كثفت مصر أمس الخميس جهود الوساطة في النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني في مسعى لتثبيت الهدنة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية المسلحة وإعطاء دفعة لتنفيذ خطة السلام المعروفة باسم "خريطة الطريق" التي يعرقلها نشوب أزمة داخل القيادة الفلسطينية بشأن المحادثات مع إسرائيل. ومن المتوقع أن يزور مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان غزة في مطلع الاسبوع المقبل لاقناع حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد بإطالة أمد الهدنة المشروطة التي أعلنت قبل أسبوعين تقريبا ومدتها ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر. وستأتي زيارة سليمان بعد أن صرح المتحدث باسم حماس عبدالعزيز الرنتيسي بأن الحركة غير مستعدة لاطالة أمد وقف إطلاق النار. وفي تصريحات للصحفيين عقب محادثات مع وفد مصري برئاسة نائب مدير المخابرات مصطفى البحيري في غزة هدد الرنتيسي بتصعيد أعمال العنف ما لم تلب إسرائيل طلبا فلسطينيا بالافراج عن الالاف من السجناء الفلسطينيين. وكان الوفد المصري قد وصل إلى غزة الاربعاء في زيارة لمدة ثلاثة أيام. وأجرى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وطلب منه إنهاء الازمة مع رئيس الوزراء محمود عباس. وقالت الصحف المصرية امس إن مبارك أكد لعرفات أهمية استمرار الجهود الساعية إلى تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني بما يحقق الامن والاستقرار.وكانت الازمة قد نشبت الثلاثاء عندما هدد عباس بالاستقالة من رئاسة الوزراء ومن اللجنة المركزية لحركة فتح إثر انتقادات من جانب أعضاء اللجنة لما سماه بعض الاعضاء عدم قدرة رئيس الوزراء على انتزاع مزيد من التنازلات من إسرائيل. ولعل أكثر ما أثار استياء أعضاء اللجنة المركزية هو فشل عباس في إقناع شارون بالافراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين. وأفادت أنباء بأن عرفات الذي يرأس اللجنة، هو الذي يقف وراء هذه الانتقادات من أجل تعزيز مكانته على حساب عباس. وكان عرفات قد وافق على مضض على تعيين عباس في منصب أول رئيس وزراء فلسطيني في إبريل الماضي استجابة لضغوط دولية للقيام بإصلاحات ديمقراطية مقابل مساندة المجتمع الدولي لقيام دولة فلسطينية. وصرح قدورة فارس عضو في المجلس التشريعي عن حركة فتح في رام الله، لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) بأن عباس طلب من اللجنة المركزية للحركة أن تبلغه بالكيفية التي تريده أن يدير بها المحادثات مع إسرائيل. وقال فارس إن عباس طلب من اللجنة أن تضع خطوطا عريضة للمفاوضات خلال أسبوع ليحدد بعد ذلك ما إذا كان سيقبل بهذه الخطوط العريضة أم لا. وفي غضون ذلك اجتمع مبعوث الامم المتحدة الخاص تيري لارسن مع عرفات في رام الله. وصرح لارسن للصحفيين عقب الاجتماع بأن المحادثات تناولت المشكلات الاخيرة بشأن طريقة إدارة عباس للمفاوضات مع إسرائيل وكيفية إعطاء دفعة لجهود تنفيذ خطة خريطة الطريق.