DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

هواجس تدغدغ ذاكرة المؤلف واصرار الفرقة على الحياة

هواجس تدغدغ ذاكرة المؤلف واصرار الفرقة على الحياة

هواجس تدغدغ ذاكرة المؤلف واصرار الفرقة على الحياة
هواجس تدغدغ ذاكرة المؤلف واصرار الفرقة على الحياة
في مجتمعنا لا يستطيع المسرح ان يهرب من وظيفته الاجتماعية, لانه لا وجود للمسرح خارج حدود شرط المكان والاجتماع, وعلة هذا النحو يبدو مفهوما سعي فرقة آفان المسرحية الدائب الى مطاردة الموضوعات الاجتماعية في عروضها, والتغلغل في مساحات الهم اليومي على صراحته ووضوحه, باتجاه استدراج المشاهد الى مطالعة صورته الفاضحة في صور الابطال ومواقفها. هذه العلاقة بين المكان والعرض تمارس تكييفاتها لشروط الممارسة الفنية, فاطار العمل المسرحي يصاغ ضمن حدود المناسبة/المكان.. ابتداء من الموضوع, نمط الشخصيات, تقنيات العرض, استراتيجيات التلقي.. كل تلك الاشياء تبنى على الرغبة في التوافق مع ظروف التجربة كما يقترحها المكان. (دنيا دوارة) هي آخر اعمال هذه الفرقة التي نحترم فيها نضالها لبلوغ احلامها المسرحية.. هي واحدة من مسلسل العروض التي تضىء الاجتماعي بالتماعات الكوميديا.. نقد اجتماعي يذهب بنا الى استذكار فكرة تربوية: البر بالآباء, في نص يعلن موقفه منذ لحظاته الاولى.. فالحكاية كما صاغها.. ليس اكثر من برقية تندس في بناء درامي بسيط يراد لها ان تحقق غرض التوعية.. توعية الجمهور لما يحفل به واقع الحياة الاجتماعية من تداعيات. فكرة مكررة.. هذا ما ذهب اليه البعض بعد مشاهدته للعرض, بل حاول آخرون ان يلفتوا الى وجود نص آخر مشابه لنص هذه المسرحية, حمله على الاعتقاد بما سماه السرقة الادبية او الاقتباس, ويبدو انه ليس الوحيد الذي قفز الى ذاكرته قصصا تقترب من ملامح الحكاية كما وردت في نص (الدنيا دوارة) فعدد آخر من الجمهور افاد بقناعته بأن حكاية المسرحية تلامس زوايا من ذاكرته القصصية. حتما هنالك تشابه في الفكرة بين هذا العرض وحكايات نختزنها في الذاكرة, لكنه لا يفيد بالتطابق التام في كل الاحوال, فالبناء الدرامي للحكاية مختلف عند القلاف حتى عن الحدوتة التي تستحضرها الذاكرة من مشاهداتها التلفزونية, اذ يمكن استعادة شريط الذاكرة ورصد عدد من المسلسلات والبرامج التوعية التي تناولت ذات الفكرة وتأسست على ذات الحدوتة. هواجس كثيرة كانت تدغدغ ذاكرة المؤلف.. الدراسة في الخارج ومشاكل الاندية الرياضية والبخل.. فكان ان دفع بها في سياق العرض كعوارض واشارات, لا تدخل في تصعيد حدة الصراع, وانما تبدو محسوبة ضمن اهتمامها التوعوي, فموجهات العرض الفكرية هي من يلعب الدور الاكبر في العرض. لم يمل المؤلف الى تكثيف الحدث المسرحي, فالصراع المكشوف بين سلبية الأب وبراءة الابن هو ما يحدد النبض الدرامي للعرض.. وربما انشغل اكثر برسم حدود الشخصيات وتلوينها مستفيدا من قابيليات الممثلين الادائية التي وان بدت متباينة الا انها ابانت عن مكاسب الممارسة المسرحية. ثمة استعارة لتنميطات ادائية تشير صراحة الى تلبس بعض الشخصيات لخيال اصحابها.. بدت تلك الادوار اقدارا فنية لجملة من الممثليتن.. فهيثم حبيب يقف مرة اخرى عند صورة الرجل المسن, فيما يكرر ناصر عبدالواحد بطرافته العالية كليشيهات ادائية احبها منه الجمهور في عروضه السابقة, ويمكن سحب هذا الكلام على محمد السبع ومحمد الصايغ ومالك القلاف. خطير هو التكرار ويبدو شديد الغواية.. فسيرة المبدع المسرحي لا تنال استحقاقها الا بالتجاوز.. تجاوز التجربة.. تجاوز الشخصية.. البحث في مساحات جديدة.. فالركون الى استعادة الانماط يمتص طاقة الابداع والتخييل عند الممثل.. ويحمل عضلاته الادائية على الارتخاء. وفي كل الاحوال كانت المسرحية اشارة واضحة على اصرار هذه الفرقة على الحياة, وعلى صناعة المسرح في زمن لم تعد عقاربه تحترم ساعات البروفا. شارك في هذا العمل الذي ضمن نشاط المركز الصيفي لمدرسة السلام الابتدائية كل من ناصر عبدالواحد علي القلاف, مالك القلاف, ناجي غريب, هيثم حبيب, محمد السبع ومحمد الصايغ, يساندهم في الاضاءة حسين عباس وفي الصوت وليد نصر وراني السيهاتي.
مشاهد من مسرحية "دنيا دوارة"
أخبار متعلقة
 
المسرح يرسخ معاني اجتماعية