طالبت كوريا الشمالية بالغاء المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي من المقرر أن تبدأ في 18 اغسطس معتبرة انها حرب تمهيدية ضد بيونج يانج. وصرح رودونج سينمون المتحدث الرسمي باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية أمس ان التدريبات المشتركة هي حرب تجريبية.انها حرب تمهيدية ضد كوريا الشمالية نظرا لطبيعة هذه التدريبات ومحتواها وحجمها. واندلعت ازمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بسبب مساعي بيونج يانج للحصول على اسلحة نووية. وتتهم كوريا الشمالية واشنطن بالتخطيط لشن هجوم ضدها في الوقت الذي تتظاهر فيه بسعيها للتوصل الى حل سلمي للازمة. وقالت القيادة الامريكية الكورية الجنوبية المشتركة ان المناورات الحربية تهدف الى الردع. واضافت في بيان ان جاهزية القيادة المشتركة للقوات هي عامل ردع فعال ضد الاعتداءات الخارجية ويمثل الاساس للجهود الدبلوماسية للتوصل الى السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية من خلال الحوار. في هذه الأثناء يبدو ان كوريا الشمالية خففت من تشددها بشأن شكل المحادثات المتعلقة ببرنامجها النووى لكن موعد تلك المحادثات لا يزال غير محدد. فقد اعلن وزير خارجية كوريا الشمالية سو كول فى تصريح لشبكة (سى ان ان) الأمريكية ان المشكلة الاساسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية هى القضية النووية التى ظهرت بسبب انتهاج واشنطن سياسة عدائية تجاه بيونج يانج. واضاف بانه اذا ما تمت معالجة تلك المسألة فاننا لا نهتم بشكل المحادثات فيما اذا كانت ثنائية او متعددة الاطراف. وترى الولايات المتحده ان برنامج كوريا الشمالية النووى هو مسألة اقليمية تهم دولا مثل كوريا الجنوبية والصين واليابان. وكانت محادثات تحضيرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قد عقدت فى ابريل الماضى لكن لم يتحقق خلالها سوى تقدم بسيط ولم يتم تحديد موعد المحادثات المقبلة. وقد وصل المبعوث الامريكى جون بولتون الى سول امس الاول لاجراء محادثات مع وزير خارجية كوريا الجنوبية يون يونغكوان ومسؤولين اخرين بشأن كيفية انهاء تطوير بيونج يانج لاسلحتها النووية وسط دلائل على وجود خلافات بين الجانبين بشأن كيفية معالجة هذه القضية.
وكان بولتون الذي يتمتع بنفوذ مؤثر داخل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش والذي يعتبر من (الصقور) فيما يتعلق بكوريا الشمالية قد صرح في الصين يوم الاثنين بانه اثار من جديد الموقف الامريكي المطالب باشراك مجلس الامن في البحث عن قرار للازمة النووية مع كوريا الشمالية ولا يستطيع اعطاء اى اشارة عن موعد المحادثات النووية المقبلة مع بيونج يانج . ولم يتضح كيف ردت الصين على ذلك. وكانت قد اعلنت في السابق انها ضد مشاركة الامم المتحدة. وهو الحال ايضا بالنسبة لكوريا الجنوبية التي لم تتحمس لذلك. وذكرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية ان بولتون سيلتقي مع وزير الخارجية الكوري يوون يونج كوان واعضاء بارزين في فريق مستشاري الامن والسياسة الخارجية للرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون حول كيفية اقناع الشطر الكوري الشمالي باستئناف المحادثات حول برامجه النووية.
وصرح يوون لصحيفة فاينانشال تايمز خلال مقابلة اجرتها معه ونشرتها امس الاربعاء حول مجلس الامن الدولي الذي يرغب بولتون في اشراكه في المشكلة اذا ما فشلت الوسائل الدبلوماسية اعتقد ان من الافضل لنا ان نحل هذه المسألة خارج اطار الامم المتحدة. مشددا على ان الجهود الدبلوماسية لاتزال جارية.
