بدأت صباح أمس المباحثات السداسية حول إنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية باجتماع وفود الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان بدعوة من الصين في قصر الضيافة الرسمي دياويوتاى بغرب بكين. ويرأس وفد كوريا الشمالية نائب وزير الخارجية كيم يونج إيل.
وطلب في بداية المباحثات التي تستغرق ثلاثة أيام من الوفود توضيح مواقفهم بشأن المشكلة. فيما ترغب الدول الخمس في إقناع بيونج يانج بإنهاء برنامج أسلحتها النووية مقابل ضمانات أمنية وأيضا مساعدات إقتصادية لكوريا الشمالية التي تعيش في عزلة وفقر. ومن المتوقع ان تطالب كوريا الشمالية خلال المحادثات بمعاهدة عدم إعتداء رسمية مع الولايات المتحدة وتطبيع العلاقات وإنهاء المقاطعة. وتتوقع الولايات المتحدة في المقابل وعدا من كوريا الشمالية باستعدادها من حيث المبدأ لإنهاء برنامجها النووي الذي استأنفته. وقال رئيس الوفد الصيني وانج يي لوكالة أنباء الصين الرسمية شينخوا ان الصين تأمل في أن تشارك كل الوفود بمواقفها في وضع أساس صلب لاستمرار عملية التفاوض في بكين. وقال وانج يي ان المحادثات أوضحت الارادة السياسية للبحث عن وسائل سلمية لحل المشكلة النووية عن طريق الحوار. وحتى الصين وهي الحليف التقليدي لجارتها الشيوعية لا تريد رؤية أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية. وقد التقت جميع الوفود لاول مرة في إجتماع غير رسمي في حفل العشاء الذي أقامه نائب وزير الخارجية الصيني وانج يي يوم امس الاول.
ووصف دبلوماسيون يابانيون الاجواء بأنها ودية ولكنهم لم يكشفوا أي شئ عن مضمون المباحثات.
وذكر دبلوماسيون أن رئيس الوفد الامريكي جيمس كيلي عقد مباحثات ثنائية مع الوفدين الصيني والروسي ومناقشات مع الوفدين الياباني والكوري الجنوبي. وكان النزاع قد بدأ منذ عشرة شهور عندما اعترفت كوريا الشمالية للولايات المتحدة بأنها تقوم بتطوير برنامج سرى لانتاج الاسلحة النووية.
ويخالف هذا الاجراء إطار الاتفاق عام 1994 الذي بمقتضاه تقوم الولايات المتحدة بتزويد كوريا الشمالية بالنفط ومفاعلين خفيفين في مقابل إلغاء برنامجها النووي. ومنذ أكتوبر الماضي طردت كوريا الشمالية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعادت تشغيل مفاعل في يونجبيون وهددت بصنع أسلحة نووية.
واكدت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواجوتشي امس بان طوكيو ترغب في حل سلمي وشامل لازمة كوريا الشمالية النووية لكنها قالت ان اليابان ستعتبر المحادثات متعددة الاطراف التي انطلقت امس في العاصمة الصينية بكين ناجحة اذا ما اتفقت الاطراف على مواصلة التحاور.
وقالت في مؤتمر صحفي في طوكيو بعد بدء محادثات بكين نحن نتطلع لحل سلمي وشامل. وينظر الى المحادثات بوصفها فاتحة لمفاوضات صعبة وشددت كاواجوتشي على انه حتى لو توصل المتفاوضون الى اتفاق للالتقاء مجددا في وقت وزمان محددين سيكون ذلك مؤشرا على النجاح. واعلنت اليابان مرارا انها ترغب في ان تحل بيونج يانج قضية اليابانيين الذين اختطفهم عملاء لكوريا الشمالية كما طالبتها بالتخلي عن برامجها للتسلح النووي والتوقف عن تطوير الصواريخ ذاتية الدفع.