لم تعهد الصحف العراقية مثل هذا التنوع من قبل.. اصبح بامكان القراء العراقيين الاختيار بين السياسة والاقتصاد والرياضة والنميمة والكثير من الفضائح عوضا عن الوجبة الموحدة المكونة من خطب واخبار صدام حسين.
وقال اكرم حسين ثابت نائب رئيس تحرير صحيفة الصباح المدعومة من ادارة الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة لم يكن لدينا صحف من قبل. كانت صفحات من الورق تنشر خطابات صدام الطويلة. وتطبع الصباح وهي الصحيفة الرسمية الوحيدة نحو 50 الف نسخة كل عدد وتصدر مرتين اسبوعيا. وهي ثاني اكبر الصحف مبيعا بعد صحيفة الزمان المستقلة اليومية التي يديرها المعارض السابق سعد البزاز. وقال مدير التحرير احمد عبد المجيدجميع نسخ الزمان الخمسين الفا التي نطبعها يوميا تنفد وهدفنا الوصول الى250 الف نسخة يوميا في اشهر قليلة. وتطبع الصحيفة في بغداد ولندن.
ويقول باعة الصحف ان تجارتهم باتت اكثر رواجا. وقال نوح الشماسي الذي يدير متجرا لبيع الصحف والكتب في بغداد منذ اكثر من عشرين عاما عددت 110 صحيفة جديدة منذ سقوط صدام... من قبل لم يكن هناك سوى خمس صحف سياسية يومية و12 اسبوعية. اكثر من نصفها كان يديرها ابن صدام الاكبر عدي. كنت ابيع مئة صحيفة في اليوم اثناء النظام السابق الآن ابيع اكثر من مئتين. وثالث افضل الصحف مبيعا في محل الشماسي هي صحيفة حبزبوز وهي صحيفة فكاهية من نوع التابلويد. ويعتمد كثير من الصحف على الفضائح لزيادة المبيعات فتنشر اخر اخبار الجريمة والفن ونميمة عن تحف صدام وعائلته. فيما تلعب بعض الصحف على وتر مشاعر الغضب المتنامي تجاه الامريكيين. وذكرت الصباح والتي تنشر التصريحات الرسمية للادراة التي تقودها الولايات المتحدة مؤخرا ان الصحف قد منعت من الحض على العنف ضد المحتلين الامريكيين كجزء من قانون اصدرته الادارة يجرم الحض على العنف. اما كيفية تطبيق هذا الحظر فهو اختبار مهم لحرية وسائل الاعلام.
وقال الصحفي خازم اشرشالقرار لا يتناسب والتصريحات الامريكية التي تقول انهم جاءوا هنا لتحرير العراق وتأسيس نظام ديمقراطي. واضاف الصحفيون العراقيون الذين تخلصوا لتوهم من القيود التي كانت تفرضها الحكومة السابقة لن يقبلوا اي اجراء من شأنه ان يقيد حرية التعبير...لا اعتقد ان الامريكيين سيطبقون هذا القرار لانني واثق من انهم لا يريدون صداما مع الصحفيين العراقيين. واتخذ الجيش الامريكي خطوة غير معتادة عندما اصدر بيانا يكذب موضوعا نشرته صحيفة الساعة ذكر ان الجنود الامريكيين اغتصبوا فتاتين. وقال البيان ان الموضوع انتهاك لحرية وسائل الاعلام. وردت الصحيفة التي يديرها رجل الدين العراقي البارز احمد الكبيسي بفصل الصحفي الذي كتب الموضوع. وكان الكبيسي اول رجل دين عراقي يقود احتجاجا في بغداد يطالب برحيل القوات الامريكية عن العراق. ويمثل كثير من الصحف الجديدة احزابا سياسية عارضت صدام وعملت بشكل سري ابان فترة حكمه او ظهرت بعد الاطاحة به. وكانت صحيفة الاتحاد التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني اول صحيفة تصدر في بغداد بعد سقوط صدام وتبعتها جريدة التاخي والتي يصدرها الحزب الديمقراطي الكردستاني. وادار الحزبان منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق عقب انتهاء حرب الخليج عام 1991 والتي طردت القوات العراقية من الكويت. واصدرت الاحزاب العراقية مثل المؤتمر القومي العراقي والحزب الشيوعي وحزب الدعوة الاسلامي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق المدعوم من ايران صحفا. كما صدرت صحف مستقلة على يد صحفيين ورجال اعمال معروفين من بينهم صاحب محلات الحلويات الشهيرة علي الحمداني الذي اصدر صحيفة الجماهير الاسبوعية. ووجد بعض القراء انفسهم غارقين في الصحف وقال الصحفي العراقي غسان القاضياعتدت ان انتهي من قراءة صحفنا في خمس الى عشر دقائق. الآن اذا اردت قراءة بعضها يمكن ان يستغرق ذلك يوما كاملا.