بدأ كل شيء (بالسبع الكبار) وهم رجال الاعمال الذين اقاموا امبراطوريتهم على اطلال الاقتصاد السوفيتي الذي كان قويا في وقت سابق عن طريق السرقة والتسول والاقتراض.
ففي بداية التسعينات كانت الحكومة تسعى لبيع كمية ضخمة من اصول الدولة التي اصبحت عبئا عليها. لكن لم يكن احد في روسيا يملك الاموال الكافية لشراء هذه الاصول.
ووضع فريق من الاصلاحيين الشبان بقيادة اناتولي تشوبايس خطة يتم عن طريقها منح كل مواطن روسي سندا يمثل نصيبه في الثروة القومية. ولم تكن هذه السندات تمثل اي قيمة لملايين الروس الفقراء الذين قاموا ببيعها باسعار رخيصة لشراء السلع . واشترى رجال الاعمال هذه السندات وتراكمت لديهم كميات كبيرة منها استخدموها للحصول على ممتلكات للدولة في مزادات خاصة. وكان يتم تسوية المزادات عن طريق تحديد سعر ثابت بشكل سري لكن الحكومة رأت انه شر أهون مقارنة بالاعباء التي تتحملها ميزانية الدولية في دعم منشآت القطاع العام. وكان هناك بالطبع حديث على نطاق واسع عن الايادي الخفية للبيروقراطيين الذين اشرفوا على الصفقات. وكانت النتيجة هي سيطرة سبعة رجال اعمال على نحو نصف السندات المالية في روسيا. وكان من اوائل رجال الاعمال واكثرهم ثراء بوريس بيريزوفسكي الذي بدأ في تكوين امبراطورية أعماله بتوكيل ضمن من خلاله الانفراد بحقوق بيع سيارات لادا.
وكان الذكاء الذي تميزت به الخطة يتمثل في ان المصنع المملوك للدولة كان لا يزال ينتج سيارات لادا بتكلفة مدعومة في الوقت الذي كان يبيع فيه التوكيل هذه السيارات باسعار السوق الباهظة وشجعه على ذلك زيادة الطلب. وكان الاغبياء فقط هم الذين يدفعون الضرائب في تلك الايام. وقال بيريزوفسكي بنفسه في وقت لاحق انه لم يكن هناك آنذاك رجل أعمال في روسيا لم ينتهك القانون مرة واحدة على الاقل. ودخل رجال الاعمال ايضا في حروب قاسية مع بعضهم البعض للحصول على النصيب الاكبر من الكعكة الحكومية.
وتشكلت ائتلافات وتركت أخرى. واستطاع بيريزوفسكي ان يشق طريقه الى عائلة الرئيس يلتسين واصبح صديقا لابنته. وقدم بعد ذلك شريكه رامون ابراموفيتش الى قصر الكرملين.
وكان ابراموفيتش الذي توفي والداه وهو في سن الرابعة وقام اقاربه بتربيته في بلدة بعيدة في شمال روسيا تاجر نفط ناجحا بالفعل. وادت اول صفقة قام بها في عام 1992 الى توجيه اتهامات جنائية له اسقطت في وقت لاحق.
ووحد بيريزوفسكي وابراموفيتش جهودهما في الصراع من اجل شركة سيبنفت خامس اكبر شركة للنفط في روسيا.
وعندما اتضح في عام 1996 ان الرئيس يلتسين في طريقه لخسارة السلطة في السباق الانتخابي امام الشيوعيين نحى مؤيدوه خلافاتهم جانبا ومولوا حملته لاعادة انتخابه. وفي المقابل احكم رجال الاعمال قبضتهم على الكرملين. وصور بيريزوفسكي نفسه على انه صانع الملوك وهي الصورة التي سعى الى ترسيخها في عهد الرئيس بوتين ايضا. لكن سرعان ما سقطت هذه المجموعة وتعين على بيريزوفسكي الهرب الى منفاه في لندن. لكن ابراموفيتش لم يضطر لذلك. فقد سعىالى ترشيح نفسه وفاز بمنصب حاكم تشوكوتكا وهو اقليم فقير لكنه غني بالثروة المعدنية. وانفق ابراموفيتش أموالا كثيرة على البنية التحتية في الاقليم وخطب ود كثير من السكان المحليين. لكن اهتماماته في مجال الاعمال اتسع نطاقها بشكل اكبر كثيرا. وقام ابراموفيتش الذي يعتقد انه ثاني اغنى رجل في روسيا بتوظيف اموال امبراطوريته التي تقوم في الاساس على النفط والالومنيوم في مجالات ودول اخرى. وابراموفيتش ليس اول رجل أعمال روسي ولن يكون بالطبع الاخير الذي يقيم قاعدة له في الغرب وخصوصا لندن.
ويستثمر ابراموفيتش ملياراته العديدة التي يملكها عن طريق شركة مسجلة في بريطانيا شأنه في ذلك شأن عدة رجال أعمال آخرين. وقد يكون ذلك طريقة لحماية الاثرياء من البيروقراطية الروسية التي لا يمكن توقع نتائجها لكن يبدو ان ذلك يتماشى مع طموح الرئيس الروسي بوتين لان يرى للشركات الروسية دورا راسخا على الساحة العالمية.