تظاهر مئات الايرانيين المطالبين بالديمقراطية لليلة الثامنة حتى الساعات الاولى من صباح أمس الاربعاء في احتجاجات سلمية بدرجة كبيرة حتى الآن قالت الولايات المتحدة انها تريد تشجيعها.
وخوفا من التعرض للضرب من متشددين كما حدث في بعض الليالي السابقة احتمى المتظاهرون في سياراتهم واطلقوا نفير ابواق سياراتهم في تجمعات حول جامعة طهران التي تتركز عندها الاحتجاجات. ورحبت واشنطن بالمظاهرات باعتبارها صرخة من اجل الحرية من شعب يتهم المسؤولون الامريكيون حكومته بتطوير اسلحة نووية ومساندة الارهاب ومحاولة اثارة الاضطرابات في العراق بعد الحرب. وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي للصحفيين خلال زيارة لكمبوديا سياستنا هي تشجيع الناس على التعبير عن وجهات نظرهم. ونددت الحكومة الايرانية و217 من نواب البرلمان المكون من 290 مقعدا بالولايات المتحدة واتهموا القادة الامريكيين بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية الايرانية. الا ان المتظاهرين قالوا انهم لا يتظاهرون من اجل الولايات المتحدة بل من اجل مصالحهم. وعملت الشرطة النظامية التي تحرس جامعة طهران للفصل بين ميليشيا متشددة والطلاب داخل الجامعة ومنع تكرار اشتباكات وقعت مساء الجمعة اطلق فيها عناصر الميليشيا المسلحة النار وضربوا المحتجين بالهروات. الا انه في ضاحية بشرق طهران تسكنها الطبقة العاملة كثفت قوات الامن من تواجدها للسيطرة على تقاطعات الطرق فيما كانت مجموعات من الشباب تجوب الشوارع الجانبية. واختفت بدرجة كبيرة في الليلتين الماضيتين الهتافات المناهضة للنظام الحاكم وحل مكانها نفير ابواق السيارات. وذكرت وكالة الانباء الايرانية أن 217 نائبا من مجموع 290 نائبا يضمهم مجلس الشورى ذو الاغلبية الاصلاحية اصدروا بيانا عبروا فيه عن شجبهم لما اسموه المحاولات الامريكية المتكررة للتدخل في الشأن الايراني في اشارة الى دعم الادارة الامريكية للتظاهرات التي جرت في ايران موخرا. واكد الموقعون تمسك الشعب الايراني بحريته واستقلاله ونظامه الاسلامي ورغبة الحكومة الايرانية اقامة علاقات حسنة مع كافة بلدان العالم على اساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. وانتقد النواب في بيانهم بشدة ما وصفوه السجل الحافل للولايات المتحدة في عدائها لايران معيدين الى الاذهان التدخل الامريكي ضد حكومة رئيس الوزراء الايراني الاسبق محمد مصدق عام 1953م. واعرب الموقعون عن اعتقادهم بان الولايات المتحدة تسعى لسلب ما يتمتع به الشعب الايراني حاليا من استقلال وحرية وجمهورية اسلامية وتحويل ايران الى خادم مطيع ينفذ تعليمات واشنطن وسياساتها في المنطقة. ووصفوا تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش التي اعلن فيها دعمه التظاهرات الاحتجاجية الاخيرة في ايران بانها تدخل سافر في الشأن الايراني وانتهاك صارخ للاعراف والموازين الدولية.