بعد مرور أسبوع على وقوع الانفجار الذي تعرضت له السفارة الاردنية في بغداد، ما زالت الشرطة العراقية وخبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي في حيرة بشأن هوية الفاعل والدافع وراء الهجوم.
وقال الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات البرية في بغداد ليس لدي فكرة عن الدافع وراء الانفجار وأشار في هذا الصدد إلى وجود تكهنات وليس نتائج مؤكدة.
ويوجد عاملان على وجه الخصوص أثارا قلق خبراء الامن العراقيين والامريكيين بشأن الهجوم الذي أودى بحياة 13 شخصا.
فللمرة الاولى لم يكن الهجوم يستهدف جنودا أمريكيين بل كان موجها ضد ما يعرف باسم أهداف سهلة يصعب حمايتها، وهو ما أثار المخاوف بشأن الهجمات المستقبلية.
وثانيا تشير نتائج التحقيقات الاولية إلى أن السيارة المفخخة أعدها إرهابيون محترفون.
وأعرب محللون عن اعتقادهم بأن مثل هذه المعلومات لا توجد في العراق سوى لدى جماعة أنصار الاسلام أو وحدات خاصة في أجهزة الامن السابقة.
ويشتبه في أن جماعة أنصار الاسلام وهي منظمة متشددة تأسست عام 2001 ومقرها في منطقة شمال شرقي العراق الكردية على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة.
وتردد أن مئات من أعضاء الجماعة لقوا حتفهم خلال قصف قوات الاحتلال الامريكية لمعسكراتها في شمالي العراق أثناء الحرب فيما يعتقد أن الباقين فروا إلى إيران.
وتشير معلومات جديدة أوردها الجيش الامريكي إلى أن كثيرا من أعضاء الجماعة عادوا للعراق مرة أخرى. ويقول مراقبون إن قوات حرس الحدود الايرانية تجاهلت فيما يزعم عودتهم للعراق.
وذكر بول بريمر مسئول الادارة الامريكية في العراق أن الموالين لصدام وعملاء الاستخبارات السابقين فضلا عن مؤيدي حزب البعث الحاكم سابقا يحاولون زعزعة استقرار الامن الداخلي.
وأشارت معلومات استخباراتية إلى رصد مكافأة تتراوح ما بين مئة إلى عشرة آلاف دولار لمن يقتل جنديا أمريكيا من المقاتلين.
وذكر المراقبون أن أكثر ما يثير القلق هو أن المتشددين المسلمين في مختلف أنحاء العالم العربي أعلنوا أن العراق هو ساحة للقتال.
وقال سانشيز ان عددا متزايدا من المقاتلين الاجانب والاصوليين يدخلون العراق.
وتناول عبد المعطي بيومي وهو عضو في مجمع البحوث الاسلامية بجامعة الازهر المرموقة بالقاهرة أسباب اجتذاب العراق لمثل هذا العدد الكبير من المتشددين الاسلاميين.
وقال بيومي إن تعاليم الاسلام تنص على مقاومة المحتلين والمعتدين. كما أن حركات الجهاد قد حررت دولا إسلامية من الاستعمار. فالمقاومة واجب ديني كما أن من يقتل أثناء الجهاد يعتبر من الشهداء. وأشار ضياء رشوان من مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية إلى وجود عشر جماعات من عناصر المقاومة الاسلامية في العراق ومعظمهم جاء للعراق بعد الحرب. وظهرت في العراق أول منشورات تنسب لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وهي تؤكد أن خلايا القاعدة تعمل في العراق. وتعهد سانشيز أنه إذا كان هناك أعضاء في القاعدة بالعراق، فسوف نجدهم.