلام لانه اولاً يحاول ان يدخل طرفا رئيسيا في مفاوضات مشاكوس مع طرفين آخرين مهمين(الختمية والانصار) او( الامة والاتحادي) على الساحة السوادنية ليسا معزولين لما يدور في اتفاق مشاكوس، لانها ظلت مقصورة على الحركة الشعبية والحكومة وبدون مشاركة من جميع الاطراف السودانية الاخرى، وبذلك لا يمكن ان يكتب للحوار الاستمرار ان لم يحظ بتأييد شامل من كل القوى السياسية في السودان ، وهذه كانت من ابرز نقاط الضعف في اتفاق اديس ابابا وهو الاتفاق الذي حقق سلاماً مؤقتاً على مدى عشر سنوات ولكنه في لحظة تم تقويضه.
@ هل كان سلاماً على الورق؟
ـ هو ليس سلاماً على الورق ولكن لانه لم يكن هناك دور في الديمقراطية الكاملة المشاركة في صنع القرار.
@ من الواضح ان ميثاق القاهرة ليس به تفاصيل كافية عما حدث.. فما اهم ما تم التوصل اليه؟
ـ هذا النوع من الاعلانات لا يمكن له ان يتضمن تفاصيل، وانما هو تأكيد مبادئ وقد كان في اجتماع القاهرة شمولية الحل وضرورة مشاركة كل القوى السياسية في أي عملية سلام لترسيخ هذا السلام ، كما انه كانت هنالك اشارة للجوانب الايجابية في اتفاق مشاكوس وضرورة التعامل الجاد معها مثل الحديث عن المشاركة في الحكم، وهذا غير وارد في بروتوكول مشاكوس والحديث عن قيام حكومة واسعة القاعدة خلال الفترة الانتقالية. مثل الحديث عن ضرورة ان تمتد هذه المشاركة في الحكم إلى المستويات القاعدية وهذا يعين ليس فقط على مستوى الدولة الاتحادية وانما على مستوى الأنظمة الولائية مثل الحديث عن حقوق الإنسان والدستور بجميع هذه الاشياء هي تفاصيل هامة.
@ كيف تتم ترجمة هذا عملياً ؟
ـ هذا متروك للقوى السياسية المختلفة.. اولاً هناك ضرورة لعمل سياسي مكثف مع الحكومة لكي تستجيب لهذه المطالب ، والحكومة لم تنكر تأييدها اوقبولها لان يكون الحل شاملاً ، ومن الضروري وجود اجراءات عملية لتصفيتها. من جانب آخر هناك قضايا مطروحة الآن للتفاوض مثل قضية العاصمة واضرار الحكومة على ان تكون سائدة تحت قانون الحكومة.
@ ما حقيقة ان هناك اقتراحاً بإشاء عاصمة اخرى غير الخرطوم؟
ـ حركة الشعبية هي التي تصر على ان تبقى الخرطوم عاصمة قومية للسودان ففي اثناء المفاوضات اقترحت حكومة الخرطوم ان تكون هناك عاصمتان. الخرطوم وجوبا وقالت الحركة ان هذا الأمر لا يستقيم، حيث لا يوجد دولة لديها عاصمتان وذلك سيضر بمصالح السودانيين فالمواطن سيترك الخرطوم ليقضي مصالحه في جوبا والعكس فهذا امر لا يستقيم وكان النظام يقول دائماً ان تطبيق القوانين السائدة الآن في الخرطوم يجب تطبيقها على كل السودان وهذا ما نرفضه.
@ هل هناك اجتماعات قادمة للمفاوضات؟ وهل هناك نقاط او بدائل لتفعيل المفاوضات ؟ وماذا عن الوسطاء الذين تدخلوا بفرض مشاريع حول اتفاق سلام؟
ـ الوسطاء سعوا لتبين المواقف، اما فيما يتعلق بقضية الثروة فهناك تقدم حصل لان حديثنا اليوم عن الثروة لم يعد مجرد حديث عن تقسيمه بل صارت هناك برامج تحديد احتياجات المناطق الأكثر حاجة والمناطق المهمة وهذا أسلوب عملي لمعالجة القضية، وفيما يتعلق بجانب السلطة فالآن الوسطاء بدأوا الاتصالات بين الطرفين بهدف تقريب الفجوات قبل ان تحصل جولة جديدة للتفاوض.
@ من خلال المشروع الذي عرضه الوسطاء لتقريب وجهات النظر بالنسبة للعاصمة هل كان فيه تقريب للمواقف؟
- الحركة تدرس الان هذا المشروع ولم تقرر الموقف ، كما أنه ما زال التشاور قائماً بين كل الاطراف.
@ بالنسبة للجيش نعلم انك لك دور كبير في الناحية العسكرية للحركة؟
انا ليست لي علاقة بالناحية العسكرية فأنا لست عسكرياً ولا اعرف حتى احمل بندقية.
@ بعد ان تم اجتماع القاهرة أبدت الخرطوم مخاوفها من هذا الاجتماع ثم رحبت به ما شرعية المخاوف من وجهة نظركم وايضاً شرعية الترحيب؟
- لم اسمع شيئا عن مخاوف حكومة الخرطوم حيث انني لم اسمع الا الترحيب وقد نادت الخرطوم بالتوجه الشمولي نحو معالجة القضية السودانية.
الدكتور منصور خالد
- خريج جامعة السربون (فرنسا)
- عزب
- المستشار السياسي للرئيس السوداني السابق جعفر نميري
- أحد ثلاثة من كبار منظري الاتحاد الاشتراكي الى جانب الدكتور جعفر بخيت وعمر الحاج موسى.
- عمل في منظمات عالمية.
- عمل وزير لكل من الخارجية والتربية والشباب في حكومة الرئيس نميري
- يعمل حاليا مستشارا سياسيا لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق.