تهدي منطقة الاحساء والمنطقة الشرقية التحية والتقدير لوزارة التعليم العالي ووزيرها الجليل للجهود المبذولة. وادعو معاليه لزيارة الاحساء والدمام وفي انتظار معاليه ابناء المنطقة الذين يكنون ولاء صادقا لقيادة هذا الوطن ورجال الدولة المخلصين. ابناء المنطقة يا صاحب المعالي حينما يتشرفون باستقبالكم ورفاقكم الكرام. سيضعون بين يدي معاليكم الحقيقة المرة التي تدعمها الارقام الصحيحة المستقاة من مصادرها والتي تكشف فقر المنطقتين واحتياجهما الى مؤسسات جامعية عديدة. ويضعون على مائدة اللقاء مقترحات قد تسهم في حل المعضلة التي تواجه ابناءهم وبناتهم الذين تخرجوا هذا العام في الثانوية العامة.
وفي هذا المقال اضع المعضلة الجامعية وواقع احتياج الاحساء والشرقية الى حلول عاجلة ستأتي في سياق هذا المقال لتفادي النتائج غير المرغوبة.
يا صاحب المعالي ان اجمالي خريجي الثانوية العامة من الاحساء والشرقية لهذا العام الدراسي 23/1424هـ بلغ عددهم: (40919) طالبا وطالبة.. اي حوالي واحد واربعين الفا من الطلبة الذين لا تتجاوز اعمارهم على الاغلب ثماني عشرة سنة في منطقة الاحساء منهم: (10944) طالبا وطالبة وفي المنطقة الشرقية منهم: (29975) طالبا وطالبة وتعكس نتائج اختباراتهم ان اكثر من 90% من مجموع المنطقتين قد حصلوا على المعدلات المتفوقة. وان غالبيتهم تخصصوا في العلوم الطبيعية والرياضية حيث كان عدد خريجي وخريجات الاقسام العلمية: (23635) طالبا وطالبة وان عدد خريجي وخريجات الاقسام الادبية قد بلغ: (17284) طالبا وطالبة.
ولكن هل تعرف يا صاحب المعالي ان عدد المتوقع قبولهم في المؤسسات الجامعية من الاحساء والشرقية ربما لا يزيد على خمسة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة على افضل تقدير وان حوالي ستة وثلاثين الف طالب وطالبة في الاحساء والشرقية سوف لن يكون لهم مكان في مؤسساتنا الجامعية الحالية (اي ان نسبة 87%) من مجموع خريجي الثانوية هذا العام من الجنسين بالاحساء والشرقية سيضيعون في متاهات الحرمان والمجتمع والاسرة في حاجة الى عقولهم وقلوبهم وطاقاتهم انني اخاطب في معاليكم الروح الوطنية والغيرة على فلذات اكبادنا حتى لا تتجاذبهم الريح العاتية. ولا تنزلق بهم وبهن الاقدام الى الهاوية وحتى نحفظ للوطن رجال المستقبل وامهات السنين القادمة.
قد تتساءل يا معالي الوزير مستغربا لان هناك جامعتنا وعددا من الكليات التابعة لوزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة.
وقد يزول هذا الاستغراب يا صاحب المعالي حينما تتأمل المعلومات التالية:
@ جامعة الملك فهد للبترول بالظهران لا تتجاوز في قبولها اكثر من الف وخمسمائة طالب. وهذا العدد يشمل المقبولين من كل مناطق المملكة.. اي ان عدد المقبولين من ابناء الاحساء والشرقية ربما لا يتجاوز ثلاثمائة طالب على افضل تقدير.
@ وجامعة الفيصل بكلياتها العديدة سوف لن تقبل اكثر من اربعة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة وهي تشمل المقبولين من كل مناطق المملكة واتوقع ان عدد المقبولين من ابناء وبنات الاحساء والشرقية ربما لا يتجاوز عددهم الفا وخمسمائة طالب وطالبة على احسن تقدير.
@ اما كليات البنات التابعة لوزارة التربية والتعليم فان القبول فيها سواء كليات البنات او كليتي المعلمين بالاحساء والشرقية سوف لن يتجاوز عدد المقبولين والمقبولات فيها على مستوى المملكة على احسن تقدير خمسة آلاف طالب وطالبة.
وسيكون من بينهم عدد المقبولين والمقبولات من الاحساء والدمام ربما لا يتجاوز عددهم الفين من الطلبة.
@ اما الكليات المتوسطة الصحية والتقنية والدبلومات التي يقدمها مركز خدمة المجتمع بجامعة الفيصل ربما لايزيد عدد المقبولين والمقبولات فيها على مستوى المملكة على الفين وخمسمائة طالب وطالبة وسيكون عدد المقبولين من الجنسين من ابناء الاحساء والدمام على افضل تقدير متفائل ألفا وخمسمائة طالب وطالبة.
ويمكن حصر عدد المتوقع قبولهم من ابناء وبنات الاحساء والشرقية في كل هذه المؤسسات المذكورة وربما لا يتجاوز خمسة الاف وثلاثمائة من الطلبة من الجنسين اي ان نسبة المقبولين من الجنسين من اجمالي عدد الخريجين بالاحساء والشرقية تقريبا هي: (13%) من اجمالي عدد الخريجين البالغ عددهم (40919) طالبا وطالبة. ولم يتضمن هذا العدد اولئك الذين لم يتم قبولهم من ابناء وبنات الاحساء والشرقية خلال السنوات الثلاث الماضية.
أليس هذا الرقم الذي سيتضاعف في المستقبل جديرا بتحريك الضمائر. وقد يتساءل معاليكم عن الحلول ورغم انني على يقين بان علمكم الفذ وحكمتكم وما لدى الوزارة من عقول وعلم غنية عن الحلول المقترحة. ولكنني اقترح حلولا آنية وفورية ومنها:
1- قيام هذا المؤسسات الجامعية وخاصة جامعة الملك فهد وجامعة الملك فيصل بزيادة اعداد المقبولين نهارا.
2- قيام هذه المؤسسات الجامعية المذكورة في المقال يفتح ابوابها وتخصصاتها مساء لقبول اعداد مثل تلك الاعداد المقبولة نهارا وهذان المقترحان كفيلان بحل المعضلة نسبيا وبشكل فوري اما الحلول الاخرى فهي تأسيس اربع جامعات جديدة في الاحساء والشرقية وثلاثين كلية مستقلة في جميع التخصصات ذات العلاقة بسوق العمل والله يوفقكم.