قال كبار قادة الجيش الامريكي الذين يطاردون الرئيس العراقي السابق صدام حسين انه على الارجح لا يزال يتنقل بين بيوت آمنة كل بضع ساعات لكن لم يعد امامه اماكن كثيرة يختبيء فيها في الشهر الخامس لسقوطه.
وقال الكولونيل جيمس هيكي الذي يرأس اللواء الامريكي المنتشر في تكريت مسقط رأس صدام والتي تحوم حولها الشبهات في توفير الملاذ للرئيس العراقي السابق : التقديرات الحالية هي انه يتحرك كل ساعتين. واضاف هيكي الذي يشن رجاله غارات متكررة على تكريت والمناطق المحيطة : اعتقلنا عددا من الشخصيات البارزة في الاسابيع القليلة الماضية. ولذلك هو (صدام) وكل باقي الاشرار الاخرين لن يجدوا اماكن للاختباء فيها. اذا كان في منطقتي فايامه معدودة. ويقول هيكي وعدد آخر من كبار القادة الامريكيين في منطقة تكريت الذين التقت بهم رويترز في الايام القليلة الماضية انهم لا يزالون يتحركون على اساس ان صدام موجود في ما يسمونه بمنطقة المثلث السني.
وكان صدام يلقى على حد قولهم دعما من الاقلية السنية شمالي وغربي العاصمة بغداد والتي تضم تكريت وبعقوبة والرمادي وهي نفس المنطقة التي تشهد نشاطا للمقاومة التي تستهدف القوات الامريكية.
وقال الميجر جنرال ريموند اودييرنو المسؤول عن فرقة قوامها 26 الفا مسؤولة عن المنطقة : اعتقد ان صدام يلف ويدور في منطقة المثلث السني. هذا رأيي. انه مضطر الى التنقل بشكل مستمر والا سنمسك به. وفي غارات جرت مؤخرا قرب بلدة بعقوبة الواقعة بين بغداد وتكريت امسكت القوات الامريكية بأناس وصفتهم بأنهم (اقارب ومقربون) من صدام تضعهم واشنطن في قائمة المطلوبين مثلهم مثل اسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة.
وقتل ابنا صدام قصي وعدي مؤخرا في مواجهة مع القوات الامريكية كما اعتقل الاسبوع الماضي شخصيتان بارزتان من بينهما ابن عم صدام المرهوب الجانب على حسن المجيد المعروف باسم علي الكيماوي لدوره في استخدام الاسلحة الكيماوية.
وعرضت واشنطن جائزة قيمتها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تقود لاعتقال الرئيس العراقي السابق والذي يحتل رأس قائمة تضم 55 اسما مطلوب القاء القبض عليهم والتي اعتقل او قتل من بينها حتى الان 39 فردا.
وقال الكولونيل ستيف راسل الذي يقود الغارات التي يشنها الجيش الامريكي في تكريت : لا نفكر في شخص واحد نحن نلاحق كل اتباع النظام السابق ونقضي على قاعدة تأييده. كل من قتلنا او اعتقلنا كان لهم صلة مباشرة بالنظام السابق. وخلال الشهرين الماضيين صادرت القوات الامريكية تسعة ملايين دولار ونحو 46 مليون دينار عراقي واحتجزت نحو الف عراقي خلال مئات الغارات التي شنتها على تكريت.
ويقول القادة الامريكيون ان عددا متناميا من السكان يقدم المزيد من المعلومات كل يوم كما حدث في المواجهة التي انتهت بمقتل ابني صدام وان القوات الامريكية تراقب المواقع الحساسة على مدار الاربع والعشرين ساعة.
وقال هيكي من مركز قيادته المليء بالخرائط واجهزة الكمبيوتر انه (صدام) على الارجح يتردد على اماكن مختلفة او انه يتردد بالتتابع على ثلاثة ملاذات. لا نعرف. لكن عندنا تقديرا مدعوما الى حد ما يقول ان صدام في المنطقة. في منطقة يظن ان بوسعه الاعتماد فيها على الانصار والموالين. لكن العراقيين يبدون اكثر تشككا من الامريكيين في هذا الصدد. فعلى حوائط تكريت ظهرت عبارات مثل (صدام.. الشبح) و(صدام يقوى بالشدائد) في منطقة اضفت في احيان على الرئيس العراقي المخلوع طابعا اسطوريا. ويقول الطالب محمد هاشم فليرسلوا ملايين الجنود لن يجدوه. واذا حدث.. سيموت بيده لا بيد عمرو.