كلنا يدرك ان مقتل نجلي صدام حسين علي أيدي القوات الامريكية قد أثار الشعب العراقي والذي عبر في أغلبيته عن ارتياح كبير خصوصا ان مثل هذا العمل قد يمنح الشعب العراقي المزيد من الاستقرار والأمن، لكن الولايات المتحدة تعرف ان كل ذلك لن يغير من طبيعة المعادلة السياسية في العراق.. فالشارع العراقي صار ينظر الى رموز النظام المخلوع دون اهتمام كبير ويعتبرهم جزءا من الماضي الدموي السيئ وما يهم الشعب العراقي في المرحلة الراهنة هو عودة الأمن والهدوء الى بلدهم وهو مطلب من صلب مسئولية قوات الاحتلال، وتعزيز الأمن يتطلب توفير نظام للخدمات فاعل يخفف العبء عن كاهل شعب العراق.
من يتابع وسائل الاعلام يرى ان العراقي البسيط مشغول بهمومه الحياتية اليومية من خدمات ومعيشة فبعد مرور عدة اشهر على سقوط بغداد وهروب اركان النظام المخلوع لم يعمل السيد برايمر على تضميد جروحهم بل فشلت قواته في اعادة تشغيل نظام الكهرباء والماء وايجاد فرص وظيفية بعد ان وجد مئات الآلاف من العراقيين على ارصفة الشوارع دون وظائف يسدون بها افواه عوائلهم وبالتالي من الطبيعي ان نشهد حالات غضب وتذمر من قبلهم نتيجة الوضع السيئ اما اعذار برايمر فهي واهية وتدخل في خانة الاهمال وعدم المسئولية وحتى تفقد قوات الاحتلال مصداقيتها امام المواطن العراقي البسيط والذي لايهمه مناورات ومناكفات السياسيين فلا يملك هذا المواطن من وسيلة للتعبير عن حنقه ويأسه سوى المجاهرة بشكواه مما يدفع البعض من المستفيدين من النظام السابق او من القوى السياسية العراقية الحالية إلى استغلال ذلك بالتحريض وزيادة جرعات اليأس والقنوط لدى الشارع العراقي.
حتى لو ألقت قوات الاحتلال القبض على طاغية العراق السابق فلن يجلب الرضا للعراقيين فهم بحاجة الى ان يعودوا الى حياتهم اليومية الطبيعية وهو ما عجزت عنه ادارة برايمر وهو مطلب دولي حسب قرار مجلس الامن، ودون أمن واستقرار وحياة طبيعية سوف تستمر المقاومة سواء كانت مقاومة سلمية او غيرها وهذا ما يعرفه عسكر وقوات اي محتل طوال التاريخ.. هل يتعلم قادة الولايات المتحدة هذا الدرس البسيط!! نأمل ذلك.