أخبار متعلقة
@ بداية حدثنا عن بطاقتك الشخصية؟
ـ من مواليد الأحساء، ولا أتذكر تاريخ الميلاد، ولكن تجاوز عمري المائة عام. متزوج مرتين، ولدي من الأبناء 5 من الذكور وبنت واحدة، وتوفي عدد من الأبناء.
@ وهل التحقت بأحدى المدارس؟
ـ لم التحق بالمدارس.
طفولة الشكرية
@ ماذا عن الطفولة ومن تتذكر من الجيران؟
ـ يتبسم ويقول: الله يرحم أيام الطفولة يا ابني، فقد ذهبت ولن تعود، كانت طفولتي في الشكرية، أي حي الرفعة الجنوبية، بالقرب من براحة العويس، وكانت فترة الطفولة قاسية جداً، وكانت المنازل من الطين. وأتذكر من الجيران كلا من عبدالله جمعان، المفرح، محمد عرب، عيسى الغنيم، البادي واليعقوب
نقطة تحول
@ وكيف كانت الأحساء قبل دخول الملك عبدالعزيز؟
ـ أتذكر أن الملك عبدالعزيز دخل الأحساء، وكان عمري 7 سنوات، وكانت الفوضى تعم الأحساء، والنهب والسلب منتشران في كل مكان، ولكن بعد دخول الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) استتب الأمن والاستقرار في الأحساء والحمد لله.
@ ماذا عن دراويز الرفعة؟
ـ كانت هناك دروازة القرن، البدع، الخباز والصالحية. وكانت هذه الدراويز تغلق بعد صلاة العشاء، وتفتح بعد صلاة الفجر.
الفلاحة
@ ما أول وظيفة عملت فيها؟
ـ الفلاحة.
@ كم سنة عملت فيها؟
ـ سنوات طويلة، بل أن معظم حياتي قضيتها في الفلاحة، وكانت الرقيقة التي تراها الآن برا، وكانت بها 40 عين ماء، وكانت تسقى بواسطة الحمير، وجميع هذه الأحياء التي تشاهدها كانت عبارة عن مزارع وبساتين، وكان الأجر اليومي لكل 9 رجال ريالا واحدا، وكنا قبل ذلك نتقاضى بالطويلة والفرنسي.
@ وكم كان أسعار النخيل في تلك الفترة؟
ـ كانت رخيصة، وكان سعر النخل يتراوح بين 200 إلى 300 ريال، كانت الحياة بسيطة جداً، وأتذكر أن مهر زواج والدي كان 3 ريالات فقط، هذا ما أخبرني به شخصياً.
زوجتاي توفيتا
@ متى تزوجت وكم كان المهر؟
ـ تزوجت حينما كان عمري 24 سنة، وكان المهر 70 ريالاً، وكان للزواج نكهة خاصة، حيث يمتد 3 أيام، وبعد عدة سنوات توفيت زوجتي الأولى، فتزوجت الثانية بمهر قدره 100 ريال، وتوفيت بعد سنوات طويلة من العشرة الجميلة الله يرحمهما.
غواص
@ هل عملت في مجال آخر غير الفلاحة؟
ـ نعم يا ابني فقد عملت في الغوص.
@ في العقير؟
ـ لا بل في البحرين، وعملت (غيص)، والغيص هو الذي ينزل إلى قاع البحر لإحضار اللؤلؤ والدانة، وكنت أنزل على عمق 40 باعاً، وأمكث تحت الماء نصف ساعة. وفي بعض المرات ساعة كاملة. وفي اليوم الذي ننوي النزول إلى البحر لا نأكل شيئاً، فقط نأكل وجبة العشاء. وعملت مع نوخذة اسمه ابن هندي، وكان لديه 140 غيصاً من الرجال. وكنا نتقاضى مبلغا حسب ما نجلبه من البحر. وأتذكر أن أول راتب تقاضيته كان 1000 روبية، وكنت أسكن مع ابن عمي أحمد بن عامر. وكانت البحرين تعج بالعمل، خاصة في البحر.
ماتوا في البحر
@ هل عمل أحد أقربائك في الغوص؟
ـ يصمت قليلاً ويقول: نعم، فقد توفي أخي إبراهيم في الغوص (يرحمه الله).
@ هل عمل معك رجال من الأحساء في الغوص؟
ـ نعم، ولكن جميعهم توفوا (يرحمهم الله)، وهم علي التركي، سليم بودريال، محمد بن ضاعن، بن صقر، عبدالرحمن الزويد، محمد بوعايشة، محمد العجيل وصالح التوفيق.
مخلوقات مخيفة
@ أين تعلمت السباحة والغوص في أعماق البحر؟
ـ يتبسم ويقول: تعلمتها في البحر، حينما سافرت إلى البحرين، حتى انني تفوقت على عدد من البحارة، وتعرضنا لمخاطر كثيرة في البحر، حيث كنا نشاهد مخلوقات غريبة جداً، وتحمل ما يأتيك من هذه المخلوقات المخيفة.
@ كم كنتم تمكثون في البحر؟
ـ كنا نمكث 4 أشهر و10 أيام، ولكن ليست متواصلة في البحر، بل هذه المدة كانت مدة موسم الصيد، وفي البحر كنا نمكث من يومين إلى ثلاثة أيام.
نهام بـ 200 روبية
@ هل كان هناك مسامرات في البحر؟
ـ نعم كان هناك النهام، الذي يردد بعض القصائد. وقد عملت نهاماً، وأتذكر أنني تقاضيت 200 روبية مقابل ذلك.
@ هل تحفظ بعض القصائد التي يقولها النهام؟
ـ نعم ومنها:
بديت بالله ثم اثنيت الحمدي
صلوا على من سجد يستاهل الحمدي
دنيا فصلها وبين لنا حقوقها
يا باغي الدين حافظ على حقوقها
بين الدمام وقطر
@ وهل عملت في الدمام؟
ـ نعم عملت سنة واحدة، ولا أتذكر اسم النوخذة.
@ وأين ذهبت بعد ذلك؟
ـ ذهبت إلى قطر، وعملت في الغوص أيضا، ومكثت فيها 7 سنوات، وبعد انتهاء مدة الغوص نعود إلى الأحساء عبر سلوى أو عبر البحرين، ثم عبر ميناء العقير، وكان عملي في قطر مع مجموعة من النواخذة، الذين كان لهم شأن كبير في الغوص.
في قصر الملك
@ وبعد محطة قطر أين عملت؟
ـ عملت في الرياض عند الملك عبدالعزيز (يرحمه الله)، وعملت لمدة سنتين و4 أشهر، وكنت أقدم الرطب والتمر للملك عبدالعزيز، وكان متواضعا، يسأل عن الجميع، كريم، وكنا نقابل الملك عبدالعزيز عدة مرات في اليوم، وكان الراتب 20 ريالاً في الشهر، وكانت لها قيمة كبيرة.
@ وماذا بعد ذلك؟
ـ كنت متجهاً للأحساء وقابلني رجل اسمه ناصر بن جدوع، من أهل حريملاء، وعملت في قصر الأميرة الجوهرة بنت عبدالعزيز، عدة أشهر، وبعد وفاة ابن جدوع قررت العودة إلى الأحساء، وعملت في الفلاحة.
الغوص في العيون
@ هل تعتقد بأن أبناء اليوم يستطيعون العمل في الغوص؟
ـ يبتسم بشدة ويقول: هذا من المستحيلات، أبناء اليوم مدللون، لا يستطيعون العمل في البحر، والبحر غدار.
@ هل كنت تغوص في عيون الأحساء؟
ـ نعم، فقد غصت في عدة عيون، منها الجوهرية، أم سبعة والعقل. وكان عمق العين يتراوح بين 8 إلى 10 أبواع، هذا في السابق أما الآن فقد جفت العيون يا ابني.
الزواج مرة أخرى
@ هل تفكر في الزواج؟
ـ يبتسم كثيراً، حيث لم يتوقع هذا السؤال، ويقول: يا ابني من ترغب في الزواج من رجل مثلي، تجاوز عمره 100 سنة.. يالله حسن الخاتمة والسيرة.
@ هل تحفظ شيئا من الشعر؟
ـ أسمع يا ولدي لا تقلب علي المواجع، دعني وشأني.
@ لا بل نريد أن نسمع شيئا من الشعر؟
ـ لولاك يا صاحبي ما قلت أنا أح
قولت أح ما تبري خفي الجروحي
زاداً على ما به تزايد جروحي
وأنا الذي كثرت من قول أح وأبريت روحي
ألايا حمود ما به ناصح ولا ابيك تنصح
ولا باقي في المودة نصوحي
مجرد كلام
@ ما رأيك في الصداقة في هذا الوقت؟
ـ يا ابني لا يوجد صداقة في هذا الوقت، والصداقة كانت في السابق، أما في الوقت الحاضر فالصداقة مجرد كلام.
@ كلمة أخيرة؟
ـ الحمد لله على نعمة الإسلام والأمن والأمان، وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه.
الضيف يتحدث للمحرر