هل سامي عبداللطيف الجمعان شاعر غنائي؟ أم مؤلف مسرحي؟ أم أكاديمي متخصص في الأدب العربي؟
يقولون (صاحب بالين كذاب)، لكن ما بال سامي له عدة وجوه ومواهب وهو غير كاذب.
سؤال يحير الكثيرين من متتبعي سيرة هذا الرجل؟
السر المرسوم على وجه هذا الرجل يختصر في كلمة واحدة.. أنه (الكفاح).. لم يكن كفاحه عادياً، بل كان دءوباً، ومتميزاً، لم يبرز كالفقع ـ كما يقولون ـ بل غاص في عمق هذه الجوانب جميعهاً، وأنضج تجربته بجلد شديد، ليظهر متميزاً، في المسرح.. في الكلمة الغنائية.. في الثقافة.
البعض حين تقول (سامي الجمعان)، يتبادر إلى ذهنه ذلك الطالب، الذي حاز البكالوريوس من كلية التربية في تخصص الأدب العربي واللغة العربية، من جامعة الملك فيصل، ليواصل مسيرته في سلك التعليم الثانوي، لمدة 6 سنوات، ليعود إلى الجامعة، ولكن هذه المرة معيداً في قسم اللغة العربية، لينال الماجستير في الأدب العربي بتقدير امتياز من جامعة البحرين.
آخرون حين تذكر لهم الجمعان، تتوجه مخيلتهم فوراً إلى المسرح الحقيقي الذي تبناه، والمتميز بالنفس الطويل في الكتابة، والنصوص المسرحية الطويلة. ورغم ذلك فهو غزير في التأليف، فلقد قدم للمسرح في الأحساء والمسرح الوطني والعربي 25 نصاً، أبرزها: جراح بن ساطي (تعرض الآن)، القبو، المشي على الكرسي، القافلة تسير، دق الجرس، القادم من المريخ، المؤسس عبدالعزيز.. رجل العز.
حين نقول ان مسرحه متميز وناجح، فإننا لا نبالغ ولا نصغ عليه ما هو ليس له، فلقد نال الجمعان جوائز محلية وعربية، منها جائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية (القافلة تسير) في مهرجان المسرح الخليجي الثالث للشباب الذي أقيم في مملكة البحرين. كما نال في نفس المهرجان وعن نفس المسرحية جائزة أفضل إخراج. بالإضافة إلى جوائز أخرى داخلية وخليجية وعربية.
وإلى جانب الوجهين السابقين فإن البعض يعرف الجمعان بوجه الكاتب الغنائي. ففي رصيده عدد من الأوبريتات الناجحة، منها أوبريت خاص بزيارة سمو ولي العهد لمحافظة الأحساء قبل 3 أعوام، الذي كان بعنوان (واحة الخير)، وأوبريت مهرجان صيف الشرقية قبل أقل من شهر. الذي قدم على قاعة الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء.
كتب الجمعان أكثر من 250 قصيدة، بالنبطي والفصحى والحر، تغنى بها عدد كبير من أبرز فناني وفنانات المملكة والخليج العربي، الذين يصعب حصرهم، وأصبح من الشعراء المطلوبين، الذين يتسابق الفنانون على الغناء لهم. كما أصبح اسمه مسوقاً للشريط.
من هنا حاز على لقب أفضل شاعر في استفتاءات الجماهير، في أكثر من مطبوعة خليجية خلال عامي 2000 و2001م، مثل الرياضي، الرياض، بروز السعودية، بروز الموسيقية الكويتية ومجلة الفروسية السعودية.
مجد علمي.. مجد أكاديمي.. مجد شعري.. غير ان الجمعان لم يشعر يوماً بالترفع على البيت الذي انطلق منه، جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، تماماً كما لم ينس منزله الذي شهد صرخته الأولى في حي الصالحية بمدينة الهفوف.
نشط الجمعان في الجمعية في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، أصبح له حضور أقوى، بمن أحبهم وأحبوه، بمن عاش بينهم البدايات، ومن حصل منهم على التشجيع والدعم، لينطلق من الإقليمية إلى المحلية، إلى الخليجية، إلى العربية والدولية بخطوة ثابتة وموفقة إن شاء الله.