يبدو ان رئيس وزراء اسرائيل أرييل شارون يسعى بكل ما يملك من صلافة الى تخريب زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني (أبو مازن) الى واشنطن من خلال الالتفاف على تفاهمات الهدنة وما ترتب عليها من التزامات من قبل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وتنص تفاهمات الهدنة على اطلاق عدد كبير من الاسرى والمسجونين الفلسطينيين لدى اسرائيل لكن (شارون) بصلافته المعهودة وكبريائه الفج قرر ألا يشمل ذلك اسرى حماس والجهاد الاسلامي وبقراره هذا وضع محمود عباس في موقف حرج لايحسد عليه مع حماس والجهاد وهما الحركتان الاساسيتان المعنيتان بالهدنة وقد حصلت الهدنة بعد جهود كبيرة لاقناع حماس والجهاد بها بعد تدخلات من قبل مصر، هذا الرفض لايمكن تفسيره سوى بافشال مهمة ابو مازن في واشنطن وايضا لتأليب المتعاطفين مع الحركات الاسلامية ضد أبو مازن.
الولايات المتحدة في سعيها لتمرير خارطة الطريق تحتاج الى ان تضع حدودا لتصرفات شارون فلا يمكن ان يتصرف بمنطق القوي الديكتاتور في عملية سلام يترتب عليها مستقبل شعوب وحقوق أجيال قادمة وابو مازن يدرك ان شارون يسعى الى افشال حكومته من خلال رفض اي امر متعلق بالحركات الاسلامية مما يدفع بالخلافات الفلسطينية الفلسطينية الى حد رفع السلاح وهو ما يسعى اليه شارون وامريكا تعرف هدف شارون لكنها محكومة بعقدة تاريخية في التعامل مع الفلسطينيين وهي ايضا تعتبر حماس والجهاد خارج اهتماماتها وتضعهما في صف الحركات الارهابية وهي مشكلة استغلها شارون وحاول ان يزيح هاتين الحركتين بأيد فلسطينية (السلطة الفلسطينية) مما اوقع الكثير من المشاكل والتأزمات لدى الفلسطينيين.
المطلوب من امريكا ان تثبت في زيارة ابو مازن لها انها بالفعل ترغب في سلام وبالتالي عليها ان توقف شارون عند حدوده وتمنح ابو مازن الثقة المطلوبة لصنع سلام دائم وعادل.