(1)
هناك العديد من الكتب التي تناولت فن كتابة السيناريو, لكن المكتبة العربية مازالت تفتقر الى الكتب الجيدة منها التي تحقق للقارئ او الدراسي ما يتمناه من المعرفة ويعد هذا الكتاب الذي نحن بصدده (فن كتابة السيناريو) افضل ما كتب في هذا الموضوع. وقد قام بكتابته المؤلف (يوجين فال) وهو احد كتاب السيناريو في السينما الامريكية وقد وضع في الكتاب خلاصة فكره النظري ونتيجة خبراته العلمية الواسعة.
يقول فال في مقدمة كتابه (لنبدأ مع بعضنا لنستكشف الطاقات الخفية لهذا الشكل الجيد الخلاب. وقد نتنبه خلال طريقنا الى النصيحة التي اسداها الفنان ديلاكروا لمصور شاب متحمس تعلم اولا ان تكون حرفيا ولن يمنعك ذلك من ان تكون عبقريا.
(2)
وينقسم كتاب (فن السيناريو) الى ثلاثة اجزاء يتضمن كل جزء مجموعة من الموضوعات ويأتي الجزء الاول الذي جاء تحت عنوان (الشكل) متضمنا سبعة موضوعات منها: لغة الفيلم, مصادر المعرفة - التكوين - المشهد - المعلومات.
ويشير المؤلف في بداية الجزء الاول الى انه حريص على الابتعاد عن تفسير اية نظرية جمالية, فليس هدف هذا الكتاب ان ينصح (ماذا) نكتب ولكن فقط (كيف) نكتب.
ويرى ان السيناريو يختلف عن اشكال التعبير الاخرى ويقدم صور هذا الاختلاف في كتابه ويقول تكمن خطة هذا الكتاب: يريد احد الاشخاص ان يعرف كيف يكتب السيناريو. والسؤال الاول الذي يسأله هو (ما الفيلم السينمائي).
ويقدم الكتاب تعريفا للفيلم هو:
الفيلم السينمائي هو اساسا قصة يرويها الفيلم لجمهور عن طريق سلسلة من الصور المتحركة. ويجعلنا هذا التعريف نميز ثلاثة عوامل:
1- القصة - وهي ما يجري سرده.
2- الجمهور - وهو الذي نروي له القصة.
3- سلسلة من الصور المتحركة - وهي الوسيلة التي نروي عن طريقها القصة.
ويتناول الكتاب لغة الفيلم السينمائي من حيث المساحة, والصورة, الديكور, الاكسسوار, الممثل, الاضاءة, الصوت, الحوار, الضوضاء, الموسيقى التصويرية.
ثم بعد ذلك يتناول مصادر المعرفة اي كمية المعلومات التي يمكن التعبير عنها عن طريق التركيب بين العناصر.
ويتم ذلك عبر تعلم استخدام مصادر المعرفة اي التنسيق بين المعارف والاجزاء.. والتضخيم والتكوين اي عرض القطاعات المهمة وهذا هو المبدأ الذي يتحكم في استخدام الكاميرا عبر اللقطات المختلفة كما يلي:
اللقطة القريبة جدا, اللقطة القريبة, لقطة ثلاثية, لقطة عامة, لقطة كاملة, لقطة متحركة, التحرك للخلف, الاقتراب, الزاوية العكسية, زووم, وغيرها من اللقطات.
ويتناول الكاتب (المشهد) عبر المكان, الزمان, عرض المكان, الاشكال الجديدة.
(3)
ويتناول الكتاب في الجزء الثاني (القصة) وكيفية رسم الشخصيات, وانتقال الحدث, والدافع, النية, الهدف, والاضطراب والتوافق الذي يتطلب التعرف على المراحل الاربع: 1- مرحلة الاتزان, 2-الاضطراب, 3- الصراع والتوافق, والتأثير على الجمهور.
وبعد ذلك يتحدث الكتاب في النهاية عن (كتابة السيناريو) وهو الفصل الذي قام عليه الكتاب من بدايته.
ويرى ان الكتابة السينمائية ليست فنا ابداعيا فقط ولكنها ايضا حرفة تتطلب منهجا. ويتكلم بشكل عملي عـــن ثلاث مراحل اسياسية للتـــطوير: التــــخطيط والمعالجة والسيناريو.