أخبار متعلقة
مركز دبي للاعمال الفنية هو احد كبار الجهات الدائرة في صناعة الدراما العربية. فعلى مدار 31 سنة هي عمره انتج خلالها العديد والعديد من المسلسلات والاعمال الدرامية التي ناقشت القضايا العربية، وكل ما يهم المواطن العربي ويحسب له اهتمامه بالتجمع العربي الفني في اعماله، فهو يستعين بعدد كبير من النجوم سواء ممثلين او مخرجين او مصورين او مونتيرين من دول عربية مختلفة، كما انه يعطي الفرصة للجيل الجديد بالظهور من خلال ما يقدمه.
(اليوم) التقت عمر غباشي مدير عام المركز ورئيس جمية المسرحيين الاماراتيين، وتحدثت معه حول الدراما في المملكة والدراما العربية بشكل عام وواقعها واهم مشكلات تسويق الاعمال الفنية، والحركة المسرحية العربية، وكيفية مواجهة صناع الدراما العربية للغزو الاوروبي للاسوق العربية، فكان الحوار التالي:
@ الدراما السعودية.. كيف تراها؟
- هي دراما جيدة ومتطورة فاشقاؤنا السعوديون يبذلون قصارى جهدهم للنهوض بها ليواكبوا التطور السريع الذي يحتاج لجهد اكبر كما ان المملكة تمثل لنا سوقاً كبيراً نعرض فيه انتاجنا. ككل الوطن العربي، والذي نستعين فيه بنجوم من المملكة.
@ والدراما العربية هل هي معبرة عن الواقع العربي؟
- لا يمكن ان نقول انها غير مؤثرة فهي مؤثرة ومعبرة عن قضايا الامة العربية، وبها اسقاطات على هذا الواقع سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية.
@ وعلى المستوى العربي.. في أي موقع ترى الدراما الاماراتية؟
- بالطبع الدراما المصرية هي التي لها الصدارة في الوطن العربي بحكم تاريخها الطويل ووجود عدد كبير من النجوم والممثلين المحترفين، ويوجد بها نقابات فنية تنظم العمل الدرامي بها اما دراما الامارات فما زالت ناشئة، وهذا لو تحدثنا عن الدراما المحلية البحتة. اما عن انتاج درامي محلي فسنجد انه متطور جداً، بل ينافس على مستوى الوطن العربي فمثلاً مؤسسة الخليج او مركز دبي انتجا عدداً كبيراً من الاعمال الدرامية والخليجية التي لاقت صدى على مستوى الوطن العربي من المحيط للخليج.
@ ولو حاولنا المقارنة بين دراما مصر والامارات؟
- ستكون مقارنة غير منصفة فيكفي انه يوجد بمصر اتحاد النقابات الفنية الذي به حوالي 120 الف فنان وفنانة في الفنون المختلفة. كذلك على مستوى الاستديوهات المجهزة للدراما، ومن حيث الكم تنتج مصر عدداً هائلاً من المسلسلات، اما الامارات سواء عن طريق تليفزيون دبي او العربية للانتاج، تليفزيون ابو ظبي، مركز دبي فلا تنتج مثل هذا الكم. وانما نوعية مميزة لها صدى كبير على الوطن العربي. ولكن الدراما المحلية أمامها وقت طويل فالانتاج ليس مستمراً بل متقطع، ولكن منذ 3 سنوات بدأ الانتاج يستقر على انتاج 3 اعمال كل عام.
@ وماذا عن نشاط المركز؟
- ننتج مسلسلات في سوريا والامارات ونحاول التنويع في الممثلين والمخرجين، فمثلاً انتجنا مسلسلا اسمه (رحلة الانتقام) وشارك فيه عدد كبير من فناني ونجوم العرب مثل عبد المحسن النمر من المملكة وعدد كبير من نجوم الامارات وخالد عبد الغفار من مصر ومن سوريا جهاد سعد ومرح جبر وعارف الطويل، ريم عبد العزيز ولورا ابو اسعد ومن الاردن القدير زهير النوباني وروح الصفدي وجمال الردهان ومنى شداد من الكويت، وطالب البلوشي من عمان، ومساعد المخرج حسان عبود ابن المخرج المصري تيسير عبود، وهناك من السودان الماكييرة من ايران.
@ وما هي شروط المركز في قبول الاعمال المعروضة عليه؟
- العمل الجيد يفرض نفسه سواء كان المؤلف نجماً او وجهاً جديداً فلا بد وان يكون النص مناسباً وجيداً ومعبرا عن الواقع، ولدينا لجنة متخصصة في قراءة النصوص الدرامية هي التي تختار.
@ وماذا عن التسويق، هل به صعوبات؟
- اصعب مراحل الانتاج الدرامي هي التسويق، فنحن لدينا الكثير من الفنانين والمخرجين والمبدعين، وفي مجال التصوير والمونتاج، لكن التسويق يحتاج لمتخصصين وفي المنطقة العربية عددهم قليل، وابرز مشاكله تدخل العلاقات الشخصية فيها وليس لدي حل فهذا واقع معاش.
@ وماذا عن الواقع المسرحي العربي؟
- مستواه في انحسار على مستوى العالم كله، من جهة تفاعل الجمهور معه لوجود ادوات ترفيهية غير المسرح كالانترنت والفضائيات العربية او الغربية، والكمبيوتر بجانب تغير المستوى الاقتصادي للفرد، واهم مشاكل المسرح العربي عدم وجود مؤسسة لتنظيم العمل المسرحي العربي فمن هم موجودون حالياً غير مؤهلين وفي اوروبا لديهم نظام وتشريع بدليل انهم يرفعون الضرائب عن جهات الانتاج.
@ واتحاد الفنانين العرب. أليس له دور في هذا؟
- اكيد فهو لم يغفل هذا الواقع، وله نشاط مسرحي عربي مشترك من ايام الراحل سعد الدين وهبة، فأصبح هناك نشاط فني بين العرب مثل مسرحية (واقدساه) والتي شارك فيها عدد كبير من النجوم العرب، فكانت تجربة جيدة لم تتكرر ومنذ عام نشط الاتحاد ثانية، فأخذ يعقد اجتماعات في كل من القاهرة وتونس وعمان وقريباً في ابو ظبي والمغرب وغيرها من الدول العربية.
@ الفن مرتبط مباشرة بالواقع.. ما تعليقك؟
- الفن غير مرتبط مباشرة بالاحداث القائمة، فهو يعبر عن المجتمع واذا اردنا ان نطرح واقعناً فيجب ان ندرسه بشكل واقعي لا يخضع للعاطفة فليس معنى ان امريكا احتلت العراق، ان نقوم على الفور بعمل مسرحية عن هذا الموضوع، وانما نبحث فيما وراء هذه الاحداث ولكي نقدم عملاً يعبر عن هذا الواقع يجب ان نقدمه بعد انتهاء الحدث وتتابعاته، فالفنان امامه سنوات ليقدم عملاً يتناول هذه المرحلة نتيحة وجود تتابعات لهذا الحدث.
@ والقضية الفلسطينية، هل هي كذلك؟
- تختلف طبعاً فهي يمكن معالجتها بتناول مشكلة طالب فلسطيني في المرحلة الابتدائية، لا يمكنه الذهاب لمدرسته ليتعلم، فنبحث في الجوانب الانسانية لهذا الطالب، ويمكن عمل هذا مسرحياً عكس التليفزيون فهو يخضع للعرض والطلب. كما ان التليفزيون يقدم مسلسلات اجتماعية ورومانسية واعمالاً تاريخية، وهذا يخضع لموقف الحكومة في أي دولة تجاه هذا العلم قبولاً او رفضاً، فهناك مثلاً مسلسلات تناولت قضية فلسطين منذ 25 سنة ولم تذع حتى الان نتيجة مواقف معينة.
@ وكيف يتسنى لدراميي العرب ان يواجهوا الغزو الاوروبي الدرامي؟
- ليس لديك تشريع وقوانين او قدرات فنية او موضوعات تتعامل مع هذا المجتمع، وعلينا ان نحدث انتاجنا الدرامي ليكون بديلاً امام المشاهد العربي امام هذه الاعمال بما يجذبه ويحقق له ما ينشده من مشاهدته للاعمال الغربية، فما يهمنا اولاً واخيراً هو المشاهد العربي وليس الاجنبي.
@ وكم مسلسلاً انتج المركز منذ انشائه عام 72؟
- انتجنا اكثر من 72 مسلسلاً، واكثر من 27 سهرة تليفزيونية وما يزيد عن 22 برنامجاً، وعمل معنا خلال هذه الفترة النجوم توفيق الدقن ومحمود يس ومحمود مرسي وبوسي ونور الشريف وغيرهم الكثيرون من نجوم مصر وسوريا والكويت والخليج ويحسب لمركز دبي انه ابرز الدراما السورية خلال الـ 4 سنوات الاخيرة من خلال مسلسلات البواسل والجوارح والكواسر.
@ بصفتك رئيساً لجمعية المسرحيين الاماراتيين ما اهم مهرجاناتكم المسرحية؟
- مهرجان ايام الشارقة المسرحية وتقام دورته كل عام وتشارك فيه كل فرق الامارات البالغة 15 فرقة، وتشترك في بعض الاحيان بعمل او عملين احدهما في المسابقة الرسمية والآخر على هامش المسابقة بجانب مسرحيات اخرى منثل مسرحية (مخدة الكحل) المصرية عرضت في افتتاح المهرجان وفي فبراير الماضي عرضت مسرحية (انتيجون) من لتوانيا.
@ وما انطباعك عن مؤتمر العاملين في السينما العربية الذي عقد مؤخراً بالقاهرة لاول مرة؟
- حقق المؤتمر كثيراً من اهدافه فمثلاً ناقش قضايا تهم السينما العربية لاول مرة بوجود فنانين عرب ومصريين، اهتمام اعلامي كبير، وتوصيات ايجابية تحتاج لمتابعة لتفعيلها، ووجوده على ارض مصر يعطي زخماً فنياً واعلامياً، ونشاط مهم لاتحاد الفنانين العرب واتحاد النقابات الفنية المصري ويمثل المؤتمر خطوة اولى لمناقشة معوقات الحركة السينمائية العربية، وباهتمامه باتحاد الفنانين العرب سيكون هناك سلسلة مؤتمرات تابعة لهذا المؤتمر، وتبادلنا الاراء واستفدنا من خبرات وتجارب بعضنا كفنانين عرب كل هذا بجانب حسن ضيافة اشقائنا المصريين.
غباشي مع الزميل محمد رشاد