بعد ايام من اعادة افتتاحه يواجه خط الانابيب الحيوي لتصدير النفط العراقي الى تركيا انتكاسة جديدة حيث تسبب حريق ومشكلات فنية في توقف تدفق الخام وسط أجواء محمومة من تصعيد أعمال المقاومة العراقية ضد الوجود العسكري الامريكي على أرض العراق . واندلعت النيران في جزء من خط الأنابيب لمدة يوم كامل قبل ان يتم اخمادها، حيث ألقى المهندسون من موقع الحادث باللائمة في معظم الحرائق والتفجيرات التي استهدفت خط الأنابيب على الذين يعارضون الاحتلال الاميركي للعراق.
أحدث انتكاسة
ويمثل الضرر الذي لحق بخط الانابيب بين العراق وتركيا احدث انتكاسة لجهود اعادة بناء صناعة النفط العراقية والحصول على ايرادات لاعمار البلاد بعد سنوات من الحروب والعقوبات الاقتصادية اثناء حكم صدام حسين. ولم تتضح الفترة الزمنية اللازمة لاعادة تشغيل خط الانابيب الذي بدأ نقل خام كركوك للمرة الأولى منذ استئناف الصادرات بعد الحرب التي اطاحت بصدام في التاسع من ابريل. وكان العراق يصدر كل نفطه من الجنوب قبل اعادة فتح خط انابيب الشمال، لكن المنطقة الجنوبية أصبحت تواجه مشاكل ايضاً، وتعاني من معوقات فنية أدت الى خفض الصادرات الى النصف . وتسعي مؤسسة تصدير النفط العراقية "سومو" لتصدير 645 الف برميل يوميا في اغسطس من الميناء الجنوبي، حيث شهد الاسبوع الماضي تسارعا بمعدل عمليات تحميل الناقلات بالنفط وذلك بسبب تحسن امدادات الكهرباء للمرفأ مطلع الاسبوع. وبلغ معدل تدفق النفط للناقلات نحو 55 الف برميل في الساعة وهو ما يوازي نحو ثلثي طاقة المرفأ التي تبلغ 85 الف برميل في الساعة، ويمثل ذلك تحسنا كبيرا مقارنة بمعدل بين 15 الفا و18 الف برميل في الساعة في الاسبوع الذي سبقه. وأبحر من المرفأ الوحيد الذي يعمل في العراق في اغسطس خمس سفن حمولة كل منها مليونا برميل ليصل معدل التصدير اليومي الى نحو 560 الف برميل يوميا، غير ان من بينها سفينتين كان من المقرر ابحارهما في اواخر يوليو وهو ما يعني تراجع المعدل اليومي لنحو 335 الف برميل يوميا من الخام المقرر تصديره اصلا في اغسطس. وجاء تحسن معدل التحميل في ميناء البكر متزامنا مع اغلاق خط انابيب كركوك الذي استؤنف تشغيله حديثا اثر انفجارين في مطلع الاسبوع.
العراق مصدر غير مؤكد
ومن جانبه اعتبر مركز دراسات الطاقة العالمية في تقريره الشهري الذي نشر الاسبوع الماضي في لندن ان السوق النفطية اصبحت تعتبر ان العراق سيكون مصدرا لا يمكن توقع إنتاجه على مدى عدة اشهر. وقال مركز الدراسات المتخصص، ان موقف السوق حيال الصادرات العراقية تغير في الاسابيع الاربعة الماضية واصبح يعتبر الان ان البلاد ستبقى مصدر تزويد غير مؤكد مدى عدة اشهر. وافاد انه في مواجهة الهجمات المتكررة على انابيب النفط وشبكات توزيع الكهرباء انتقل العراق من وضع مصدر وشيك الى وضع مصدر لا يمكن توقع إنتاجه. واضاف المركز انه من غير المتوقع ان تغير اوبك سقف إنتاجها قبل مطلع 2004 الا في حال تغير الوضع بشكل كبير واستؤنفت الصادرات العراقية بسرعة في الاسابيع المقبلة، مبينا رؤيته بان تبقى اسعار النفط مرتفعة خلال الاشهر الستة المقبلة الا في حال تحسن الوضع في العراق فعليا او اذا قامت اوبك بزيادة انتاجها. واشار ايضا الى الضعف الحالي في احتياطي النفط لدى الدول المستهلكة وبطء استئناف الانتاج الفنزويلي والتوترات في نيجيريا على انها عوامل ساهمت في ارتفاع الاسعار. واشار المركز الى ان المعلومات المتفائلة لدى الادارة الامريكية حول وضع الحقول النفطية ومحطات التصدير في العراق اثارت مخاوف لدى المصدرين الاخرين حول حصول فائض نفطي في السوق العالمية اذا قامت بزيادة انتاجها. إلى ذلك سجلت اسعار النفط ارتفاعا في سوق لندن بعد تخريب انبوب نفط رئيسي في شمال العراق.
تزويد الهند بالنفط حتى نهاية العام
ومن جانبه قال محمد الجيبوري رئيس مؤسسة تسويق النفط العراقي سومو ان العراق وقع عقدا لتزويد مؤسسة النفط الهندية بالنفط الخام حتى نهاية العام الحالي. ولم يذكر الجيبوري اي تفاصيل عن كمية النفط المتعاقد عليها. وابلغ مسئول تجاري هندي ان المؤسسة تتفاوض لابرام عقد طويل الاجل تشتري بموجبه ثلاثة ملايين طن سنويا او ما يوازي 60 الف برميل يوميا من النفط العراقي. وقال الجيبوري انه رغم توقف تدفق النفط عبر خط انابيب التصدير بشمال العراق نتيجة اعمال التخريب في مطلع الاسبوع فان انتاج خام كركوك مستمر كالمعتاد. واكد ان الصادرات من ميناء البكر في جنوب العراق انخفضت بشدة بسبب مشاكل امدادات الكهرباء، الا انه قال: في مرحلة ما وصلنا الى 800 الف برميل يوميا واضاف ان انقطاع الكهرباء في المرفأ اسفر عن تقلص الصادرات بشدة.