أخبار متعلقة
مايفرق بين البيوت والأبنية، وكوم الحجارة.. أن الاولى تسكنها أرواح تفرح وتحزن وتتألم.. لها طموحات وآمال ولها مشاكل واحتياجات، ما قيمة مدينة بيوتها جميلة، ولكن بدون ماء أو كهرباء أو هاتف أو شوارع أو مستوصف.. كيف سيكون البيت جميلا وفيه عليل..(جولة في مدينة) هي جولة في الحياة تنقل ما يبهج كما انها لا تغفل المنغصات التي يشتكي منها الناس، ونسعى لأن تكون مرآة لمدينة كما يراها ساكنوها. الآجام او الاوجام كما اطلقت عليها بعض التسميات التاريخية تقع في منتصف الخط السريع (الجبيل - الظهران) شرقي مدينة القطيف التي تتبعها اداريا حيث انها بلدة في محافظة القطيف، ويحدها من الجهة الشمالية بلدة ام الساهك وجنوبا البدراني وشرقا طريق الدمام الجبيل السريع، وغربا مطار الملك فهد الدولي.
ويعتقد بعض المؤرخين ان الاسم هو الآجام وليس الاوجام المعروفة بها حاليا وقد عرفت منذ زمن قديم ولعل لسكانها القدماء صلة بالأجاميين الذين سكنوا الآجام والطفوف في نواحي الكوفة كما يذكر المسعودي ويرجع البعض ان الآجاميين وفدوا مع ابي سعيد الجنابي القرمطي الى القطيف وسكنوا المنطقة المسماة باسمهم.
الا ان بعض الباحثين يرجحون ان الآجام نشأت بعد نزوح كثير من الناس من مناطق النزاعات الناشئة بين القبائل في الماضي، ولأن الآجام في ذلك الوقت كانت بعيدة عن العمران فقد جذبت اليها السكان، وبدت كمجتمع ريفي وسط النخيل.
ويعتقد الباحث وجدي ال مبارك ان الآجام كبلدة لم تأخذ حقها في البحوث التاريخية التي تطرقت الى القطيف نسبة الى باقي المناطق والبلدات مستنكرا هذا الامر اذ كيف لبلدة مثل الاوجام التي تزخر بتاريخ عريق وقديم ان تحظى بمثل هذا التجاهل غير المبرر.
مشيرا الى ان احد الباحثين المعاصرين عندما اراد ان يكتب كتابا عن المنطقة زار الاوجام ليكتب عنها وتساءل المبارك كيف لزيارة مدتها ثلاث او اربع ساعات ان تفي بلدة حقها التاريخي والجغرافي والعمراني وجميع جوانب الحياة.
وحسب القراءات التاريخية والمصادر المتعددة فقد اعتمد اهلها على الزراعة كحرفة اساسية، ووصفها المؤرخ لويمر الذي كتب عن القطيف وقراها (تقع الاجام في وسط المنطقة الزراعية وبها ينبوع عقق).
والآجام عبارة عن واحة وسط الصحراء تميزت بجمال الخضرة وبساتين النخيل وكان سكانها يقطنون الاكواخ المصنوعة من سعف وجذوع النخيل.
وكان بالاوجام بعض الآثار التاريخية حسب بعض المصادر الا ان التوسع العمراني والتطور الذي لحق بالبلدة طمس مثل هذه الآثار، وكذلك عدم وجود من يرعاها فاندثرت مع مرور السنين.
الزراعة ودعوة للمحافظة عليها
ويتخذ اهالي بلدة الاوجام الكثير من الحرف والمهن واهمها الزراعة حيث حافظوا عليهاعبر مئات السنين ومازال بعض الاهالي يمارسونها وفي الاوجام مازالت الكثير من المزارع تضخ للاسواق المحلية يوميا جميع انواع الخضراوات والفواكه.
وتتميز ببعض الفواكه والخضار مثل (الطماطم والخيار والبلح الخنيزي الذي يعد من اشهر التمور في المملكة وهو من اجود انواع هذه النوعية في منطقة القطيف حيث ان الاوجام منطقة جافة، وكذلك القثاء (الطروح) ولوفرة هذا الخضار نلاحظ بكل جلاء ان بعض المزارعين والمواطنين مازالوا يبيعون منتجاتهم في بسطات في نواحي الاوجام حيث ان البلدة لديها اكتفاء ذاتي من هذا الجانب.
ويرى بعض المواطنين اهمية الحفاظ على هذه الثروة من الضياع عبر تكثيف العناية بالمزارع المتبقية وعدم السماح بالزحف العمراني عليها كما حصل في القديح حيث ان التوسع العمراني طغى على بعض المناطق الزراعية كالعويرضي والكحيلة.
كما يحتاج المزارعون الى الدعم المادي لتطوير مزارعهم حتى يتمكنوا من مواكبة التطورات في هذا المجال وكذلك المحافظة على مزارعهم ومنتوجاتهم طوال ايام السنة.
من جهة اخرى فان هؤلاء المزارعين يعانون ضعفا في الحالة المادية حيث ان اغلبهم من ذوي الدخل المحدود او اقل من ذلك حيث ان ليس لديهم أي وظيفة اخرى.
المواطنون: طموحات للمشاركة في بناء الوطن:
ويرى المواطن محمد علي الناصر ان البلدة بحاجة الى كمية وافرة من المياه حيث ان الماء ينقطع باستمرار ولا نستفيد منه الا لمدة قليلة قد لا تتجاوز الساعة الواحدة في اليوم وهو الامر الذي يسبب الكثير من الضيق لعوائلنا في مسألة النظافة العامة وانجاز المهام اليومية كالطبخ وغيره.
ويضيف الناصر ان البلدة بحاجة ماسة الى مستوصف آخر غير مستوصف الجمعية الموجودة حاليا الذي يقوم بخدمات جبارة لعلاج المواطنين والمقيمين الا انه قد لا يفي بحاجات الناس الذين هم في تزايد مستمر مشيرا الى ان عيادة للاسنان هي امر ضروري وملح حث نضطر للذهاب الى القطيف والدمام لهذا الامر متسائلا : هل بلدة الاوجام تختلف عن بقية بلدان ومدن محافظة القطيف حتى لا يقام فيها مستوصف حكومي واحد.
واشار محمد عبدالله العاشور الى اهمية انجاز مشروع الصرف الصحي وهو المشكلة الكبرى التي تعاني منه بلدتنا، وقد مضى على بداية العمل به اكثر من ثلاث سنوات متسائلا عن الجهة التي تتحمل هذه المسئولية هل هي الشركة المنفذة ام وزارة المياه.
واكد العاشور ما ذهب اليه الناصر حول مسألة المياه قائلا انه لا يوجد لضخ المياه الى البلدة سوى محرك واحد فهل هذا المحرك يوفر الحاجة الماسة من الماء للاهالي مجيبا ان الاهالي لا يحصلون الا على القليل من الماء ويقومون بتخزينه لاستخدامه في الوقت الذي لا يكون موجودا.
بين بلدية صفوى والقطيف
اما الحاج صالح بن علي ال محمد عمدة الاوجام السابق فيرى اهمية انشاء اسواق متكاملة للخضار والفواكه والاسماك حيث يضطر اغلب البائعين لهذه المواد للبسطة في الشوارع وهو امر غير محبب، كما ان البلدية تطاردهم باستمرار وتصادر بضائعهم بين فترة واخرى مشيرا الى ان كل معاملات بلدة الاوجام تنفذ عبر بلدية صفوى وهو الامر الذي لا ترغب فيه حيث ان اغلب معاملاتنا تتعطل او تأخذ وقتا طويلا بعكس بلدية القطيف التي كنا نتبع لها قبل قرابة ثلاثين عاما متمنيا ان تحال المعاملات عليها وذلك لان الاهالي يعانون الصعاب في انجاز امورهم اليومية خاصة بعد افتتاح شارع الهدلة الضروري والحيوي لبلدة الاوجام فهل تتحقق هذه الامنية؟
الشاحنات الثقيلة اهدرت المال العام
ويرى ياسين آل محمد ان شارع الهدلة الذي أنشئ قبل عدة سنوات يخدم اهالي البلدة بشكل كبير ويربطهم بمحافظة القطيف التي نحتاج اليها كثيرا، الا ان الشركات العاملة في بناء بعض المخططات في القطيف وما جاورها قاموا بتخريب هذا الشارع عبر استخدام شاحنات ثقيلة تعمل ليلا ونهارا، وان كنا نحمل هذه الشركات الا اننا نتساءل عن قوة البنية الاساسية لهذه الشوارع، معتقدا انها شيدت لكي تتحمل مدة ثلاث سنوات ثم تجرى لها عملية صيانة.
ويتساءل ياسين آل محمد عن الاموال التي تهدر في مثل هذه المشاريع، أوليست اموالا عامة تصرفها الدولة وتقدر بملايين الريالات ثم تأتي هذه الشركات لتمارس عدوانيتها على الممتلكات العامة؟
ويرى المواطن محمد السنان ان البلدة بحاجة الى ادارة للدفاع المدني ومكتب للبريد حيث يضطر الاهالي لعمل اشتراكات في الدمام والقطيف لانجاز المهام البريدية وهي خدمة حيوية خاصة في ظل وجود عمالة أجنبية تقدر بأكثر من الفي عامل.
العمالة الاجنبية ومسئولية المواطن
من جهة اخرى فان هؤلاء العمال يشكلون خطرا اقتصاديا على البلدة حيث ان اغلبهم يمتلكون مشاريع صغيرة في الاوجام ويدير الاجانب حسب بعض المواطنين اغلبية البقالات الصغيرة والبوفيهات وحدد بعضهم ما نسبته 90% فأكثر من هذه المنشآت لصالح العمال الاجانب.
ويوجد قرابة 900 عامل اجنبي اغلبهم من بلدان شرق آسيا (الهند - باكستان - الفلبين) في بلدة لا يزيد عدد سكانها على 6000 نسمة هذه العمالة تمارس مهنا ووظائف في شركات الخدمات المتنوعة، ويحتاج هؤلاء الى خدمات بنكية وبريدية حيث لا يوجد في البلدة سوى صراف الكتروني واحد فقط.
اما بقية العمالة التي يقدر عددها بقرابة الالف عامل فان اغلبهم يمارسون مهنا تجارية مختلفة بين امتلاك بقالة او بوفيه او نشاط آخر.
ويرى عبدالعزيز منصور ان هذا الامر يرجع الى كفلائهم فهم المسئولون بالدرجة الاولى عن هذه العمالة السائبة فلولا ذلك لما تمكنوا من السيطرة على هذا القطاع التجاري الهام في بلدة منقطعة مثل الاوجام التي لم يأت (التليفون لها الا في عام 1419هـ وهي آخر بلدة في المنطقة الشرقية تصلها هذه الخدمة).
نادي الاوجام واستجابة امير الشباب
ويقول موسى حميد الهاشم ان اهالي البلدة وبجهودهم الذاتية اسسوا نادي الاوجام، وتعتبر جميع ممتلكاته منذ ان اسس من تبرعات الاهالي مضيفا ان المقر بحاجة ماسة للتجديد والتطوير وقمنا بما يلزم تجاه ذلك، ولكن ينقصنا الامدادات الكهربائية الكافية فتوجهنا لشركة الكهرباء لتقوية التيار فأحالونا للبلدية التي رفضت التعاون معنا، وتوجهنا للامارة فأعطتنا خطابا لاكمال الاجراءات الا ان الامر لم ينجز حتى الآن وتظل بعض مرافق النادي بلا انوار ولا تكييف.
ومن جهة اخرى فان النادي له نشاطات كبيرة وانجازات يشهد لها الجميع ويوجد في النادي مرصد لعلم الفلك ولدينا اساتذة يدرسون هذا العلم واقاموا عدة دورات في هذا المجال ليس في الاوجام فحسب ولكن في بلدات اخرى كالقطيف وسيهات.
ونحن لا نطلب اكثر من زيادة التيار فهل طلبنا الكثير؟ متوجها الى امير الشباب ان يهتم بهذه القضية فضلا عن تسجيل النادي لدى الرعاية وتبقى الاوجام بلدة تكاد تكون منفصلة عن العالم لولا شارع الهدلة الذي أنشئ قبل عدة سنوات حيث سهل حركتهم الى محافظة القطيف حيث توجد اكثر مصالحهم التجارية والادارية.
تبقى الاوجام تنتظر الكثير من الخدمات الضرورية والحياتية التي تعتبر بالنسبة لبلدان اخرى مجاورة امرا عاديا بينما هي في الاوجام معاناة وصعوبة.
واذا كان الامر قبل عدة سنوات مستحيلا فهو في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تسعى لاسعاد المواطنين امر يؤخذ بعين الجدية، وما دامت الدولة تصرف الملايين من اجل استحداث وتطوير المدن فانها بلاشك لن تغفل تلك البلدة التي بدأت تقطف ثمار هذا التطور، وان كانت الخدمات قد وصلتها متأخرة وبعضها لم يصل، الا ان الاهالي يطمعون في ان تطوى صفحة الماضي وتبدأ مسيرة جديدة من الاهتمام والعناية.
مظاهر احتفال بالزواج الجماعي
إذا كان التاريخ قد نسيها فهل ينصفها المحققون