DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ليلى شايب

دول ترسل أدوية منتهية الصلاحية للعراق

ليلى شايب
 ليلى شايب
كشفت منظمة الصحة العالمية ان بعض الدول أرسلت إلى العراق أدوية توشك تواريخ صلاحيتها على الانتهاء، بالإضافة إلى أدوية مكررة، وغير ماسة الحاجة.. كما كشفت عن خلل في المساعدات التي تقدم من قبل بعض الدول والمنظمات غير الحكومية للشعب العراقي، الذي قالت المنسقة الإعلامية في المنظمة ليلى شايب في حوار لها مع (اليوم) من بغداد: ان الوضع الصحي الذي يعيشونه يعتبر ضعيفا جداً. وتمنت ان يصل الوضع الصحي إلى ما كان عليه قبل نشوب الحرب الأخيرة وهو الوضع الضعيف. وقالت ان العراق بحاجة خلال الأشهر الستة القادمة إلى 20 مليون دولار، لإعادة إنشاء بعض المرافق الطبية، مثل المختبرات، وكذلك لتشغيل المستشفيات ودفع رواتب الأطباء العراقيين، الذين وصفتهم بأنهم كفاءات طبية عالية جداً.. وفيما يلي نص الحوار: تقييم ضعيف جداً @ كيف وجدت الوضع الصحي في العراق؟ ـ العراقي لا يعاني من أزمة إنسانية حرجة، لكن تقييم الوضع الصحي فيه ضعيف جداً، خصوصاً في بغداد، لعدم وجود حكومة وجميع البرامج الصحية المتعارف عليها غير مفعلة. كما لا يوجد مراقبة للأمراض الانتقالية المقررة لكل فصل من فصول السنة، كما كان عليه الوضع في السابق من خلال إدارة الطب الوقائي، التي كانت تدير برنامجاً يشمل مراقبة الجودة في المستشفيات وفحص موزعي الأغذية والمواد الغذائية ومراقبة دورية لسلامة المياه وفحصها. ففي فصل الصيف يجب ان تكون هناك مراقبة للأمراض الوبائية، مثل الكوليرا، التيفوئيد، الإسهال. هذه الأوبئة يجب توثيقها في سجلات المستشفيات، يجب ان توفر الحماية والحرية للفرق الطبية، للتجول خارج المدن، والتحري عن الحالات التي يمكن ان تصل إلى أسماعنا، لكننا اليوم نعاني من فقدان المراقبة الطبية، كما ان الأمن للأطباء مفقود. فالوضع الأمني حالياً صعب جداً، وهذا يعيق كثيراً عمل الأطباء والممرضات، اللواتي يعملن في المستشفيات، لما يتردد من أخبار حول حالات خطف النساء، والقتال في الشوارع، الذي يحدث بعضه في بغداد حالياً. 80 حالة كوليرا @ هل تعتبرين الوضع الصحي ميئوس منه؟ ـ لا توجد أوبئة في العراق، لكن يوجد كوليرا في البصرة، حيث تم اكتشاف 80 حالة خلال الشهر الماضي فقط، بينما لم تكتشف طيلة العام الماضي (2002م) إلا 38 حالة. علماً ان ما اكتشف من حالات عن طريق الأخصائيين في منظمة الصحة العالمية تم بطريق الصدفة المحضة، ونحن متأكدون من ان هناك مئات الحالات الأخرى التي لم يتم اكتشافها. ولعدم وجود مختبرات متخصصة في العراق، حيث تم تدميرها وسرقة محتوياتها بعد سقوط الحكومة، لذا تم إرسال العينات إلى مختبرات في الكويت، وجاءت النتائج إيجابية، تؤكد الإصابة. والكوليرا مرض لا يعد خطيراً، إذا تمت معالجته، وأعطي المريض الدواء اللازم. إنشاء محطات تنقية @ هل توجد أدوية كافية لعلاج الحالات المصابة؟ ـ توجد أدوية كافية في الجنوب العراقي. كما تم توفير أملاح لإعادة التوازن في الجسم، ومشكلة البصرة هي في عدم توافر الماء الصالح للشرب. وإذا كانت هناك جهود لمواجهة هذا الداء الوبائي فيجب ان نتوجه للسبب المرض، أي ان ننشئ محطات لتنقية المياه، فالناس وبشكل خاص خارج المدن يعتمدون على مياه النهر غير المعالجة، والمياه المعالجة أصبحت تباع في العراق، وثلث السكان هم اليوم من يملك القدرة على شراء المياه المعبأة في زجاجات. كما تحتاج البصرة تحديداً إلى إعادة إنشاء المختبر المركزي الذي نهب بالكامل، والذي تبلغ تكلفة إعادة بنائه قرابة 200 ألف دولار، فاكتشاف الحالات المصابة مبكراً يمكن من محاصرة المرض وعلاج المصابين، ومنع انتشار المرض، خصوصاً ان الكوليرا مستوطنة في البصرة. طموحنا هو مستوى (الضعيف) @ تحدثت عن الوضع الصحي في البصرة.. ماذا عن تقييم الوضع في عموم العراق؟ ـ الوضع الصحي في العراق قبل حرب عام 1991م كان ممتازاً جداً، وكان العراق من أفضل الدول على مستوى الشرق الأوسط من حيث الوضع الصحي، وبعد الحرب تردى الوضع كثيراً، وتحسن مع بدء برنامج النفط مقابل الغذاء، الذي بدأ عام 1996م، حيث تم توفير مواد غذائية وأدوية لكافة الأمراض المزمنة واليومية، وبقي الوضع يتراوح بين متوسط إلى ضعيف، ولم يصل الوضع الصحي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب الثانية، غير أننا نحاول الآن ان نصل إلى المستوى الضعيف الذي كان موجوداً قبل الحرب الأخيرة. كفاءات طبية عالية @ هل هناك نقاط إيجابية في الوضع الصحي في العراق؟ ـ العراق يملك أطباء ذوي كفاءات عالية، كما ان المصحات لم تتعرض كثيراً للخراب، فالدمار طال بعض المستشفيات والأجهزة، مثل المختبر المركزي في البصرة، وقد طالبنا عدة جهات بإعادة تجهيزه، وهذا المختبر كان يغطي أربع محافظات في الجنوب العراقي.. والآن لا يوجد مختبر يمكن فحص الأمراض فيه، ومعظم الأمراض تشخص بالخبرة. وخلال فترة وجودي في البصرة اعتمدنا على مختبرات الكويت، ولكن هل يمكن ان يعتمد في تشخيص أمراض 26 مليون شخص على مختبرات في دولة أخرى. يجب علينا ان نساعدهم في إنشاء مختبرات في جميع المحافظات، لا ان نكتفي بدفع راتب 20 دولاراً للطبيب الذي يعمل بدون أجهزة ولا أي تجهيزات أساسية.. المطلوب هو توفير ميزانية للمستشفيات وأخرى خاصة بالمصروفات التشغيلية. ومنظمة الصحة العالمية بحاجة إلى 20 مليون دولار شهرياً في العراق، للإنفاق على رواتب العاملين فيها من خارج المنظمة، للعمل على تشغيل المستشفيات وتوفير لوازمها الصغيرة، فالعراق يحوي 140 مستشفى، بحاجة إلى 20 مليون دولار لمدة 6 أشهر حتى تستطيع تحسين الوضع الصحي، وتصبح فيه حكومة تتكلف بهذه الميزانية. العراق لا يحتاج إلى خبرات صحية، بل يحتاج إلى أموال تساهم في إنشاء وإعادة إنشاء مستشفيات ومرافق طبية وتوفير بعض الأدوية للأمراض المزمنة مثل السكري والقلب والسرطان. أدوية غير ضرورية @ ماذا عن المساعدات الطبية التي أرسلتها بعض الدول؟ ـ مع بداية هذه الأزمة وجدنا بان جميع الأدوية التي ترسل للعراق كانت تخص الأمراض الوبائية، مثل الكوليرا، والأمراض المتعلقة بالحروب، بينما ترى منظمة الصحة العالمية ان العراق بحاجة ماسة إلى أدوية الأمراض المزمنة، فعلى سبيل المثال في العراق 600 ألف مصاب بمرض السكري، وهم بحاجة إلى الأنسولين، وبدونه قد يموتون. تصرفات غير مقبولة @ شراء الدواء ألا يجب ان تقوم به الأمم المتحدة، خصوصاً بان العراق يملك أرصدة كانت مجمدة في بعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة؟ ـ ربما.. ولكن هناك مشكلة أساسية نعاني منها، فقد تكدست هذه الأدوية في المخازن، لكننا نفتقد الأمن لتصريف هذه الأدوية على القرى البعيدة نسبياً عن المدن التي توجد بها المخازن، كما ان كثيرا من الدول أرسلت أدوية متشابهة، فأصبح هناك تكدس لأنواع محددة من الأدوية. إضافة إلى ان بعض الدول أرسلت أدوية تنتهي صلاحيتها بعد أسبوعين أو ثلاثة من تاريخ إرسالها، فهي ربما فضلت ان لا تلقيها في الزبالة، فأرسلتها للعراق. ومنظمة الصحة العالمية لا تقبل مثل هذا التصرف، الذي يحدث في كل الحروب. مثل كوسوفا، حيث أرسلت بعض الدول أحذية لرجل واحدة، وهذا كلفنا مبالغ إضافية لاتلافها. @ هل التجاوب في إمداد العراق باحتياجاته الطبية كان ملموساً؟ ـ مستوى ما أرسل نستطيع القول بأنه متوسط، الدول والمنظمات غير الحكومية أرسلت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أطنانا من الأدوية، ولكن المهم هو تجهيز مخازن لها، وهذا بحد ذاته يشكل عبئاً علينا. قرارات سيادية @ هل لكم دور في اختيار الأدوية التي ترسل للعراق؟ ـ نحن لا نتدخل في القرار، فهذا أمر سيادي، ومع سقوط الحكومة في العراق تلقينا طلبات من أطباء وتقنيين في الصيدليات المركزية باحتياجاتهم من الأدوية، لنشتريها ونوفرها لهم، ونرسلها إلى بغداد وبقية المدن، قبل الحرب بأسابيع قمنا بشراء أطنان من الأدوية، وتم وضعها في البلدان المجاورة (الأردن، تركيا، إيران والكويت). تحسباً لوقوع الحرب. دراسات ميدانية @ هل قمتم بوضع دراسات ميدانية للوضع الصحي في العراق بعد الحرب؟ ـ نحن متواجدون في العراق منذ الخمسينات، ونقوم بدراسة الأوضاع الصحية بشكل دائم، وبعد الحرب تفقدت المنظمة 569 وحدة صحية، من بين 3061 وحدة صحية، كما تفقدنا 1000 مركز للرعاية الصحية الأولية من 1553 مركزاً، وقدمنا تقارير عن كل مركز، يشتمل على التخريب الذي طال المنشأة، المختبر، الملفات الطبية، وقد تعاونت جهات كثيرة مع المنظمة في هذا الصدد. وحالياً هي في طريقها للتحليل، للوقوف على مكامن الخلل. وقد لاحظنا بان عدد السيدات اللواتي يلدن في البيوت وصل إلى 80%، والسبب يعود في الغالب إلى المشاكل والنقص وانعدام الأمن، خصوصاً في المساء، ومن واجب قوات الاحتلال توفير الأمن للمواطنين بالدرجة الأولى؟ نقص في الممرضات @ كم عدد الكوادر الطبية في العراق؟ ـ بين الأطباء والممرضات يوجد في العراق 140 ألف طبيب وممرضة، وإذا ما قورن هذا العدد بتعداد الشعب العراقي الذي يصل لقرابة 26 مليوناً فإن هناك نقص حاد في عدد الممرضات، سواءً قبل الحرب أو بعدها. الوضع الصحي يتردى في العراق بشكل دائم، بسبب تردي الوضع الأمني. العراق بحاجة إلى المستشفيات الميدانية أو المساعدات العاجلة خلال الحرب، ولكن بعد انتهائها واستتباب الأمن سيكون على الدول الراغبة في المساعدة تأهيل المستشفيات الموجودة في العراق. دعم أوروبي @ كيف يتم تأمين تكاليف المشاريع الصحية التي تنفذها منظمة الصحة العالمية في العراق؟ ـ نحن نحصل على مساعدات أوروبية لإنشاء مشاريع صحية، وتقوم الدول المانحة بعمل لجنة متابعة لكل دولار يدفع، ويتم المشروع حتى يتم إنجازه كاملاً، كما أننا نزودهم بتقارير دورية عن المراحل التي وصل إليها. العراق بحاجة إلى مساعدته في كل شيء. استجابة المحتلين @ توفير الخدمات الصحية للشعب العراقي واجب القوات المحتلة.. ما مدى تجاوبهم في هذا الصدد؟ ـ فعلاً هذا الدور يقع بالدرجة الأولى على قوات الاحتلال، حسب اتفاقية جنيف التي نظمت هذا الأمر، نحن تحدثنا معهم ووجدنا تجاوباً من القوات البريطانية في البصرة. وأعتقد ان هناك استجابة، ولكنها بطيئة، مثل عمل حراسة على المنشآت الصحية، ولكن بعد ان تم تخريبها، ولكن في المقابل فإن القوات البريطانية جلبت الكثير من الأدوية إلى البصرة.
المنسقة الإعلامية في منظمة الصحة العالمية تتحدث لـ (اليوم)
أخبار متعلقة