أكد الرئيس المصرى حسنى مبارك أن القضية الفلسطينية شهدت العديد من التطورات الهامة فى الآونة الاخيرة بدءا بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة واعلان خارطة الطريق والبدء فى تنفيذ اولى مراحلها، وقال ان التطور الحقيقى فى مسار القضية جاء بعودة الملف الى دائرة الاهتمام من الادارة الامريكية وهو تحول ايجابى طالما سعينا لتحقيقه مطالبين بأن تتخذ الولايات المتحدة الامريكية موقفا واضحا من عملية السلام فى الشرق الاوسط يستند الى اسس الشرعية ولايترك الفرصة لطرف أو لآخر لكى يحدد مجريات الامور بالمنطقة، وأشار خلال لقائه أمس بشباب الجامعات المصرية بالاسكندرية الى أن مصر رحبت بما اتخذته الادارة الامريكية مؤخرا من خطوات ايجابية من اجل انقاذ خارطة الطريق وبتواجدها على الساحة للاشراف على تنفيذها وبتأكيدها على التزامها بالعمل نحو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل فى أمن وأمان.
وأكد أن الالتزام بالهدنة المتفق عليها لايزال يتطلب من الجانبين ارادة حقيقية وتصميما على الوفاء بالتزاماتها على نحو متوازن ومتوائم وصولا لاقامةالدولة الفلسطينية عام 2005 على حد البيان الامريكي.
وأشارالى ان المنطقة العربية تعرضت لاختبار من اصعب الاختبارات فى تاريخها الحديث بنشوب الحرب على العراق التى اظهرت عدم كفاءة نظام الامن الجماعى الدولى فى التعامل مع قضايا حيازة اسلحة الدمار الشامل على نحو محايد ومتوازن 00كما اظهرت عدم قدرة النظام الاقليمى العربى على مواجهة المخاطر التى تحدق بأمتنا العربية والاسلامية، موضحا أن مصر طالبت بالبدء فورا باعادة الامن والاستقرار للعراق الشقيق وفى الوقت نفسه فقد اصبح من الضرورى ان يتم تطوير نظام الامن الجماعى الدولى فى اطار الامم المتحدة على نحو يعيد التوازن المفقود بين الحقوق والواجبات كما اصبح من الحتمى البدء فى حوار صريح بناء لتطوير النظام الاقليمى العربى وتفعيل وتنشيط جامعة الدول العربية.
وأوضح مبارك أن مصر تقدمت بمبادرة هامة لتطوير جامعة الدول العربية بعث بها الى جميع ملوك ورؤساء وامراء الدول العربية والى الامين العام لجامعة الدول العربية تهدف بداية الى تنقية الاجواء العربية وتؤكد على رفض مبدأ استخدام القوة فى العلاقات العربية العربية وتدعو الى اضطلاع جامعة الدول العربية بدورها المنشود فى تفعيل العمل العربى المشترك بما يحقق تكامل المصالح العربيةويعظم من قدرة الجامعة على احتواء المنازعات العربية فى مهدها من خلال نظام عصرى للامن القومى العربى يقوم على اليات واضحة يلتزم بها الجميع بدون استثناء للوقاية من المنازعات وادارتها وتسويتها.
وقال الرئيس المصري انه انطلاقا من ايماننا بأهمية السوق العربية المشتركة كمدخل رئيسى لتحقيق التقارب المنشود بين الحكومات والشعوب العربية فقد أكدت المبادرة أيضا على أهمية السعى لتحقيق التكامل الاقتصادى العربى من خلال تطوير فكرنا الاقتصادى لكى لا يقتصر على التكامل بين الحكومات وانما يتيح الفرصة للقطاع الخاص للعب دوره المنشود كشريك حقيقى فى الوصول الى ماننشده من وحدة اقتصادية ومالية وتجارية ترسى أساسا أكثر صلابة للوحدة السياسية. وأكد أن اقتراح تشكيل مجلس شورى عربى الذى تضمنته المبادرة والذى يمكن أن يتطور فى مرحلة لاحقة الى تشكيل برلمان عربى سيزيد من عمق المشاركة الشعبية فى تحقيق ما نسعى اليه من تكامل اقتصادى وسياسى ويقلل من الخلافات العربية ويسهم فى حلها ويعمق من مفهوم الحوار الديمقراطى الحر بين شعوبنا حول جميع قضايا العمل العربي المشترك. وأوضح أنه اذا ما توفرت الارادة العربية الحقيقية للاستفادة من دروس الازمة التى عاشتها الامة فان المبادرة المصرية مع غيرها من الافكار والاقتراحات التى تقدمت بها دول أخرى ستضع جامعة الدول العربية على بداية طريق جديد يحقق المصالح العربية المشتركة ويجنب الامة العربية الازمات المماثلة ويعمق لدى شعوبنا الاحساس بالانتماء لحضارة عربية اسلامية عريقة قادرة على مواجهة التحديات والتغلب على الصعاب.