تشمل مهارات الجنرال الذي سيحل محل الجنرال تومي فرانكس قائدا للقيادة المركزية الامريكية لغة الدبلوماسية التي ستصلح للتخاطب مع القيادات المحلية في المنطقة التي تنشط فيها الولايات المتحدة عسكريا. فقد أعلن البنتاجون تعيين اللفتنانت جنرال جون أبي زيد(52عاما) محل الجنرال فرانكس الذي قاد الحروب الامريكية في أفغانستان والعراق والذي يتقاعد من الجيش في فصل الصيف الحالي.
وكان أبي زيد اللبناني الاصل مساعدا للجنرال فرانكس منذ فبراير الماضي ومن المقرر أن يتولى الان إدارة العمليات العسكرية الامريكية في شرق ووسط أفريقيا وجنوب آسيا ومناطق كثيرة في الشرق الاوسط. ويبدو أبي زيد مناسبا تماما لمهمة في منطقة تتوجس من الولايات المتحدة وتتشكك في أسباب غزو الولايات المتحدة للعراق وفي الوقت الذي تتصاعد مشاعر العداء في العراق تجاه المحتلين الامريكيين بصورة تتجلى يوميا. وقد أمضى الجنرال أبي زيد الذي ينحدر من كاليفورنيا عامين من الدراسة في الجامعة الاردنية في عمان في السبعينات ليتعلم اللغة العربية ويدرس أوضاع منطقة الشرق الاوسط كي يحصل على درجة الماجستير من مركز جامعة هارفارد لدراسات الشرق الأوسط.
وفي حديثه مع الصحفيين في المراحل الاولى من الغزو الامريكي للعراق سئل أبي زيد عما إذا كانت الحكومات العربية التي تؤيد الولايات المتحدة يمكن أن تتراجع عن تعهداتها بسبب المعارضة القوية من جانب الرأي العام. وعمد الجنرال إلى تجنب دخول متاهة القضايا الدبلوماسية ولكنه عبّر عن تعلقه بالشرق الاوسط. وقال في23مارس الماضي "أنا جندي وأبذل كل ما في وسعي ولكني كشخص درس العالم العربي ويحب العالم العربي لي أن أقول أن معظم العرب المتعلمين الذين تحدثت إليهم يعرفون ان صدام حسين كان وبالا على العالم العربي وعلى شعبه وهم يرحبون بالاطاحة به". ومن المتوقع أن يعتمد الكونجرس الامريكي تعيين أبي زيد مع ترقيته ومنحه النجمة الرابعة وبذلك تسقط كلمة ليفتنانت من رتبته. ومع حلول أبي زيد محل فرانكس فهو سيرث وضعا معينا في العراق حيث يكافح الشعب ليقف على قدميه مرة أخرى بعد الغزو الامريكي الحاشد. ولا تزال القوات الامريكية تواجه جيوبا للمقاومة ويقتل منها جنود كل يوم تقريبا منذ أعلن الرئيس جورج بوش معركة كبرى في أنحاء البلاد.
والشعب العراقي الذي تقبل السواد الاعظم منه بارتياح طرد صدام حسين من الحكم بدأ يثور على الوضع بعد أن مل الاحتلال الامريكي وبطء عملية التعمير وإعادة الخدمات الاساسية والامن. وأبي زيد الذي سيتولى العمليات العسكرية الامريكية ينظر إليه من هم أعلى وأدنى رتبة منه بعين الاحترام . فبعد أن تخرج من الاكاديمية العسكرية عام 1973 بدأ خدمته في سلاح المشاة. وشارك في غزو جرينادا عام 1983 وكلف بعد ذلك بمهام في إيطاليا والبوسنة والهرسك وألمانيا وفي فريق الامم المتحدة في لبنان. وفي حرب الخليج عام1991 قاد أبي زيد سرية نشرت في المناطق الكردية شمالي العراق. وخدم في رئاسة الاركان المشتركة في البنتاجون ثم عين مساعدا لفرانكس.
وأعلن البنتاجون في الشهر الماضي ان فرانكس(57عاما) سيتقاعد من الجيش في الصيف الحالي وسيترك منصب قائد القيادة المركزية الذي شغله منذ يوليو2000.