زعم مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الهجمات التي تشنها القوات الاميركية ضد اعضاء حزب البعث السابقين في العراق ادت الى انخفاض الهجمات المضادة لقوات التحالف في الاسابيع القليلة الماضية ولم تثر استياء العراقيين في محاولة لنفي وجود أي مقاومة شعبية للاحتلال.
وجاءت تصريحات البنتاغون مناقضة لتصريحات القادة العسكريين الميدانيين الذين اكدوا ان صدام لم تعد لديه قدرة على ادارة عمليات ضد القوات الامريكية وكما ان الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات البرية الاميركي في العراق قال لصحيفة "نيويورك تايمز" انه قرر خفض حدة المداهمات بسبب المؤشرات المتزايدة على انها تثير استياء العراقيين.
واكد سانشيز صرح في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" ان هناك "العديد من المؤشرات" على ان "سياسة القبضة الحديدية التي ننتهجها (...) بدأت تثير نفور العراقيين"، مضيفا ان بين المصادر التي تقدم النصح لقوات التحالف في هذا الخصوص اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي والشعب العراقي بشكل عام. وقال متحدث باسم البنتاغون لورانس دي ريتا وهو من القريبين لوزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان تغيير التكتيك يعكس التطور المتزايد للعمليات العسكرية الاميركية. واضاف انه "في الحالات التي يجب ان نقوم فيها بغارات تقليدية فاننا سنفعل ذلك (...) وفي الحالات التي يمكن فيها التصرف بطريقة اقل خشونة فاننا سنفعل ذلك ايضا اما لان هناك معلومات استخباراتية افضل او لاننا نتفهم البيئة بشكل افضل".
وقال دي ريتا والجنرال نورتون شوارتز مدير هيئة الاركان لشؤون العمليات ان الهجمات القاسية والدوريات كان لها تاثير ايجابي على الوضع الامني بشكل عام على الرغم من زيادة العمليات في اوقات وانخفاضها في اوقات اخرى. الا ان شوارتز قال ان عدد الهجمات المعادية للقوات الاميركية انخفض في الاسابيع الثلاثة او الاربعة الماضية. واضاف "اعتقد ان ذلك نتيجة العمليات الهجومية التي قام بها قادتنا في الميدان (...) الذين يشتبكون مع البعثيين من المستوى المتوسط والفدائيين وغيرهم بشكل نشط". واضاف انه القي القبض على حوالى سبعين من الفدائيين السابقين بمن فيهم عدد من الجنرالات والضباط الميدانيين خلال الاسبوع الماضي في عملية هجومية.وتقوم قوات الاحتلال بالفي دورية يوميا ومئات الدوريات الليلية.
وتابع شوارتز ان "عمليات المداهمة اليومية والدوريات التي تقوم بها قواتنا كل يوم تؤدي بشكل مستمر الى بناء عراق اكثر استقرارا وامنا". ورأى دي ريتا من جهته "نعتقد اننا بدأنا نرى النتائج والجنرالات في الميدان يعتقدون ان العمليات لها تأثير (...) ومجلس الحكم الانتقالي وافراد الشعب الذين نعتمد عليهم في جمع الاراء في العراق يعتقدون ان الهجمات لها تأثير". وقال مسؤولو البنتاغون انه لا يوجد مؤشر على ان المقاومة المسلحة للوجود الاجنبي يتجاوز البعثيين السابقين والفدائيين الموالين للرئيس المخلوع صدام حسين لتمتد الى الشعب العراقي. واضاف دي ريتا "هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على عكس ذلك وهناك شعور سائد بين الشعب بان الامور تتحسن على الرغم من وجود العديد من المصاعب".