أخبار متعلقة
كانت الأندية العربية في السابق سواء في القارة الآسيوية أو الأفريقية تفضل المشاركة في البطولة القارية وتهمش المشاركة في البطولات العربية المختلفة وذلك بدواعي انعدام المنافسة القوية إلى جانب قلة المردود المادي الذي يتقاضاه البطل المتوج لتلك البطولة. ونظراً لعزوف الأندية الكبيرة عن المشاركة في أغلب البطولات أمثال الرجاء المغربي والترجي الرياضي التونسي والزمالك والأهلي المصريين إلى جانب الأندية السعودية كالنصر والاتحاد والأهلي والهلال سعى الاتحاد العربي بقيادة أمير الشباب العربي الأمير سلطان بن فهد إلى تطوير البطولة العربية من كافة النواحي فقام بدمج البطولات الثلاث (بطولة أبطال الدوري وبطولة أبطال الكؤوس وبطولة النخبة) في بطولة واحدة وذلك بهدف تقليل المشاركات المتعددة التي تؤثر على الأندية وترهق اللاعبين وبعد مرور دورتين على البطولة العربية الموحدة التي استحدثت مؤخراً وحقق الأهلي السعودي لقبها الأول بعد منافسة قوية من الفرق المشاركة فيها لم يكتف الاتحاد العربي بذلك بل واصل مسلسل التطوير لهذه البطولة التي تجمع الشباب العربي وتقرب المسافات بينهم فقام قبل فترة وجيزة بإبرام عقد مع شبكة راديو وتلفزيون العرب التي يملكها السعودي صالح كامل الذي تكفل بإقامة دوري عربي على طريقة الدوري السعودي بمشاركة اثنين وثلاثين فريقاً تمثل أندية كافة الدول العربية وهذا الدوري تقام أدواره الأولى بنظام خروج المغلوب من مباراتين ومن ثم تقسم الفرق الستة عشر المتأهلة إلى أربع مجموعات كل مجموعة تلعب فرقها دوري من دورين ومن ثم تقسم الفرق الثمانية المتأهلة من هذا الدور إلى مجموعتين على أن يقام الدور نصف النهائي بنظام المقص ويتأهل للمباراة النهائية التي ستقام على أرض محايدة الفريقان الفائزان من مجموع المباراتين . ولاشك أن هذه البطولة ستحظى بالقوة والإثارة كما ستحظى بتغطية إعلامية مميزة وحضور جماهيري كبير .
وبخلاف المستوى الفني الرفيع الذي سيكون شعار هذه البطولة سيكون المبلغ الذي سيتقاضاه الفريق البطل هو العلامة الفارقة حيث سينال مليوني دولار كما أن كل فريق يشارك فيها سينال مبلغا معينا حسب الدور الذي يصل له فضلاً عن تكفل الشركة الراعية (شبكة راديو وتلفزيون العرب) بجميع النفقات من السكن والإعاشة وتذاكر السفر والمواصلات.
وهذا المبلغ الكبير الذي سيكون من نصيب البطل إلى جانب المبالغ المالية التي سيحصل عليها جميع الفرق المشاركة جعلت الأندية العربية تغير نظرتها تجاه البطولة العربية بل فضل البعض منها المشاركة فيها على حساب البطولة القارية سواء الآسيوية أو الأفريقية . ومن المميزات التي تحملها هذه البطولة في طياتها أن جميع مواعيد مباريات الفرق المشاركة فيها لا تتعارض مع المسابقات المحلية أو القارية مما يعني أن جميع الاعتذارات والانسحابات التي كانت في السابق تتخذها ادارات الأندية لا وجود لها في البطولة الجديدة .
ومما لاشك فيه أن هذا التحول الكبير في مسار البطولة العربية لم يأت من فراغ أو من باب الصدفة وإنما نتيجة عمل دؤوب ومتواصل من جميع المسؤولين بالاتحاد العربي الذين كرسوا جهودهم جل وقتهم من أجل إنجاح التظاهرات العربية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية وإيصالها للمستوى المطلوب الذي يحقق الفائدة الفنية والمادية للأندية واللاعبين وقبل ذلك تجميع الشباب العربي في بوتقة واحدة شعارها الاخوة والتعارف وتبادل الأفكار النيرة التي بلا شك تثري ثقافة الشاب العربي .
وتعتبر البطولة المدمجة الثانية التي ستقام بالقاهرة خلال الفترة من 6 وحتى 20 يوليو المقبل هي الأخيرة التي ستقام بنظام التجمع وهذه البطولة الجديدة القديمة في نفس الوقت سيشارك فيها ممثل المملكة وسفيرها الاتفاق الذي تأهل لها بعد حصوله على بطولة مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد قبل أن يواجه شعب أب اليمني في التصفيات الأولية ويكسبه في لقاء الذهاب ويتعادل معه في الإياب. ورغم أن الاتفاق ليس غريباً على البطولة العربية بعد أن فاز بها مرتين عامي 1984م بالدمام و1988م بالشارقة إلا أنه سيجد صعوبة في تكرار الإنجازين السابقين لا سيما وأنه مطالب بالمحافظة على اللقب العربي ليبقى سعودياً عقب فوز الأهلي بالبطولة الأخيرة .
ولاشك أن الاتفاقيين قادمون على صنع إنجاز لهم وللكرة السعودية رغم صعوبة المهمة كما ذكر آنفاً وذلك لكون الفريق يملك لاعبين مميزين لديهم طموح في إعادة فريقهم ( فارس الدهناء) إلى البطولة العربية من أوسع الأبواب.
** وإذا ما استعرضنا البطولات العربية السابقة لوجدنا بطولة الأندية العربية أبطال الدوري انطلقت للمرة الأولى عام 1982م ببغداد وشارك فيها ثلاثة فرق واستطاع فريق الشرطة العراقي الفوز بلقبها عقب تصدره الفرق المشاركة بالنقاط. وفي البطولة الثانية تمكن الاتفاق السعودي من إحراز أول لقب عربي كميزة تفرد بها عن بقية الأندية السعودية وذلك بعد تصدره الفرق المشاركة في البطولة التي أقيمت بنظام الدوري من دور واحد وكان ذلك بالدمام عام 1984م.
- بعد ذلك عادت البطولة مرة أخرى لبغداد حيث استضافها الرشيد العراقي عام 1985م وفاز بلقبها ثم بعد ذلك استطاع الفريق العراقي السيطرة على اللقب في البطولتين اللتين أقيمتا بتونس والرياض كأكثر الفرق العربية تحقيقاً لهذا اللقب.. وفي البطولة السادسة كسر الاتفاق السعودي احتكار الرشيد العراقي واستعاد اللقب عقب فوزه في المباراة النهائية على الأفريقي التونسي بركلات الترجيح. واستطاع الوداد البيضاوي المغربي نقل اللقب العربي إلى القارة الأفريقية بعد احتكار آسيوي استمر ست بطولات وكان هذه المرة على الهلال السعودي حيث فاز عليه نتيجة 3/ 1. وفي أول ظهور له على المستوى العربي حقق فريق الشباب السعودي لقب البطولة الثامنة بعد فوزه على العربي القطري في المباراة النهائية بنتيجة 2/ صفر. وعوض فريق الترجي الرياضي التونسي ضياع اللقب العربي في البطولة الرابعة وحقق لقب البطولة التاسعة إثر فوزه على المحرق البحريني في المباراة النهائية بنتيجة 3/ صفر. وجاء نهائي البطولة العاشرة سعودياً خالصاً حيث جمع فريقي الهلال والاتحاد وتمكن الأول من الفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه بعد هزيمته للاتحاد بركلات الترجيح 4/ 3. وتمكن الهلال السعودي من المحافظة على لقبه عقب فوزه على الترجي الرياضي التونسي في نهائي البطولة الحادية عشرة بهدف دون مقابل. وكان للفرق المصرية نصيب في اللقب عن طريق الأهلي القاهري الذي استضاف البطولة الثانية عشرة عام 1996م وأحرز لقبها عقب فوزه على الرجاء البيضاوي المغربي بنتيجة 3/ 1. وفي البطولة الثالثة عشرة حقق الأفريقي التونسي لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه وللمرة الثانية على مستوى الأندية التونسية بعد أن خطف اللقب من حامله الأهلي المصري إثر الفوز عليه 2/ 1. وبعد غياب دام سبع سنوات استعاد الشباب السعودي لقبه الذي حققه عام 1992م وفاز على الأهلي المصري الذي استضاف البطولة الخامسة عشرة عام 1999م بنتيجة 2/ صفر سجلهما عبد الله الشيحان وسعيد العويران. وفي البطولة السادسة عشرة التي استضافها أهلي جدة عام 2000م فاز الصفاقسي التونسي باللقب إثر فوزه في المباراة النهائية على الجيش السوري 2/ 1. وذهب لقب البطولة الأخيرة التي استضافها السد القطري لصاحب الضيافة إثر فوزه على مولودية وهران الجزائري 2/ صفر. أما بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس فقد أقيمت للمرة الأولى عام 1989م بمدينة جدة تحت ضيافة نادي الاتحاد وتمكن الملعب التونسي من الفوز بلقبها إثر فوزه في المباراة النهائية على الكويت الكويتي بركلات الترجيح 6/ 5. أما آخر بطولة فقد حققها نفس الفريق ( الملعب التونسي) الذي استضاف البطولة على أرضه عام 2002م وفاز في النهائي على الهلال السوداني 3/ 1. ويعتبر فريق الأولمبيك البيضاوي المغربي أكثر الفرق فوزاً بحصد اللقب حيث حققه ثلاث مرات متتالية أعوام 92 و93/ 1994م. ولم يحالف التوفيق الفرق السعودية في هذه البطولة رغم مشاركتها المتعددة باستثناء الهلال الذي حقق اللقب الأول والأخير عام 2001م بعد تغلبه على منافسه التقليدي النصر بالهدف الذهبي 2/ 1. أما بطولة النخبة العربية التي استحدثت مؤخراً وتحديداً عام 1995م فقد استطاع الشباب إحرازها بعد أن تصدر الفرق بالنقاط قبل أن يحرز لقبها للمرة الثانية عام 2000م في المقابل فإن آخر بطولة حققها الهلال السعودي بعد أن تساوى من شقيقه النصر في النقاط وتفوق عليه بفارق الأهداف.
الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل يحتفلان بإحدى الكؤوس
شليه قائد الأهلي يحمل آخر الكؤوس