أخبار متعلقة
تمثل افلام الكرتون الامريكية نسبة كبيرة من افلام الكرتون التي تعرض على الشاشات العربية سواء المدبلجة منها او التي بلغتها الاصلية, الامر الذي يثير حفيظة الكثير من الباحثين والمهتمين بشئون الطفل حيث انه يمثل خطرا على الطفل العربي.
ومن المؤكد حسب الدراسات التربوية ان الطفل يميل الى التقليد فهو يقوم بالقفز من الاماكن العالية كما يفعل تان تان وغيره من ابطال المسلسلات ويستخدم العنف كما يفعل طرزان وحتى البنات لاشك انهم سيقلدن بطلات افلام الكرتون الامريكية التي تميل الى العنف وقتال الرجال وزجها في المعارك ذات الطابع العنفي وكانها مجرمة محترفة.
فما هو يا ترى مصير الاطفال العرب؟
تقول الدكتورة سوزان القليني في حديث نشر في موقع (محيط) على الانترنت: يشكل عصر الانفتاح الاعلامي والتزاحم الفضائي تحديا كبيرا امام ثقافة الطفل العربي, حيث انطلقت الفضائيات الاجنبية تحمل انماطا ثقافية ومنظومة قيمية وسلوكيات اجتماعية واستهلاكية دخيلة على المجتمعات العربية, ولم يعد خافيا على احد ان القوى السياسية والاقتصادية المهيمنة على وسائل الاعلام الدولية العابرة للقارات تقوم بتوظيفها لخدمة مصالحها الاستراتيجية.
وتحذر القليني من تبعات الانجرار خلف تيار الامركة في الافلام الكرتونية التي ستقضي على ثقافة الطفل اذا ما روعيت الكثير من الامور, مؤكدة التصدي لهذا الاختراق الثقافي بتلبية احتياجات ورغبات واهتمامات الطفل العربي.
وفي استطلاع نشر على موقع (المنتدى) قال الدكتور احمد عبدالرحمن الغامدي من جامعة ام القرى: من البديهي ان يكون المجتمع قد ادرك ان تأثير (التلفزيون) عموما على الاطفال يأتي من خلال الرسوم المتحركة ومتابعتهم لها لمدة قد تصل الى عشرة الاف ساعة بنهاية المرحلة الدراسية المتوسطة فقط.. وهذا ما اثبتته البحوث والدراسات من خلال الواقع المعاش.
وقالت الكاتبة سارة الخثلان: من العوامل التي تؤدي الى انحراف الطفل ما يشاهده من خلال شاشة (التلفزيون) خاصة (افلام) الرسوم المتحركة التي قد تبلد ذكاء الطفل وتضعف عقيدته وتميع خلقه لان الطفل اشبه ما يكون بالمادة (اللدنة) فسرعان ما يتشكل بما يشاهده فيأخذ احط العادات واقبح الاخلاق.
وتضيف: بل يسير في طريق الشقاوة بخطا سريعة فالرسوم المتحركة تلعب دورا كبيرا في شد انتباه الطفل ويقظته الفكرية والعقلية, وتحتل المركز الاول في الاساليب الفكرية المؤثرة فيعقله لما لها من متعة ولذة.. على الرغم من ان الرسوم المتحركة التي تعرضها الفضائيات لا تعتمد على حقائق ثابتة وانما على خرافات واساطير ومشاهد غرائزية لا يمكن الاعتماد عليها في تنشئة اطفالنا وهي في الاصل قادمة من دول بعيدة كل البعد عنا في الدين.
ولا ينعكس خطر الافلام الكرتونية وافلام العنف مع الاطفال العرب فقط, فقد اجريت دراسة في الولايات المتحدة مع اربع قنوات تلفزيونية تذيع 12 برنامجا للاطفال وكانت النتيجة ان البرامج تضمنت 22 عملية اغتيال و16 معركة بالمسدسات والرشاشات و27 معركة بالايدي و4 حالات انتحار.
وصنفت احدى المنظمات الامريكية المتخصصة في دراسة العنف في التلفزيون كثيرا من البرامج التي مازالت تعرض على شاشاتنا العربية على انها تتضمن درجة عالية من العنف مثل توم وجيري.
فان كان الخطر محدقا بالاطفال الامريكان انفسهم فالاولى ان يتضاعف الحرص على اطفالنا العرب من هذا الخطر.
ومن هذا المنطلق وجه العديد من التربويين نداءات متكررة الى مسئولي الاعلام في الوطن العربي للعناية بما تقدمه الشاشات العربية وان تنحى الافلام الامريكية جانبا او تقلل منها وتختارها بعناية وكذلك الحد من التزايد المرعب لاقسام الترجمة والدبلجة للافلام الغربية والامريكية بالتحدي لانها تنقل الثقافة بلغتنا مشددين على اهمية صنع افلام كرتون مناسبة لقيمنا واخلاقنا العربية.