أمر الرئيس البرازيلي لويز إناثيو لولا دا سيلفا بإرسال طائرة الرئاسة البرازيلية إلى بغداد لاعادة جثمان مبعوث الامم المتحدة إلى العراق سرجيو فييرا دي ميلو الذي قتل في هجوم على مقر الامم المتحدة في بغداد أمس الأول، إلى البرازيل.
وأعلنت وكالة إستادو البرازيلية للانباء أن الرئيس البرازيلي اتخذ هذا القرار لتجنب نقل رفات فييرا دي ميلو على طائرة أمريكية إلى جنيف حيث تقيم زوجته وابناه.
وتردد أن بعض العسكريين والدبلوماسيين البرازيليين عارضوا قرار الرئيس. واقترح بعض الدبلوماسيون نقل جثمان فييرا دي ميلو جوا إلى جنيف في طائرة تابعة للامم المتحدة رغم احتمال أن تكون طائرة أمريكية تحمل علم الامم المتحدة.
ولكن الرئيس لولا أصر على نقل جثمان الدبلوماسي البرازيلي في طائرة برازيلية تناسب بطلا قوميا لاقى حتفه مع 20 شخصا آخرين على الاقل في الهجوم على مقر الأمم المتحدة في بغداد.
وأكد وزير الخارجية الامريكي كولن باول للبرازيل أن طائرة الرئاسة البرازيلية ستمنح حق الهبوط في بغداد وستوفر لها جميع الضمانات اللازمة.
ويعتبر فييرا دي ميلو (55 عاما) الذي عمل في الامم المتحدة لاكثر من ثلاثة عقود الدبلوماسي البرازيل الدولي الاكثر تميزا، وأمر لولا عقب وفاته بإعلان الحداد رسميا لمدة ثلاثة أيام في البلاد.
وطلبت والدته التي تعيش في ريو دي جانيرو نقل جثمان ابنها جوا إلى مسقط رأسه في المدينة، لكن زوجة فييرا دي ميلو طلبت نقل رفاته إلى جنيف.
ـ ولد فييرا دي ميلو يوم 15 مارس/ آذار 1948 في ريو دي جينيرو, وهو طويل القامة أشيب الشعر يتكلم عدة لغات من بينها الفرنسية والإنجليزية، أمضى حياته المهنية في الأمم المتحدة حيث بدأ عمله بعدما أنهى دروسه في الفلسفة في باريس بعد حصوله على دكتوراه دولة من جامعة السوربون.
ـ عين دي ميلو (55 عاما) ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في العراق يوم 23 مايو/ أيار الماضي وكان يشغل حتى هذا الوقت منصب المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وهو متخصص في الشؤون الإنسانية وإعادة إعمار البلدان، وخدم في البلقان والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
ـ وصل إلى بغداد في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي حيث قال إنه كلما أسرع الشعب العراقي بحكم ذاته كلما كان ذلك أفضل. وكرر هذه الفكرة يوم 24 يونيو/ حزيران الماضي عندما أعلن أنه ليس باستطاعة أي أجنبي أن يحكم هذا البلد, فالعراقيون وحدهم قادرون على ذلك.
ـ وأدى دي ميلو مزودا بخبراته العديدة التي اكتسبها عبر العالم, على أحسن وجه مهمته التي تتطلب حنكة دبلوماسية وخصوصا حيال الولايات المتحدة التي كانت متحفظة إزاء إعطاء الأمم المتحدة دورا كبيرا في إعادة إعمار العراق. وهكذا عمل على إقامة مجلس الحكم الانتقالي في العراق وأكد مرارا أن الأمم المتحدة تساهم في الإعداد لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية عام 2004.
ـ تعود آخر تجربة له في إعادة الإعمار إلى أكتوبر/ تشرين الأول 1999 عندما عين حاكما إداريا في تيمور الشرقية حيث تمثلت مهمته في إعادة إعمار هذا البلد الذي كان تحول إلى خراب. وقبل بضعة أشهر من ذلك, كان قد عين حاكما إداريا مؤقتا في كوسوفو عقب الحرب التي شنها حلف شمال الأطلسي على الصرب.
ـ بدأ دي ميلو حياته المهنية في المفوضية العليا للاجئين في جنيف عام 1969 ثم شغل بالتتابع مناصب في بنغلاديش والسودان وقبرص وموزمبيق والبيرو، كما شغل منصب المستشار الرئيسي لقوات الأمم المتحدة في لبنان من 1981 إلى 1983 وساعد في عودة اللاجئين الكمبوديين إلى بلادهم عام 1992.
وتسلم عام 1994 الشؤون المدنية لقوات حلف شمال الأطلسي في يوغوسلافيا في عز اشتداد الحرب في البوسنة، ثم أصبح لبضعة أشهر عام 1996 المنسق الإنساني لمنطقة البحيرات الكبرى في شرق أفريقيا. ومن عام 1998 إلى 2001 كان مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية.