نجحت حكومة ارييل شارون الى حد كبير بلفت انظار العالم الى قضية تفكيك عدد من المستوطنات التي وصفها شارون في قمة العقبة بانها غير قانونية، حيث تعهد بازالتها ونجح ايضا فى صرف الانظار عن الاستيطان الرئيس الذي ينمو يوما تلو الآخر.
ونشرت الحكومة الإسرائيلية عبر وسائل إعلامها الكثير من الأخبار عن عملية الازالة لكنها لم تركز على ان عدد البؤر التي ازيلت هي خمس بؤر فقط غير مأهولة من اصل 15 تم التعهد بتفكيكها.لكن بعد ازالتها شرع المستوطنون باقامة خمس بور جديدة رصدتها حركة (السلام الآن) والتقطت لها صورا جوية، وهذه البؤر هي (نافيه تسوف جنوبي مستوطنة رحاليم) وأخرى أقيمت شرقي مستوطنة (الون موريه القريبة من نابلس) وبؤرة أخرى شرقي (عوفرا ) واخرى جنوبي الضفة الغربية.
وعاد المستوطنون الى الموقع الاستيطاني (عامونه تسافون) الواقع شمالي مستوطنة عوفرا شرقي رام الله بعد ان فكك الجيش البرج القديم الذي كان في الموقع0
وتصدى المستوطنون لجرافات الجيش التي ازالت تلك البور غير المأهولة ووقعت مواجهات بينهما في وقت هدد فيه المستوطنون باستخدام السلاح ضد الجيش الذي يتسلم تلك المهمة. كما اعد مجلس المستوطنات وخلال اجتماع طارى عقده يوم امس الاول خطة عمل تضمنت عددا من الخطوات التي سيتبعها المجلس في حال قام الجيش بمحاولة اخلاء لاي موقع استيطاني.
ومن ضمن هذه الاستعدادات اقامة مقرا لادارة الأحداث وجمع المعلومات وشكل طاقما قانونيا ليعمل على منع الإخلاء للموقع وتأمين شبكة مواصلات.
وأكد مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وغزة على انه في حال اغلاق الطرق من قبل الجيش الاسرائيلي يجب الوصول الى الموقع من خلال طرق التفافية وسيتم تزويد المشاركين فى الفعاليات بالطعام وبالمعلومات حول كيفية الفعل والقيام بالنشاطات الاستيطانية0
وعلى الرغم من أن فكرة الاستيطان العشوائي طرحها اراييل شارون في منتصف السبعينات الا أن العمل بها بدأ عام 2000 في عهد حكومة ايهود باراك وتقوم فكرة شارون على احتلال قمم الجبال الفارغة والسيطرة عليها من قبل المستوطنين لإيجاد أمر واقع جديد على الارض.
وقال مدير مسؤول وحدة المساحة والخرائط في مركز أبحاث الأراضي وليد أبو محسن: أن معظم البؤر الاستيطانية أقيمت بجوار المستوطنات الكبرى.
وحسب احصائة لمركز بحوث الاراض فقد أقام شارون منذ توليه رئاسة الحكومة 64 مستوطنة فيما بلغ عددها بالكامل 150 بؤرة استيطانية لا يتعدى معظمها الكرفانات ولا تضمن الخدمات الاساسية ،وانما يتم وضعها بطريق عشوائية لكي تكسب صفة الديمومة والشرعية من قبل الحكومة الاسرائيلية.
وأضاف أبو محسن: ان هذه البؤر تقام في مكان استراتيجي عسكري لمنع تكوين حدود فلسطينية متصلة او في اماكن امنية اى تكون حول المستوطنات الكبيرة او بعيدا عنها عدة كيلو مترات لاقامة حزام امني حولها.ويبلغ عدد المستوطنات في الضفة الغربية 256 يسكنها حوالي 400 الف مستوطن ويتوزع اكثر من نصفهم داخل حدود بلدية القدس.واشار الى ان اسرائيل تسعى من وراء الحديث عن ازالة بعض المستوطنات غير الشرعية الزج بمصطلحات جديدة من اجل اعطاء الشرعية للمستوطنات المقامة على الاراضي الفلسطيني . مؤكدا ان الاستيطان بكافة أشكاله ليس قانونيا.
وانتقدت السلطة الفلسطينية من جهتها عمليات الاخلاء واعتبرت ان ما قام به الجيش الاسرائيلي بمثابة مسرحية سياسية وما هو الا ذر للرماد في العيون.