كشف المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري أن الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي في مصر وصل إلى 58.5 تريليون قدم مكعبة إضافة إلى وجود الاحتياطي المرجح الذي يقدر بنحو 70 تريليون قدم مكعبة يتم تأكيدها بواسطة أحدث التكنولوجيا العالمية ومنها جهاز الحفر العملاق الذي يصل إلى مصر نهاية العام الحالي.
وقال انه يتم حاليا التعاون مع المملكة فى اضخم مشروع لانتاج (البوليستر) فى مصر باستثمارات تبلغ 550 مليون دولار فيما يتم أيضا تشغيل عدد من محطات خدمة وتزويد الوقود للسيارات تابعة لشركة (بترومين) السعودية كما تقوم شركة الحفر المصرية بالعمل فى الاراضى السعودية لحساب شركة (ارامكو). وقال فهمي في تقرير للبرلمان المصري أن منطقة البحر المتوسط والدلتا تحتوي على 85% من احتياطي الغاز في مصر في الوقت الذي يبحث فيه عدد من الشركات العالمية الكبرى عن البترول والغاز في هذه المناطق وأن هناك مؤشرات جيدة على إمكانية تحقيق اكتشافات جديدة. وأوضح وزير البترول المصري أن مشروع إسالة وتصدير الغاز المصري تتم وفقا لتخطيط محدد في إطار ما تم تخصيصه لأهداف التصدير بما لا يتجاوز ثلث الاحتياطي المؤكد وأنه لن يتم التعاقد على مشروعات للتصدير خارج هذا الإطار. وذكر أن أحدث ماكينات الحفر للبح عن البترول في المياه العميقة التي ستصل الى مصر ستعمل في منطقة امتياز إحدى الشركات العالمية في المياه الاقتصادية لمصر من البحر المتوسط موضحا أن مستقبل اكتشاف الغاز الطبيعي يتمثل في المياه العميقه التي تتميز خزاناتها بالحجم الكبير. هذا الجهاز عبارة عن مدينة عائمة. ويتكون من 8 طوابق ويضم مهبطا لطائرات الهليكوبتر وصالات لاعاشة طاقمه الذين يزيد عددهم على 50 فرداً. ويتم توازن الجهاز على المياه بأحدث النظم العالمية وتبلغ تكلفة حفر البئر بالمياه العميقة في البحر المتوسط 15 مليون دولار ترتفع إلى 25 مليون دولار للمياه العميقة في البحر الأحمر.
وعلى صعيد متصل قال وزير البترول المصري انه سيتم قبل نهاية العام الحالي تشغيل أول مصنع لانتاج انابيب نقل البترول والغاز الطبيعي بالمشاركة مع شركات كويتية باستثمارات تناهز 36 مليون دولار. وأوضح فهمي أن هذا المصنع الذي سيقام في محافظة بورسعيد يأتى فى اطار التعاون الذى تحرص عليه مصر وبما يحقق المصالح العربية المشتركة مشيرا في الوقت نفسه الى أن مصر تعد من اكبر الدول العربية التى تستوعب قائمة كبيرة من الاستثمارات والمشروعات والشركات البترولية العربية المشتركة.
وذكر أن المشروعات البترولية المصرية مع بعض الدول العربية تعد نموذجا يحتذى به للتكامل الاقتصادى العربي، وذلك في اشارة الى عملية تدشين خط انابيب تصدير الغاز الطبيعى المصري التي ستجري من منطقة طابا المصرية الى ميناء العقبة الاردني ليمتد عبر الاراضى الاردنية الى سوريا ثم الى لبنان فى مراحل لاحقة. واشار وزير البترول المصري كذلك الى انشاء شركة مشتركة بين مصر ودولة الامارات لتسويق المنتجات البترولية ستبدأ بانشاء 70 محطة لخدمة وتمويل السيارات باستثمارات 70 مليون دولار. وكان وزير البترول المصري قد أشاد فى تصريح سابق بالتعاون المصري الكويتي فى مجال الصناعات البترولية والغاز وبما يؤكد عمق العلاقات الوثيقة بين مصر والكويت والثقة الكاملة فى جدوى المشروعات البترولية العربية واصفا هذا التعاون بأنه من الامثلة الناجحة للتعاون العربى.