@ نزور دولا كثيرة نأكل من مطاعمها نملأ وقود سيارتنا ونصلح خللها في ورشهم ونذهب بملابسنا وسياراتنا للمغاسل ونكتشف أن كل من يعمل هناك هم من أبناء تلك الدول. ولانسمع أو نلحظ ان كل المجتمعات تتعامل بفوقية على من يمتهن تلك المهن بل على العكس يحظى الشاب بالتقدير والاحترام لان لديه وظيفة ومصدر رزق حلال.
ولا نقرأ في صحافتهم أي خبر عن قيام شاب مواطن بالعمل في مطعم أو ورشة أو مغسلة لأن القاعدة أن يعمل الشاب في أي مجال والشذوذ أن يبقى في بيته ينتظر وظيفة يضع تفاصيلها او مواصفاتها ولكن حالنا حال غير كل العالم فصحافتنا تنشر بكل سعادة خبرا عن أن مواطنا سعوديا شابا يعمل في أحد المطاعم أو المغاسل او الورش ويصورون هذا الشاب بأنه شجاع وجريء لانه قبل مثل هذه الوظيفة ولهذا أشعر بألم فالناس في المجتمعات الاخرى تضحك علينا وعلى سلوكياتنا ونظرتنا بفوقية للاشياء، ناهيك عن أن نشر مثل هذه الاخبار وان كان فيه تشجيع للشباب على الانخراط في مثل هذه المهن الا ان فيه ايضا تكريسا لنظرتنا المتعالية والمعقدة للاشياء.
المشكلة اننا مجتمع بطيء التغيير، مقيد بمظاهر وعادات ليست لها علاقة بالاصالة بل بمفاهيم خاطئة ونظرات ضيقة للحياة وللناس تجعل الامور اكثر تعقيدا للشاب السعودي وقبل ان نبحث عن وظائف للكثير من العاطلين دعونا نبحث عن مخرج من نفق المظاهر الخداعة والعقد النفسية التي تحدد نظرتنا للآخرين وتقييمنا للامور حتى لا يكون العمل في ورش او مخبز او مغسلة عيبا للشاب وأسرته والمشكلة الاكبر والاخطر اننا نعتقد ان مجتمعنا غير، على وزن جدة غير (ولا حول ولا قوة إلا بالله).