أخبار متعلقة
البروفسيرة ماجدة حمود أستاذ النقد الحديث بجامعة دمشق وعضو اتحاد الكتاب العرب. كاتبة وروائية وناقدة عربية معروفة على مستوى الوطن العربي. لها العديد من المؤلفات المطبوعة والتي تجاوزت الاثني عشر كتابا والبحوث والدراسات الأدبية والنقدية المنشورة في الصحف والمجلات بالدول العربية.
من بين مؤلفاتها (نقد الأدب الفلسطيني في الشتات) و(عبدالرحمن الكواكبي فارس النهضة والأدب) و(علاقة النقد بالإبداع الأدبي) إضافة الى رواية (الحب السماوي بين مي زيادة وجبران خليل جبران).
أكدت على ان الرواية العربية أصبحت اليوم ديوان العرب لأنها أقدر الفنون على تقديم معاناة العرب وآلامهم وأحلامهم وآمالهم وان الرواية السعودية اثبتت حضورها خاصة عند المرأة السعودية فهي ابدعت فيها وبجدارة.
كما اشارت في حوارها الى ان النقد السعودي في وقتنا لا يمكن للمثقف العربي ان يستغني عنه لان النقاد السعوديين ربطوا النقد بالهم الثقافي العربي واشارت إلى أن لمؤتمر المرأة العربية والابداع الذي اقيم مؤخرا في القاهرة الدور في التعريف بإنجازات المرأة العربية في معظم البلاد العربية وتحدثنا معها عن الأدب النسوي والابداع الأدبي وغيرها من قضايا ثقافية متباينة:
* هل أنت من المؤيدين لعمودية الشعر العربي وتقدير شرط من شروط شرعية الشعر العربي الأصيل؟
ـ ليس الشكل العمودي جواز مرور لدي، الشعر هو الذي يأخذني إلى فضاءات مدهشة على جميع الأصعدة الشعورية والتخيلية والإيقاعية والفكرية. هات لي شعرا بهذه المواصفات ولن أنظر له هل هو قصيدة عمودية أم نثرية أم تفعيلية.
* من خلال تجاربك الواسعة في البحوث الأدبية والدراسات النقدية للعديد من القضايا النقدية هل ترين حقا ان الشعر كفن أدبي تراجع في الوطن العربي وهل ولى زمن الشعر وجاء عصر الرواية؟
ـ أصبحت الرواية اليوم ديوان العرب فهي أقدر الفنون باعتقادي على تقديم معاناتنا وآلامنا وهزائمنا الى جانب أحلامنا وآمالنا في تجاوز واقعنا السيىء، الرواية تقدم لنا تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وهي لن تفلح في اداء مهمتها مالم تقدم بلغة جميلة تعتمد التخيال كما تعتمد الواقع عليها ان تدهشنا بجمالياتها كما تدهشنا بعمقها الفكري والإنساني.
* كيف ترين الحركة النقدية في المملكة العربية السعودية وهل تصلكم أصداؤها في الوطن العربي؟
ـ النقد السعودي اليوم لا غنى عنه للمثقف العربي فأنا أتعلم من النقاد السعوديين خاصة بعد أن ربطوا النقد بالهم الثقافي العربي وحاولوا انقاذ الفكر والأدب وقبل ذلك الانسان من التخلف والضياع.
* وماذا عن الرواية في الأدب السعودي؟ وكيف ترين روائية المرأة السعودية.
ـ بالنسبة للأدب السعودي أعتقد ان الرواية السعودية اثبتت حضورها خاصة ابداع المرأة السعودية الذي يمتلك فكرة خاصة تجعله من أكثر الابداع العربي تميزا. وما أخشاه على هذا الأدب ان يفرق في الألغاز بدعوة التجديد وقد رأيت هذا لدى بعض الكاتبات.
* هل استطاعنت المرأة العربية أن تصل ابداعها الى العالم أجمع؟
ـ المرأة العربية بشكل عام اثبتت حضورا متميزا في مجال الابداع الأدبي خاصة في مجال الرواية حيث نجد لديها جماليات خاصة تنبع من خصوصية الابداع الذي هو نتيجة لخصوصية المعاناة مع الرجل، الأمن، الحب، الزمن، لهذا من البديهي ان نرى اثر ذلك على المخيلة. ان أي مبدع لا يكتب بلغة خاصة به لا يمكن ان يقدم شيئا متميزا على صعيد الأدب. باختصار تنبع الخصوصية من المعاناة والتجربة والثقافة.
* وماذا عن مؤتمر القاهرة (المرأة العربية والإبداع) الذي حضرتيه مؤخرا.. هل حقق الهدف المبتغى منه؟
ـ كان لمؤتمر القاهرة الفضل في تعريفنا على انجازات المرأة العربية في معظم البلاد العربية فعايشنا كفاحها عن كثب مما حفزنا على الاستمرار في طريق العمل الذي نأمل أن يكون متميزا.
* من وجهة نظرك الشخصية.. هل هناك تفاوت في ابداع الرجل وابداع المرأة؟
ـ لا نستطيع أن نجعل الانوثة أو الذكورة للابداع وان كنا نلاحظ ان مصطلح (النسوية) مازال يثير حفيظة الكثيرين لكونه يعد معيار للجودة أو عن ابداع الذكور أي لكونه يحمل دلالات تفضيلية.
وهذا مالا يريده النقاد الذين يستخدمون مصطلح النسوية باعتباره مصطلحا نقديا يغنينا عن استخدام جملة الأدب الذي تكتبه المرأة ولا يمنحونه أية دلالة تفضيلية. وقد لاحظنا ان هذا المصطلح يثير حفيظة الذين نجدهم يلفون أي شيء يتعلق بالمرأة كما يثير حفيظة المتقدمين تجدهم يرفضون التمييز بين المرأة حتى في استخدام المصطلح الذي يدل على الأدب الذي يكتبه.
وقد اتضح للمتحاورين حول اشكالية مصطلح (الأدب النسوي) الذي نوقش في مؤتمر القاهرة (المرأة العربية والابداع) ان ثمة اشكالية في الابداع الأدبي هي اشكالية عامة نغض النظر عن جنس الموضوع. فالنص الأدبي يمتعنا أو لا يمتعنا سواء أكان المبدع ذكرا أم انثى ولكن هل يستطيع هذا النص أن يمتلك الابداع اذا لم يكن ذا سمة خاصة به. هنا نجد أنفسنا نتساءل: ما هذه السمة؟ من أين يستمدها المبدع؟
وتجيب: نعتقد ان اي نص ابداعي اذا لم يمتلك خصوصة منحه الفرادة فإنه لن يكون مصدر متعة للمتلقي. لذلك على المبدع ان يقدم نصا خاصا به جديدا عما سبق ان أبدعه كي يقنعنا بأنه لا يكرر نفسه. وبما ان أي ابداع لابد أن يكون نتيجة خصوصية المعاناة والتجارب التي يعيشها الانسان لذلك لاحظنا العبارات التي تستخدمها المرأة تنبع من خصوصية تجربتها النفسية والاجتماعية والتربوية مما يؤثر على مشاعرها وخيالها وبالتالي في اللغة مما يؤثر على رسم الشخصية ولو تأملنا معظم الكاتبات السوريات للاحظنا ان العلاقة مع الرجل شكلت ابداعهن وشغلتهن لغة الحب أي لغة الهم الخاص عن لغة الهم العام. وقد اختفت في هذاالهم لغة الفرد وسيطرت عى الابداع النسوي لغة البوح والاعتراف كما امتزجت السيرة الذاتية بجنس الرواية لدى كثير من الكاتبات.
* هل لقاء القاهرة كان هدفه امرأة بذاتها وابداعاتها الأدبية؟
ـ ان لقاء القاهرة ليس الهدف من جعل الأنوثة جدار بين المبدعين والمبدعات لان الابداع تتشكل فضاءاته على قاعدة الفضاء النوعي للذكورة والانوثة بل هو نتاج انساني يؤثر فينا بغض النظر عن جنس مبدعه دون أن يعني هذا القول انكار الخصوصية التي تنبع من الظروف الاجتماعية وبماان هذا المؤتمر للنساء فإننا نعتز بأنوثتنا والاختلاق النوعي بين المرأة والرجل في تقديم الانسان وتجسيد رغبته في التطور وان الأصل في الفن الابداعي هو طاقاته الخلاقة التي نجدها لدى العرب سواء اكانوا من المبدعين ام من المبدعات. مما يؤكد على وحدة الهموم والمشكلات.
* هل يشترك الناقد والأديب في الحساسية المرهفة والعمق الوجداني؟
ـ اذا كان الأديب والناقد يشتركان في الحساسية المرهفة والعمق الوجداني لكنما يجب ان يختلفا في النظرة الى الأشياء والأشخاص فليس من المطلوب ان يدلي الكاتب بمقولات نقدية في سياقه الابداعي قد نجد بعض اللمحات النقدية في السرد الروائي مثلاوهذه لن تكون مقنعة إلا إذا افلح الروائي في تقديمها عبر عالمه الروائي بشكل مقنع يبعد عنها الافتعال فلا تتحول هذه المقتطفات النقدية الى فرصة الاستعراض الروائي مخزونه الثقافي، فيغرق عمله ويخلخله بالأفكار المجردة التي لن تسهم في النهوض بالبناء الروائي إلا اذا أتت عن طرق التجسيد والفن.
* ومن وجهة نظرك هل المبدع يستطيع تقديم كل ما يطمح به عبر النص الأدبي؟
ـ المبدع لن يستطيع تقديم كل ما يطمح به عبر النص الأدبي فقد نجد مسافة ما بين الطموح والتنفيذ يأتي الناقد ليردم تلك الهوة بينهما فيبين ما رغب فيه الكاتب ويجسد طموحه. وقد يضطر المبدع الى الكتابة النقدية كي يدافع عن ممارسته الأدبية خاصة حين يكون مجددا.
غلاف
غلاف