1- من الشخص الى النص:
1- تعتبر قضية الكتابة والكلام من القضايا الاشكالية في البنية الثقافية للحضارتين الغربية والعربية على حد سواء. وانها لتعتبر ايضا من القضايا الفاصلة بين نظام الحضارتين في الوقت نفسه.
فلقد طرحت المدرسة العربية، منذ بداياتها، قضية المكتوب فوقفت من خلالها على النص حيث اعتبرته منطلقا لكل نشاط لغوي.
وطرحت المدرسة الغربية، على العكس من ذلك قضية الكلام فوقفت من خلالها على الشخص حيث اعتبرته منطلقا لكل نشاط لغوي. وقد ابرز سوسير الموقف الاخير عبر ما قدمه من دراسات في بداية هذا القرن.
وكان من نتيجة ذلك ان تأثرت العلوم الانسانية (اللسانيات، والفلسفة، وعلم النفس، والانتروبولوجيا، والنقد الادبي، الى آخره...) بموقف كل مدرسة ونتاجها الخاص في الحضارتين، فبنت مناهجها وفقا للمنظور الذي انطلقت منه. وهذا ما يفسر لنا اهتمام العلوم العربية بالنص، واهتمام العلوم الانسانية الغربية بالشخص في كل انتاج لغوي.
ولكن لسانيات الخطاب الادبي الغربية، قد اخذت، فيما يبدو، تتجاوز موقف لسانيات الجملة كما تصورها سوسير واتباعه. فهي تشهد اليوم تطورا مخالفا لبداياتها، يسير بها نحو المكتوب. واذا كان يحق لنا ان نتكلم عن تأثير المدرسة العربية فيها، فيجب مع ذلك، ان يكون الحكم الذي ينطوي عليه كلامنا نسبيا. ذلك لأن التطور الذي نتحدث عنه هنا، انما هو افراز علمي خاص جاءت به الجهود العلمية الغربية وفقا لنسقها الذاتي، وانسجاما مع حاجتها الى تغيير أسسها النظرية، اي دون ان تتخلى عن منظورها العلماني في انشاء النظريات وابداعها، وأخيرا، اتفاقا مع نسيج رؤيتها الخاص.
2- وما دمنا، هنا، في صدد الحديث عن آخر تطور للسانيات الغربية واتجاهها نحو المكتوب، فقد رأينا، لغرض منهجي، أن نستخلص، في هذه الزاوية فرضيتين نحسب انهما الاساس الذي بنيت عليه لسانيات المكتوب الغربية والعربية، ونترك الحديث، لما سيأتي لاحقا، عن سوسير ولسانيات الكلام.
لقد قيل عن اللغة انها (مرآة الذاكرة) لانها تهتك حجاب المفاهيم التي تقولها في استعمالها الجاري، ولانها تضيء مخطط الفكر الانساني ومعناه المشترك(1).
ولكن اللغات في العالم، كعابر سبيل، تصبح هنا وتمسي هناك. وهي، لابد، آيلة الى زوالها، وزوالها هو انكسار المرآة، وانطفاء الذاكرة بتجدد يحصل في/ ومن طبيعة الاشياء، وتغير يلغي دوامها، وتبدل يحيلها الى أوابد.
فإذا كان ذلك كذلك، اي اذا كانت اللغات تعيش حياتها بين قول عابر، وكلام غير مستقر، ومصير ينتهي بها الى زوالها، فكيف قدر للانسان ان صار كائنا مستمرا، ولم يمنعه قصر أجله، وزوال لغته ان ينتهي الى غده متكلما؟ ثم كيف قدر للغته المتغيرة ان تقول جملة مفاهيمه المتجددة ومعارفه المتراكمة، وتكشف له عن غطاء الفكر باشتراك وتواضع، واصطلاح يقوم به اجتماع أبناء جنسه؟
في الواقع، هناك فرضيات كثيرة تولت الاجابة عن مثل هذه التساؤلات. غير اننا، في ميدان لسانيات المتكوب، نستطيع ان نقترح اثنتين جعلتا الاهتمام بالخصائص الذاتية لمناهج الفكر الناطقة بها اولى: الاولى علمانية، ويكون الانسان فيها منتجا لنفسه. والثانية حضارية، ويكون الانسان فيها مخلوقا يسر لما خلق له. والجدير بالذكر ان الفرضيتين تلتقيان، بهذا الشأن، على امر واحد، وتناقضان معا نظرية سوسير في الثقافة الغربية كما سنرى:
@ - اما الاولى، فترى انه لما كانت قدرة الانسان الادراكية هي اهم سماته المميزة، فقد علم انه، اذا زالت لغته وبادت، صائر الى زواله لا محالة. فسعى سعيه لحفظ جنسه بارث ينقله الى الحاضر، ويمتد به الى المستقبل، واحدث الكتابة مرآة للغة وحافظة لجملة مفاهيمه ومعارفه. فان زالت لغته الاولى وبادت، بقي هو بعدها حاملا ارثه متكلما غيرها ناقلا الى الثانية مخزون المفاهيم والمعارف التي سجلتها الكتابة عن الاولى.
@ - واما الثانية، فترى ان الانسان مخلوق لما يسر له من الادراك للغة والكتابة. فهو، ميسر للادراك، باللغة يفصح، فيخرج بهذا من (حريم البهيمية)، الى كائنه الانساني. وهو بالكتابة، مهيأ لها ومسخر، يسجل برهان انسانيته، فيرسم بهذا تاريخه الخاص. وهو باللغة مكتوبة، يخترق قوانين زواله ليرسي بها قوانين استمراره. وهو بالكتابة مقروءة يتجاوز حدود كائنه الانساني، ويتخطى زمنه واجله ليكون كائنا كلاميا، ونصا مفتوحا على قراءات لا تنتهي، فيصير بهذا في الوجود مقدار الوجود في بقائه.
2- المكتوب في نظام الثقافتين الغربية والعربية:
لكي ندخل مباشرة في صميم الجدل القائم حول هذه القضية، نكتفي بطرح السؤال التالي: هل الكتابة اشارة لسانية ام اشارة سيميولوجية؟
يحيلنا الجواب، في الواقع، الى نظامين من نظم اللسانيات: الاول غربي، وقد أسس لنفسه نظرية نستطيع ان نسميها لسانيات اللغة والكلام. وهي المعمول بها اليوم في العالم اجمع. والثاني عربي، وهو نقيض الاول، وقد أسس لنفسه نظرية نستطيع ان نسميها نظرية اللغة والمكتوب.
1- نظام الثقافة الغربية:
أ - لقد ذهب سوسير في كتابه Cours de linguistique (2) generale الى تحرير اللغة وعزلها عن الكتابة. ذلك لأن الكتابة، كما وقع في ظنه، (تغتصب) اللغة وتدمرها. انه يقول (تحجب الكتابة رؤية اللغة: فهي ليست لباسا لها ولكنها تحريف وتزوير) (3). ولهذا فهو لا يرى الاشارة اللسانية الا ضمن اللغة والكلام. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا الموقف المبدئي، فانه يقول: (تقارن اللغة بنسق الاشارات المعبرة عن الافكار، وهي بهذا تقارن بالكتابة، وبحروف هجاء الصم والبكم، وبالشعائر الرمزية، وبأشكال الآداب العامة، وبالاشارات العسكرية، الى اخره، غير انها اكثر اهمية من هذه الانساق) (4).
واذا دل هذا على شيء، فإنما يدل على اعتبار الكتابة اشارة يقارن نسقها بالنسق اللغوي، ولكنها اشارة غير لسانية، مثلها في ذلك مثل باقي الاشارات التي تعبر عن الأفكار، وان دخولها ميدان السيميولوجيا، إذا، أولى من دخولها ميدان اللسانيات.
ب ـ ويخالف هلمسلف سوسير، ويرى أن:
@ - النص المكتوب، بالنسبة الى اللساني، يحمل القيمة نفسها التي يحملها النص المتكلم.
@ - ويرفض ان يرى سبقا للجوهر الكلامي على الجوهر الكتابي، وبالتالي فهو لا يعتقد ان الجوهر الكتابي مشتق من الجوهر الكلامي(5).
جـ - ويتابع مارتينه ما ذهب اليه سوسير فيناقش آراء هلمسلف ويتصدى لها. ويذكر أن:
@ - كل البشر يتكلمون، ولكن قل من يعرف الكتابة منهم (6).
@ - وأن الاطفال يتعلمون الكلام قبل ان يتعلموا الكتابة بزمن طويل (7).
@ - وانه اذا كان ثمة انطلاق، فيجب ان يكون من العبارة الشفوية: وذلك لكي نفهم الطبيعة الواقعية للغة الانسانية (8).
د ـ ويذهب جاك ديريدا في كتابه La Grammatologie مذهبا آخر، يتبنى فيه الكتابة، واليها يرجع أصل اللغة.
وقد ناقش ديريدا في كتابه هذا اقوال سوسير، وفسر موقفه تفسيرا بين فيه انه مستمد من مفهوم للغيب دفع به وبخلفائه الى اتخاذ هذا الموقف من الكتابة(9).
هـ ـ ويخرج رولان بارت بموقف جديد يخالف فيه سوسير، ويقلب نظم المفاهيم التي أسسها: فسوسير، كان قد اعتبر أن اللسانيات جزء من السيميولوجيا (علم العلامات والإشارات)، فأكد بهذا على خصوصية الكلام إشارة لسانية مستقلة عن غيرها ضمن النظام الاشاري العام.
ورأى رولان بارت، على العكس من ذلك، ان السيميولوجيا جزء من اللسانيات، فأدخل الكتابة، التي عزلها سوسير، ضمن النظام اللساني، لتصير بهذا اشارة لسانية. بل لقد مضى بارت الى اكثر من هذا، فاعتبر كل الاشارات اشارات لسانية تملك القدرة على التعبير. انه يقول: (يجب ان نقبل في النتيجة، ومن الان فصاعدا، امكانية قلب قول سوسير في يوم من الأيام: ليست اللسانيات جزءا، وان كان مفضلا، من علم الاشارات العام، ان علم الاشارات هو جزء من اللسانيات) (10).
2- نظام الثقافة العربية:
@ - اذا كانت اللسانيات، بمعناها العلمي، قد بدأت، مع سوسير منذ بداية هذا القرن، انطلاقا من اللغة والكلام، وعزلت الكتابة عن ميدانها، فان التفكير اللساني ومنهج العمل فيه، قد بدأ عند العرب انطلاقا من المكتوب: اي من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وسار باتجاه اللغة والمكتوب.
واذا كان ديريدا قد رأى في رفض سوسير ادخال الكتابة ضمن النظرية العامة للسانيات موقفا غيبيا، فلأن سوسير كان قد وضعها خارج اللغة والكلام. ولكن الكتابة عند العرب، ومنذ الاسلام، تقوم على موقف غيبي من حيث الأساس. ومع ذلك، فهي لا تمثل، في منظورهم، شيئا يقع خارج اللغة والكلام. ذلك لانها بهما تسير نحو الواقع وعليهما تؤسس حضارة الكلمة المقروءة.
وقد كان لهذا التباين اثره في تكوين القضايا وطرح الاشكاليات، ولذا نرى ان اللسانيات، في نظام الثقافة الغربية، قد اكتفت بطرح اشكالية الكتابة ازاء قضية اللغة والكلام. بينما نرى ان التفكير اللساني، في نظام الثقافة العربية، قد تعددت اشكالياته وتنوعت. بل، لقد كونت كل اشكالية قضية تطرح اشكاليات اخرى، فقام عند القوم نظام التفريع، والتوليد، والمضاعفة، والازدواج، والرفع، والضم، والنصب، والتبعية بالاضافة، والجار والمجرور، والاشتقاق كبيره وصغيره الى آخر ما هنالك من مصطلحات معروفة، اضطروا معها الى استخدام المنهج الرياضي في حل مشكل اللغة ورموزها، وذلك الى جانب الدرس البلاغي والبياني. ومن الاشكاليات التي طرحت اذ ذاك: اشكالية الخلق، اي المحدث والقديم في مكتوب القرآن وكلامه، واشكالية الانسان متكلما، واشكالية الثابت والمتحول، واشكالية العقل واللغة، واشكالية اللغة والكتابة، واشكالية الكتابة والغيب، واشكاليات اخرى تحدث بها الاصوليون والفقهاء، والمتكلمون والفلاسفة، والنقاد والنحاة، مما جعل التراث العربي تراثا فريدا بين تراث الامم اللغوي.
@ - ولكن ما كان لهذه القضايا ان تثار، ولهذه الاشكاليات ان تطرح لو لم يكن النص القرآني والحديث النبوي هما الباعثان على ذلك. ولذا، فقد ذهب الدارسون الى دراسة النص، وعملوا على استخراج قوانينه: صوتا، ونحوا، ودلالة. وتشعبت الدراسات شعبتين: الاولى، وبحثت في مكونات النص وأنساقه، وكانت غياتها الوصول الى تفسير له. ويمكننا ان نضع على رأس هذه الطائفة الامام الشافعي. اذ هو يعتبر بحق اول من وضع علم الاصول واسس له، وهو اول من اعطى كلمة النص قوة المصطلح والمفهوم بما وضع له من شروط في تفسيره واستنباط احكامه. ولم يقف أثره عند حدود النص القرآني، فقد انتقل الى دراسة الادب ايضا، فنشأت الشعبة الثانية من الدراسات، وكان على رأسها الجاحظ، وابن وهب، والجرجاني وغيرهم كثير. وقد بحثت هذه الشعبة في القوانين التي يصير النص بها الى وجوده.
ان هذا يجعلنا نؤكد ان النص هو الاساس الذي انطلق منه العرب لدراسة اللغة. وقد نشأت عن هذا المنطلق فروع علمية عدة اختص كل واحد منها بجانب من الدرس اللغوي. فكان هنا الجانب الصوتي، والصرفي، وموسيقى الشعر وأوزانه، كما كان هناك الجانب اللفظي والمعجمي، والجانب الاشتقاقي، والجانب النحوي والتركيبي، والجانب الدلالي بكل مستوياته: السياقي، والنصي، والتطوري، وغير ذلك من الجوانب.
وان دل هذا على شيء، فانما يدل على ان القدماء قد جعلوا من النص أساسا لكل بحث لغوي. ولعل هذا ما ادى - ونحن لا نستبعد ذلك - الى ميلان لسانيات النص في عصرنا هذا، وذلك بعد ان خطت لسانيات الجملة بونا شاسعا.
@ - واذا كان هذا هكذا، فان ما ذهب اليه عابد الجابري يضعه بعيدا عن الأساس الحقيقي الذي قام عليه البحث اللغوي عند القدماء. ذلك لانه بنى تصوره على فرع من فروع لسانيات الجملة.
وقد كان اولى به ان يعمد الى لسانيات النص لتكون قاعدة له في فهم النشاط اللغوي العربي ومنطلقاته واشكالياته، لاسيما ان لسانيات الجملة كما بدت في طروحاته تقوم على المفهوم (السوسيري) في اللغة والكلام، انه يقول: (كانت الاشكالية الرئيسة والاساسية في النظام المعرفي البياني تدور حول محور واحد هو العلاقة بين اللفظ والمعنى، كيف يمكن إقامتها وضبطها، وما هي أنواعها) (11).
وفي معرض الرد على هذا القول نود أن نشير الى أمور ثلاثة:
أولا: ان معنى الاشكالية هو (علم طرح المسائل)، وقضية اللفظ والمعنى ليست علما، وهي بالتالي لا تقوى على طرح المسائل، ولأن الاشكاليات (تدل على مجموعة من المسائل التي يطرحها علم من العلوم، في سياق ايديولوجي معين. او هي تعبر عن كشف علمي كبير، او عن قطيعة،، وفي الواقع، فانه يمكن تعريف الاشكالية دائما بوساطة الافق الايديولوجي الذي ولدت فيه. ويمكن لها ان تكون علمية او فلسفية، وهي مفتوحة دائما على اعتبار أنها تتبدل مع معطيات المعرفة) (12). هذه هي الاشكالية La problematique وهذا هو تعريفها ومعناها. ونحن نعتقد انها اكثر انطباقا على الامور التي سبق لنا ان اشرنا اليها باسم الاشكاليات، ولا ندري لماذا غاب هذا عن ذهن المفكر الكبير.
ثانيا: اللفظ والمعنى وحدتان لسانيتان عني العرب بهما ضمن مقولة النص. ذلك لان نظرهم قد اتجه من خلال هذا الأمر الى لسانيات المكتوب.
واذا اخذنا كتاب (مفتاح العلوم) للسكاكي، فسنرى انه قد رتب أبوابه بما يتناسب ودراسة النص، ان تفسيرا وان انتاجا. وقد عالج فيه علاقة اللفظ بالمعنى ضمن علاقة اكبر هي علاقة النص بأجزائه او بمكوناته. وغير السكاكي نهج هذا النهج أيضا. ويدل هذا أنهم كانوا اصحاب نظرة كلية وشمولية يستحيل معها الانطلاق اكتفاء بالفروع دون الأصول، وبالجزئيات دون الكليات. ولذا نراهم قد أسسوا جملة من العلوم (كعلم الاستدلال)، او (علم خواص تركيب الكلام)، وغير ذلك من العلوم، فكان منها ما يختص بلسانيات النص، كما كان منها ما يختص بلسانيات الجملة، غير انها جميعا تدخل ما سميناه بلسانيات المكتوب.
ونستدل على هذه الشمولية بالتعريفات التي استخدموها. فتعريف (الحد) جاء عند السكاكي بقوله: (الحد عندنا.. وعبارة عن تعريف الشيء باجزائه، او بلوازمه او بما يتركب منها، تعريفا جامعا مانعا) (13) وهذا امر معروف عندهم وغني عن البيان.
ثالثا: اما عن علاقة اللفظ بالمعنى كوحدتين مجردتين، فقد انتهوا في ذلك الى ما انتهت اليه اللسانيات الحديثة، اي الى اعتبارها علاقة قسرية غير عقلية. يقول الغزالي: (لا مجال للعقل في اللغات) (14). ويشرح الرازي الامر، فيقول: (وذلك لان العقل لا طريق له الى معرفة اللغات ألبتة، بل ذلك لا يحصل الا بالتعليم، فان حصل التعليم حصل العلم به، والا فلا) (15). ولكنهم بحثوا في أثر المعنى ضمن السياق، وبالتالي ضمن النص، وهذا امر مختلف لا علاقة له بما عناه الجابري. ولذلك ارتقوا باللغة ونظامها والنص ونظامه الى نظام معرفي أعلى صار فيه طرح الاشكاليات ممكنا. ومن هنا كان تأسيسهم للسانيات المكتوب، يدفعهم الى ذلك هم معرفي أصيل.
وأخيرا يمكننا أن نوجز، فنقول: ان هذه القضايا وما تطرحه من اشكاليات في نظام الحضارتين، لتعتبر ليس فقط من القضايا الفاصلة بينهما، ولكن ايضا من القضايا التي تدل على عمق المساهمة العربية، لسانيا، وفلسفيا، وحضاريا، في النشاط اللغوي العلمي.
المصادر والمراجع:
1- انظر تشومسكي: Reflexion sur le Langage. P.12
2- انظر الفصل الخامس والسادس من كتاب سوسير المذكور.
3- المرجع السابق والصفحة. ص51.
4- المرجع السابق. ص33
5- Bulletin de la societe linguistique de Paris.Tom 42.P.40
6- المرجع السابق ص53
7- Element de Linguistique generale.P11
8- المرجع السابق. ص53
9- انظر الفصل الثاني من كتاب ديريدا المذكور.
10- Communication. 4P.2
11- بنية العقل العربي. ص43
12- Dictionnaire: La Philosophie, Tom3 P. 549 - 550
13- مفتاح العلوم. ص436
14- المستصفى من علم الأصول. جـ 1. ص165
15- مفاتيح الغيب. جـ 3. ص176