انعم الله على كثير من خلقه بنعمة العقل وانا لا اقصد العقل هنا اي عقل لكني اقصد العقل الراجح العقل المتوازن العقل الكبير العقل المفكر العقل الذي لا يعظم صغائر الامور ويثور لأتفه الاسباب والعقل الذي لا يستهين بكبائر الامور ويتركها تمر كالسراب.. انه عقل حكيم لا يجعل القلب يتحكم فيه بل هو الذي يتحكم بالقلب والعواطف والمشاعر. فهل هذه النوعية من العقول متوافرة الآن؟ أنا عن نفسي لا اظن ذلك خصوصا في هذه الحقبة من الزمن لقد تحكمت قلوبنا ومشاعرنا في تصرفاتنا الصحيحة منها والخاطئة بعيدا عن حكم العقل على تصرفاتنا.. فلماذا؟ هل هو ضعف نفسي ام عقلي؟ لكني اعيد واقول كما تقول هذه المقولة (العقول مواهب والآداب مكاسب) نعم العقول مواهب وهبنا اياها العزيز الحكيم لذا لا اعتراض على خلق الله ولكن الآداب هل هي ايضا مواهب؟ هل الآداب توهب؟ هل الطفل يولد من بطن أمه بكامل الاخلاق والذوق والاسلوب الرفيع.. ان الآداب مكاسب يكتسبها الانسان من بيئته التي يعيش فيها.. يكتسبها من الأسرة.. ومن زملائه.. ومن مدرسته.. ومن عمله.. ومن دينه وهذا اهم شيء نعم من دينه ونظرا لضعف الوازع الديني عند البعض فاننا نجد الحقد والغضب والغيبة والنميمة متفشية جدا وهي اعظم الذنوب وكذلك نجد عادات غريبة وآدابا عجيبة فهذا يشتم وهذا يسب هذا ويأكل أخيه من وراء ظهره ونرى انتفاء الحب, فهل جعلت اخلاقك وآدابك مرآتك قال عليه الصلاة والسلام: (انا زعيم بيت في اعلى الجنة لمن حسن خلقه) وكلمة زعيم تعني (ضامن) فهل نظرت الى اهمية الاخلاق والآداب اننا ندعو كل فرد تشوب آدابه اي شائبه ان يسعى لتغييرها ولا تقل ان تغيير الآداب والطبائع صعب لا انه ليس من الصعب! هل عندما يصيبك اي مرض وان كان بسيطا هل تبقى تعاني منه طوال حياتك؟ لا انها مجرد فترة ويشفيك الله تعالى مع العلاج طبعا.. وموافق لذلك الطبع السيىء انه كالمرض يحتاج لعلاج والعلاج احيانا يكون مر الطعم كذلك علاج النفس مر بعض الشيء لكن نتائجه سريعة وفعالة قال عليه الصلاة والسلام (انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم وانما الصبر بالتصبر) هكذا وضع النبي الكريم قاعدة مفهومها ان الاخلاق قابلة للتغيير فاحرصوا على تغيير اخلاقكم السيئة وابدلوها بآداب مكتسبة من الدين والحلم والصبر والذوق الرفيع فلن يذكرك الناس بعد مماتك الا ان كانت لك اخلاق حميدة تعيد ذكراك.
@@ نجلاء بنت راشد السديري ـ طالبة